رأى محللون في جاكرتا أمس أن خطوة الجماعات المسلمة الوسطية الإندونيسية لتشكيل فريق يحارب الأفكار المتشددة ويعمل مع الشرطة ويراجع الأعمال المتطرفة المنشورة، أمر مهم على أن يكون اكثر من مجرد خطابة. وشكّل هذا الفريق الخاص الأسبوع الماضي بعد العثور على تسجيلات فيديو تظهر ثلاثة مفجرين انتحاريين يسوقون الإسلام لتبرير الاعتداءات على مطاعم في جزيرة بالي في الأول من تشرين الأول أكتوبر والتي أسفرت عن سقوط 20 قتيلاً. وهذه المرة الأولى توافق الجماعات المعتدلة على لعب دور حاسم في التعامل مع الإرهاب. اذ كانت هذه الجماعات في الماضي تتردد في انتقاد المتشددين أو تقول إن محاربة الإرهاب مسؤولية الحكومة والشرطة. وأثنى مدير المجموعة الدولية لإدارة الأزمات في إندونيسيا الخبير في الفصائل المتطرفة سيدني جونز على دعوة نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا رجال الدين إلى النظر في الأشرطة التي تحوي مشاهد المفجرين الانتحاريين الشبان الأسبوع الماضي. وقال:"هذه خطوة جديدة حقيقية ولم نصل لهذا القدر من تدخل الحكومة من قبل في اي من الحالات التي بدأت بعد بالي"، في اشارة الى تفجيرات الاندية الليلية في بالي عام 2002 التي اسفرت عن مقتل 202. وعادة ما يلقى باللائمة في هجمات القنابل في اندونيسيا على"الجماعة الاسلامية"، وهي شبكة محظورة ينظر اليها بعضهم بصفتها اليد الاقليمية لتنظيم"القاعدة". وعادة ما تجند الشبكة شباناً مسلمين فقراء من جزيرة جاوة لينفذوا عملياتها. وقال جونز انه سيكون من المثير رؤية كيف يرد الفريق على مبررات المتشددين وما اذا كان الفريق سيناقش كيف وأين يتم تجنيد المفجرين والآخرين. وقال معروف امين رئيس الفريق لاذاعة"الشينتا"ان رجال الدين يريدون طرح استراتيجية لبحث موضوع المدارس الداخلية الاسلامية المعروفة باسم"بيسانترينز"اضافة الى موضوعات الشبان والاعمال المنشورة. واشار ايضاً الى كتاب أصدره الامام سامودرا احد المفجرين الثلاثة الصادرة في حقهم أحكام بالاعدام بسبب تفجيرات بالي عام 2002. وقال ان الكتاب في"كل مكان"في اندونيسيا. وكتب سامودرا كتابه في السجن ويذكر به مبرراته لتفجيرات بالي. ونقلت صحيفة"جاكرتا بوست"ان وزير الشؤون الدينية قال ان الفريق سيشترك في تعقب معلومات عن ارهابيين مشتبه بهم كما سيبحث عن كتب تروج للتطرف حتى يتم منعها. ولكن لم يتضح ما اذا كان الفريق سيبحث المناهج في المدارس الداخلية الاسلامية. ووضعت المجموعة الدولية لادارة الازمات قائمة بأسماء مدارس يرسل اعضاء"الجماعة الاسلامية"اولادهم اليها واخرى درس بها بعض المفجرين المحكوم عليهم.