جاكرتا - أ ف ب - اعلنت الشرطة الاندونيسية أمس، أن إنجاز فحص الحمض النووي الخاص بالإرهابي الماليزي نور الدين محمد توب العقل المدبر المفترض لعمليات الجماعة الاسلامية في بالي عام 2002 (202 قتيل)، وفندق ماريوت في جاكرتا (12 قتيلاً عام 2003) وفندقي «ريتز كارلتون» وجي دبليو ماريوت» في 17 تموز (يوليو) الماضي، والذي اعلنت السلطات مقتله اول من امس، سيستغرق اسبوعين. وقال الناطق باسم الشرطة ساغوم تمبوين انها «اجراءات اعتيادية»، في وقت افادت وسائل اعلام بأن ثلاثة اشخاص على الأقل قتلوا في الهجوم الذي استغرق 17 ساعة على مخبأ توب المزعوم وسط جزيرة جاوا. على صعيد آخر، عززت الشرطة إجراءات الأمن الخاصة بالرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو وعائلته، بعد كشف تخطيط انتحاريين اثنين لاستهداف مقر سكنه قرب جاكرتا عبر تفجير سيارة مفخخة. واوضحت أنه تقرر تنفيذ الهجوم في 17 الشهر الجاري الذي سيشهد احتفالات العيد الوطني لاندونيسيا، وان توب خطط للعملية في نيسان (ابريل)، للانتقام من اعدام منفذي تفجيرات بالي نهاية العام الماضي. على صعيد آخر، اشار خبراء الى ان مقتل توب في قرية بجاوا اظهر اعتماده على غرار متطرفين اسلاميين اندونيسيين على الروابط العائلية لحماية نفسه وعلى المدارس لتجنيد اتباع. وقال سيدني جونز، المحلل في مجموعة الازمات الدولية، إن «اسلوب عيش توب لدى فراره يكشف كيف وطدت الجماعة الاسلامية لحمتها عبر روابط اجتماعية متينة من خلال المدارس والزيجات»، علماً ان توب تزوج للمرة الثانية قبل وفاته وانجب طفلين صغيرين. واضاف ان «هذه الروابط تسمح لعناصر توب بتفادي الوقوع في قبضة الشرطة، حتى حين يشنون عمليات ضخمة ودامية لا يوافق عليها عناصر آخرون في الجماعة. ومن المؤكد ان الانضمام الى عائلة عبر رابط الزواج يوفر حماية اكبر». واشار جونز الى ان حوالى خمسين مدرسة في اندونيسيا تقيم روابط مع الجماعة الاسلامية، واهمها مدرسة «المؤمن» في سولو وسط جزيرة جاوا، والتي درس فيها مقربون كثيرون من توب، وبينهم نور حسبي المطلوب لضلوعه في اعتداءي 17 تموز، واسمر لاتن ساني الذي فجر نفسه في العملية التي استهدفت فندق ماريوت عام 2003. وقال نصير عباس، العضو السابق في الجماعة الاسلامية، إن «كل المدارس تقريباً تضم شريحة ضئيلة من الاشخاص الذين يشاطرون نور الدين وجهات نظره». وتابع «اعتقد ان توب لا يجند عناصر داخل المدارس بل بين المتخرجين منها». وعلى رغم اعتقال السلطات الاندونيسية مئات من عناصر الجماعة الاسلامية سابقاً، وحضّها عناصر التنظيم على نبذ العنف، فإن نور هدى اسماعيل التلميذ السابق في مدرسة «المؤمن» مقتنع بأن هذا النهج لن يهزم الروابط العائلية و «ثقافة الحماية» المسيطرين حالياً، مؤكداً «لو استطعت ان اقول لنور الدين ان يهرب لفعلت ذلك. لن اسلمه الى الشرطة».