لم تنتظر المنظمات الشبابية او ما يعرف بقوى 14 آذار مارس الثامنة مساء، أي الموعد الذي كانت حددته لاعتصامها"الاحتفالي"بصدور تقرير لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فبعد نحو ساعة من الافطار الرمضاني، قرابة السابعة بتوقيت بيروت، غصّت ساحة الشهداء في وسط العاصمة بالشبان الذين رفعوا اعلام لبنان وصور الشهداء، معيدين الى الساحة صورة رافقتها لأشهر عدة تلت اغتيال الرئيس الحريري. وعلى رغم سيل الهتافات المنددة برجال الاستخبارات السورية المذكورين في التقرير، انصب غضب المعتصمين على رئيس الجمهورية اميل لحود. ورفعت لافتات:"تأهب لمغادرة القصر الجمهوري وانصرف"، على وقع هتافات:"يا لحود يا لحود روح سباحة عالحدود اللبنانية ? السورية"، و"يا لحود نزال هيدي الكرسي بدا رجال". وفي باحة مسجد محمد الأمين حيث ضريح الرئيس الشهيد، كانت الصورة تشبه الايام التالية لجريمة الاغتيال. وتركزت كاميرات التلفزيونات مقابل الضريح تنقل توافد رجال السياسة الكثر الى المكان، وصور المواطنين يؤدون الصلاة عن روح الشهيد. وبعضهم يذرف دموعاً كما لو ان الشهيد سقط امس. مسؤولو المنظمات الشبابية توافدوا الى المكان للاشادة بالتقرير، كما يقول عضو"حركة اليسار الديموقراطي"عمر حرقوص، الذي يعتبر ان"التقرير هو مجموعة خيوط يُمسكها المحقق، فيبني على اثرها قضية، وهذا ما حصل". ولم يوفر عمر، حاله حال بقية مسؤولي المنظمات، دعوة النائب ميشال عون الشبان الى عدم التظاهر وعدم ترك اشغالهم، قائلاً:"على الجنرال ان يعلم ان لا احد غير الشارع يزيح لحود عن الكرسي". الامر نفسه يعارضه عضو الكتلة الوطنية فريدي خير، مشيراً الى"اننا قمنا بثورة لنرتاح من التدخل العسكري في السياسة"، غامزاً من قناة تدخل"الجنرال"عون. وأكد جلال غصين من"الحزب الشيوعي ? الانقاذ"ان"الشعب عرف النتيجة قبل صدور التقرير"، مذكراً"الجنرال عون بأن تدخل القوى الشبابية والطالبية هو الذي اعاده الى الاراضي اللبنانية من المنفى". بالأمس، انشغل مسؤولو المنظمات بالإدلاء بتصريحات امام عدسات الكاميرات. وفي الساحة الخارجية وقف مئات الشبان على بعد عشرات الامتار من عناصر الامن وفرقة مكافحة الشغب يهتفون بسقوط"الرذيل لحود"وارتدى بعضهم"تي شيرت"كتب عليها:"نحبك ميليس"، ورافعين لافتات تبشر بأن"ستهتز الكرسي ويسقط المجرمون". بالأمس، وقف من هتفوا لأشهر كثيرة مضت مطالبين بالحقيقة، حاملين على كاهلهم مطلباً جديداً هو"العدالة".