شريط أبو عدس المضلل ... ونتائج لتحليل الاتصالات الهاتفية 175- كما سبقت الاشارة، فان الاستجوابات اللبنانية شملت، في سياق التحقيق، أصدقاء ابو عدس وجيرانه القدامى ومعارفه من المسجد وزملائه في وظائف سابقة. واعيد استجواب عدد منهم من قبل لجنة التحقيق، لكن أحداً منهم لم يسمع بپ"النصرة والجهاد"، المجموعة التي زُعم ان ابو عدس عضو فيها بحسب رسالة الفيديو عن التفجير الانتحاري. وروى العديد منهم قصصاً متشابهة عن أخذهم من قبل قوى الأمن الداخلي وهم مكبلو الايدي معصوبو العيون وعراة، وانهم احتجزوا لفترة من الوقت واستجوبوا حول ابو عدس وارتباطاته بجماعات اسلامية، وأشار معظمهم الى انهم شاركوا مستجوبيهم وجهة نظرهم حول ان ابو عدس مستوحد وانطوائي، لا يمتلك الفطنة التي تمكنه من ارتكاب جريمة كهذه. 176- جواباً على طلب رُفع عبر السلطات اللبنانية، ابلغت السلطات السورية لجنة التحقيق الدولية ان سجلات الكومبيوتر لديها لا تظهر اي اشارة الى ان ابو عدس دخل سورية او غادرها. وابلغت السلطات العراقية السلطات اللبنانية، عبر السفارة العراقية في بيروت، ان ابو عدس لم يحصل على تأشيرة دخول الى العراق. 177- كذلك طلبت لجنة التحقيق الدولية الحصول على تفاصيل من اي منظمة داخل لبنان قد تكون اخضعت ابو عدس للمراقبة بين ايلول سبتمبر 2004 وكانون الثاني 2005. وأكدت الملفات التي تم الحصول عليها رداً على هذا الطلب ان ليست هناك دائرة في لبنان أخضعت ابو عدس لأي نوع من الرقابة خلال الفترة المشار اليها. 178- قدم بعض المصادر، الموثوقة أو غير الموثوقة، معلومات عن دور ابو عدس وأماكن وجوده. وعلى رغم ان المعلومات المقدمة لم تكن مثبتة في شكل مستقل، فان اياً من المعلومات لم يدعم نظرية انه كان انتحارياً وحيداً يعمل لمنظمة اسلامية متطرفة. في الواقع، رجحت المعلومات ان يكون ابو عدس استخدم من قبل السلطات اللبنانية والسورية ككبش فداء، ولم يكن مرتكباً للجريمة بنفسه. مثلاً، ادعى احد الشهود انه رأى ابو عدس في الممر خارج مكتب رستم غزالة في عنجر في كانون الاول 2004. وقال شاهد آخر ان ابو عدس محتجز الآن في سجن في سورية وسيقتل عندما ينتهي التحقيق. وبحسب هذا الشاهد، فان ابو عدس لم يكن له دور في الاغتيال الا كفخ، وشريط الفيديو سجل تحت التهديد بمسدس قبل 45 يوماً من الجريمة. وافاد لاحقاً ان الجنرال آصف شوكت اجبر ابو عدس على تسجيل الشريط قبل 15 يوماً من الجريمة في دمشق. وأضاف الشاهد نفسه ايضاً ان الشريط اعطي لقناة "الجزيرة" بواسطة امرأة تدعى "ام علاء". شاهد آخر افاد انه في اليوم الذي تلى يوم الاغتيال، أصر العميد فيصل رشيد على ان القضية حُلت وان منفذ الاغتيال هو ابو عدس في عملية انتحارية وان جثته ما زالت في مسرح الجريمة. وافاد زهير الصديق انه في مطلع شباط 2005، رأى ابو عدس في مخيم تدريب في منطقة الزبداني السورية، وان معلوماته هي ان ابو عدس خطط في الاساس لتنفيذ الاغتيال لكنه غيَّر رأيه في اللحظة الاخيرة. وقال ان ابو عدس قتل بعد ذلك بواسطة السوريين، وان جثته وضعت في عربة تحتوي القنبلة وهكذا فجرت في مسرح الجريمة. 179- حتى الآن، لم يُعثر على دليل حمض نووي في ساحة الجريمة يمكن ربطه بابو عدس. 180 - على رغم مرور اشهر من التحقيقات التي تجريها لجنة التحقيق والسلطات اللبنانية، يبقى ابو عدس شخصية غامضة. بعض النقاط المهمة ما زال يمكن القيام بها، في ما يتعلق بتحقيق ابو عدس. 181 - بخلاف شريط الفيديو نفسه الذي لا شك في أنه يعود لأبو عدس، ليس هناك اي دليل يدعم فكرة انه نفذ الجريمة من خلال تفجير انتحاري. ليس هناك دليل، بخلاف ادعاء الشريط نفسه، الى وجود مجموعة تسمى "النصرة والجهاد" في سورية الكبرى. ليس هناك معلومات عن مجموعة كهذه من اي مصادر علنية قبل 14 شباط 2005، فمثلاً لا السلطات اللبنانية ولا اصدقاء ابو عدس ومعارفه يبدو انهم سمعوا بهذه الجماعة قبل يوم الاغتيال. ولم يكن لدى اي من السلطات الامنية في الدول المجاورة التي طلبت منها اللجنة معلومات عن الاغتيال، اي علم بهذه الجماعة. اكثر من ذلك، فان اختفاء ابو عدس في 16 كانون الثاني 2005 لم يفسر بطريقة تنسجم مع نظرية انه سيكون مفجراً انتحارياً بعد شهر. ويلاحظ ان أحداً من الذين عرفوا أبو عدس لم يعتبر انه مؤهل لارتكاب جريمة من هذا النوع، بحسب طبيعته ومستوى ذكائه. في النهاية، وعلى رغم ان هناك دائماً احتمال عدم العثور على اثر للحمض النووي لمفجر انتحاري يفجر عبوة ناسفة ضخمة، من الملاحظ ان ليس هناك اثر للحمض النووي لأبو عدس في مسرح الجريمة ولا اي دليل آخر، شاهد مثلاً على انه كان موجوداً في مسرح الجريمة وقت الجريمة. 182- أحد أوجه التحقيق حتى تاريخه واضح: الكثير من المعلومات حول ابو عدس واختفائه يشير الى سورية. فسجل السفر الغريب لخالد طه، الذي يشير الى دخوله الى لبنان من سورية قبل يوم من اختفاء ابو عدس، وكذلك محاولته للتغطية على وجوده في سورية من طريق القول ان الرسائل الالكترونية جاءت من تركيا بينما في الحقيقة جاءت من سورية، هي مؤشرات من نوع الادلة على ان سورية متورطة باختفاء ابو عدس والذي لا يمكن اعتباره مجرد مصادفة. اكثر من ذلك، المعلومات الغامضة الموحدة حول "محمد" تشير الى انه على الارجح سوري، والعودة المفاجئة من سورية لصديق ابو عدس المفضل السوري زياد رمضان بعد قليل من استجوابه من قبل السلطات اللبنانية، كلها امور تشير الى علاقة لسورية في اختفاء ابو عدس. اخيراً، الكثير من معلومات المصدر المتعلقة بمصير ابو عدس تشير الى سورية والمسؤولين السوريين وبعض المسؤولين اللبنانيين. وصحيح ان بعض معلومات هذا المصدر تم تأكيدها في شكل مستقل فقط، لكن من المهم ان لا معلومات تشير الى اي كائن آخر بكونه متورطاً باختفاء ابو عدس او انه كان انتحارياً. على رغم ان ذلك ليس قاطعاً، فان تلك الارتباطات المتكررة لسورية تحتمل تحقيقات اضافية. استنتاج: ليس هناك دليل على ان ابو عدس ينتمي الى جماعة "النصرة والجهاد في بلاد الشام" كما ادعى شريط "الجزيرة"، ولا حتى ان جماعة كهذه موجودة الآن. لا مؤشرات غير الشريط الى انه قاد شاحنة مملوءة بالمتفجرات قتلت الحريري. الدليل يظهر ان من المرجح ان ابو عدس غادر منزله في 16 كانون الثاني 2005، وأُخذ، طوعاً او كرهاً، الى سورية، حيث اختفى منذ ذلك التاريخ. 2 تحليل الاتصالات الهاتفية 183 أحد أهم جوانب التحقيق كان في تحليل الاتصالات الهاتفية، ثم استخدام برنامج خاص لتحليل وتحقيق الاتصالات الهاتفية مع أمور تم التعرّف اليها بأنها الأهم للتحقيق ما سمح للجنة التحقيق بالوصول إلى نتائج منظورة مع عدد محدود من العاملين وفي وقت محدود. المساعدة من قبل شركات الهاتف والسلطات كانت مهمة لجعل التحليل مؤثراً. المعلومات نفسها حول الخطوط الأرضية تم توفيرها للجنة من خلال وزارة الاتصالات، هذا التعاون كان ذا قيمة بحيث سمح للمحققين بتحليل اتصالات محددة لمشتركين ومعرفة كيفية القيام باتصالات بين مجموعات محددة من المشتركين. اللجنة طلبت معلومات حول ما مجموعه 2235 مشتركاً وحصلت على معلومات في شأن حولى 70195 مخابرة هاتفية. تحليل الاتصالات الهاتفية التي كانت مهمة في تحقيق تقدم وإجراء ربط مع العناصر الأساسية سيتواصل ليكون جزءاً رئيسياً من مجريات التحقيق. 184 بحسب غسان بن جدو، مدير مكتب "قناة الجزيرة"، تلقت "الجزيرة" أربعة اتصالات بعد ظهر 14 شباط قبل بث شريط أبو عدس، وبينت التسجيلات ورود ثلاثة اتصالات فقط للجزيرة بعد ظهر ذلك اليوم الساعة 11:14 و27:15 و04:17. 185 لم يكن ممكناً تحديد وقت ومصدر الاتصال الرابع بقناة الجزيرة. 186 ليلى البسام التي تعمل لحساب وكالة "رويترز" أفادت أنهم رويترز تلقوا اتصالاً هاتفياً واحداً في 14 شباط حول ادعاء أبو عدس مسؤوليته عن التفجير وبينت التسجيلات ان الاتصال حصل الساعة 11:14. 187 بينت السجلات الهاتفية أنه تم استخدام نفس البطاقة المدفوعة سلفاً للاتصال بپ"رويترز" وپ"الجزيرة" في كل الاتصالات الواردة أعلاه، تم اصدارها في بيروت، نجار، في العاشر من شباط 2005. الاتصالات بالجزيرة ورويترز تم استخدامها من أربعة أكشاك هاتف في بيروت تقع معظمها قرب الاسكوا في وسط بيروت وعلى بعد نحو كيلومترين من ساحة الجريمة، هذه البطاقات استخدمت فقط للاتصال بالجزيرة ورويترز ولا توجد سجلات عما إذا تم استخدام البطاقات في اتصالات أخرى. 188 شريط اعتراف أبو عدس بارتكاب الجريمة، وضع مباشرة أمام مبنى الاسكوا، حصلت لجنة التحقيق وشاهدت شرائط المراقبة التلفزيونية من الاسكوا بتاريخ 14 شباط في محاولة للتعرف الى الأفراد والآليات التي تم استخدامها لوضع الشريط في مكانه وللاتصالات الهاتفية بالجزيرة. بعد مشاهدة الصور تبيّن أنه ليس من الممكن التأكد بوضوح من أي مركبة أو شخص يقترب من الشجرة المقابلة لمبنى الاسكوا من خلال الشريط. أعضاء من لجنة التحقيق استجوبوا حراسا من شركة"PROTECTION" للأمن المسؤولة عن تأمين الحماية والأمن في مواقف السيارات المجاورة للاسكوا ومبنى الجزيرة الواقعين في وسط بيروت. لكن أياً من حراس الأمن المستجوبين الذين كانوا في الخدمة في ذلك اليوم لم يلحظ أية حركة غير اعتيادية تتعلق بوضع آلة على الشجرة مقابل مبنى الاسكوا. استنتاج لم يكن ممكناً حتى اللحظة التعرف الى الشخص أو الأشخاص المسؤولين عن الاتصال بپ"الجزيرة"، وپ"رويترز" في الرابع عشر من شباط أو الشخص أو الأشخاص المسؤولين عن شريط السيد أبو عدس. 3 استخدام بطاقات الهاتف المدفوعة سلفاً: 189. حصل قاضي التحقيق الياس عيد على كل تسجيلات الاتصالات الهاتفية مع "الجزيرة" في 14 شباط 2005، واطلع عليها. واعتبر القاضي عيد ان اتصالاً واحداً من هاتف خليوي مع "الجزيرة"، مهم على وجه الخصوص: اتصال بپ"الجزيرة" من بطاقة مدفوعة سلفا في تمام الساعة 70:10 ليل 14 شباط. وتلقى خط البطاقة المدفوعة سلفا هذا اتصالا هاتفيا بعد دقيقة من التفجير، من غرفة هاتف في طرابلس قرب مبنى تتمركز فيه الاستخبارات السورية. وفي 30 كانون الثاني، حصل اتصال هاتفي على الخط الثابت في منزل السيد ابو عدس، من غرفة الهاتف نفسها في طرابلس. 190. حصلت لجنة التحقيق الدولية المستقلة على تسجيلات المكالمات الهاتفية لرقم البطاقة المدفوعة سلفا 03925152 استنادا الى هذه المعلومات من القاضي عيد، واطلعت عليها. وكشف تحقيق اللجنة حتى الآن، انه عندما لا يكون هناك مشترك معروف، تحمل البطاقة الاتصالات المهمة. وفي 8 شباط 2005، مثلا، أجرى هذا الخط الهاتفي اتصالا مع رقم يملكه طارق عصمت فخر الدين. والسيد فخر الدين، وهو رجل أعمال معروف، مرتبط وقريب من رئيس الوزراء حينها، عمر كرامي. وأجرى طارق فخر الدين أيضاً، بعد ساعات على التفجير، اتصالات مع الجنرال مصطفى حمدان والجنرال ريمون عازار والجنرال علي الحاج والضابط في الاستخبارات السورية جامع جامع. وكذلك، أجرى اتصالاً هاتفياً مع ابن اخيه رائد فخر الدين في الساعة 37:13 في 14 شباط 2005. ورائد فخر الدين هو مشتبه في انه اشترى البطاقات الهاتفية المدفوعة سلفا التي استخدمت لتنظيم الاغتيال. وأجرى الخط الهاتفي أيضاً اتصالات مع خط هاتفي آخر، كان يتصل بهاتف رائد فخر الدين الخليوي في كانون الأول 2004، وكانون الثاني وشباط وآذار 2005. حاول تضليل التحقيق واتصل بغزالة وجامع جامع بعد التفجير . أحمد عبد العال "مفاجأة" التقرير كان يوزع الاتصالات والشبهات 191- وأجرى هذا الخط الهاتفي أيضا اتصالات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين والسوريين. مثلا، كانت البطاقة على اتصال مع 3 أرقام مختلفة، كانت بدورها تتصل بهاتف مصطفى حمدان في كانون الثاني وآذار وتموز 2005. وقبل يومين من الانفجار، في 12 شباط 2005، اتصل هذا الخط أيضا بهاتف خليوي يخص الوزير السابق عبد الرحيم يوسف مراد. وأجرى هاتف السيد مراد اتصالا بدوره مع علي الحاج بعد الانفجار. وبشكل لافت، جرى اتصال بين هاتفي السيد مراد وطارق عصمت فخر الدين في 17 كانون الثاني 2005، بعد يوم على اختفاء احمد ابو عدس. كما أجرى هذا الخط الهاتفي اتصالات مع رقم هاتفي، كان على اتصال في شكل معتاد مع رقم هاتف خليوي يخص السياسي ناصر قنديل، وأجرى الخط اتصالات مع رقمي هاتف خليوي في شباط وآذار 2005، كانا بدورهما على اتصال في 14 و17 شباط 2005 مع رقم الهاتف الخليوي الذي يستخدمه الضابط في الاستخبارات السورية جامع جامع. 192- وأجرى خط الهاتف اتصالات في 5 كانون الثاني 2005 مع رقم هاتف، كان على اتصال في 26 كانون الثاني 2005 مع رقم هاتف يونس عبد العال من الأحباش، وهو أخ المذكور أعلاه احمد عبد العال. وكان خط البطاقة المدفوعة سلفا على اتصال في 5 كانون الثاني مع رقم هاتف مختلف، كان على اتصال مرتين في 10 كانون الثاني 2005 مع رقم هاتف يملكه وليد عبد العال، وهو اخ ليونس واحمد عبد العال وعضو في كتيبة الحرس الجمهوري التابعة لمصطفى حمدان. استنتاج: ان مستخدم او مستخدمي بطاقة الهاتف المدفوعة سلفا في 14 شباط 2005 على قدر من الأهمية، وكشف هوية هذا الشخص او هؤلاء الأشخاص، اذا كان ممكنا، هو أولوية لهذا التحقيق. 4 التحقيق الاسترالي 193- في مقابلة مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة، ذكر عدنان عضوم، وزير العدل في وقت التفجير، انه كان يعتقد بأن محققي اللجنة يجب ان يقتنعوا بهذا التحقيق وان يستجوبوا الاستراليين الستة المشتبه فيهم عن هدفهم من السفر. واشار ايضاً الى انه مقتنع بأنه في ضوء حقيقة ان السيارة التي استخدمت في التفجير كانت مزوّدة بمقود على اليمين كما تستخدم في استراليا، يجب ان تزيد الشبهات حول هؤلاء الستة المشتبه فيهم. أضاف انه يعتقد بانه "نتيجة للإعلام والضغوط الدينية، لم يعط قاضي التحقيق هذه المسألة أهمية كافية". 194- وقام محققو لجنة التحقيق الدولية المستقلة بمراجعة نتائج التحقيقين اللبناني والاسترالي في شأن المشتبه فيهم الستة، وكما هو محدد في ما يلي، واستنتجوا ان لا وجود لقاعدة مقنعة بأنهم كانوا متورطين باغتيال الحريري. وبعد الاقتناع بهذه المراجعة، كان محققو اللجنة مدركين وجود 6 بطاقات هاتفية استخدمت في إطار متصل بالاغتيال، وانتهى هذا الاستخدام في وقت التفجير. ويلاحظ وجود 6 مشتبه فيهم استراليين، و6 بطاقات هاتفية مشبوهة، وهي صدفة غير معهودة، واعتقدت اللجنة بأن مراجعة التحقيقين اللبناني والاسترالي في هذه المسألة ربما تكون حكيمة. 195. وبعد التدقيق في الملف عن قرب، يمكن للجنة ان تحدد النقاط التالية: * قدمت السلطات اللبنانية تقريرا طلبت فيه مساعدة الانتربول لتحديد واستجواب المشتبه فيهم المعروفين، بما يتلاءم مع البروتوكول القائم. * وكان البروتوكول الذي اتبعه الانتربول صحيحا. * وتم الاتصال بالسلطات الاسترالية عبر الانتربول لمتابعة هذا الموضوع. * وقامت السلطات الاسترالية بإجراء تحقيق دقيق في هذه المسألة، وقدمت تقريراً في شأن الاكتشافات للسلطات اللبنانية. * وعلقت السلطات اللبنانية في شكل كليّ هذا الخيط الحالي من التحقيق بالاستناد الى التقرير المقدم من السلطات الاسترالية. استنتاج: استنادا الى ما ورد، يجب اعتبار التحقيق الذي قامت به السلطات الاسترالية والاكتشافات التي حصلت عليها، استنتاجا. لم تكن شبهات السيد عضوم موجودة ولم تكن هناك أدلة لدعم هذه الشبهات. ان متابعة هذا الخيط من التحقيق شغلت السلطات اللبنانية عن ملاحقة خيوط أخرى من التحقيق. 5 احمد عبد العال 196. كان الشيخ احمد عبد العال، وهو شخصية مهمة في "الأحباش"، مسؤولاً عن العلاقات العامة والعسكرية والاستخباراتية لپ"الأحباش"، جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، وهي مجموعة لبنانية لها علاقات تاريخية قوية بالسلطات السورية. من المؤكد ان عبد العال شخصية مهمة في ضوء ارتباطاته بجوانب من هذا التحقيق، وبالأخص من خلال هاتفه الخليوي الذي قام باتصالات مع كل الشخصيات المهمة في هذا التحقيق. كذلك، لم يظهر ان هناك اي شخصية أخرى على اتصال بجوانب التحقيق المختلفة، مثل عبد العال. 197. استجوب عبد العال كشاهد ولاحقا كمشتبه فيه من قبل اللجنة. وتدل بعض تصرفاته وأقواله خلال الاستجواب على انه كان يخفي معلومات في التحقيق. مثلاً، حاول ان يخفي مصدر رقم هاتفه الخليوي من خلال إعطاء بطاقة خطه المدفوعة سلفا في 12 آذار 2005 الى صديقه في "الأحباش" محمد حلواني، طالبا ان تسجل البطاقة باسم حلواني. وخلال استجواب اللجنة حلواني، اقر بعد ساعات بأن رقم الهاتف المذكور كان يستخدمه فعلياً احمد عبد العال. أضف الى ذلك، ذكر عبد العال انه ترك منزله وتوجه الى مركز "الأحباش"، في 14 شباط 2005. وتظهر تسجيلات هاتفه الخليوي انه في الساعة 47:11 أجرى اتصالاً برقم، اتصل برقم هاتف منزله مرات مباشرة قبل التفجير: 26:12 و46:12 و47:12. وعندما قال عبد العال للجنة انه اتصل بمنزله بعد قليل من الانفجار في الساعة 56:12، أظهرت تسجيلات الهاتف ان الاتصال جرى في تمام الساعة 54:12 اي قبل دقيقتين من التفجير. وذكر عبد العال انه لم يترك مكتب "الأحباش" يوم التفجير لأسباب أمنية. وأظهرت تسجيلات الهاتف 4 اتصالات هاتفية بالضابط في الاستخبارات السورية جامع جامع في تمام الساعة 42:11 و14:18 و23:20 و26:20. وبالنسبة الى شاهد، زار عبد العال مكتب جامع جامع مساء يوم التفجير في الساعة 30:19 وبحث معه موضوع ابو عدس. كما سجل هاتف عبد العال الخلوي مكالمة مع العميد رستم غزالة بعد زيارته مكتب جامع جامع بقليل، في تمام الساعة 56:19. وحاول عبد العال أيضا تضليل التحقيق من خلال مسألة السيد ابو عدس، ليس فقط من خلال إعطاء السلطات اللبنانية معلومات وافية حول السيد ابو عدس بعد وقت قليل على التفجير، انما أيضاً من خلال إفادته للّجنة بأن جهاز امن "الأحباش" رأى السيد ابو عدس قبل التفجير في مخيم عين الحلوة الفلسطيني مع ابو عبيدة، مساعد قائد مجموعة "عصبة الأنصار" الإرهابية. 198. هناك ايضاً اتصالات عديدة بين احمد عبد العال وجهاز امن الدولة اللبناني يوم التفجير. مثلا، كان عبد العال يقوم باتصال شبه يومي بالعميد فيصل الرشيد، رئيس جهاز امن الدولة في منطقة بيروت، وفي 14 شباط 2005، جرت اتصالات هاتفية بينهما عند الساعة 35:10 و08:20 و13:21 و40:21 و16:22. وقام احمد عبد العال باتصال هاتفي مع المشتبه به ريمون عازار من الجيش اللبناني، في 14 شباط 2005، كما اتصل به في 16 و17 شباط 2005. وكان هناك اتصال بين هاتف خليوي خاص بالبير كرم، وهو عضو في استخبارات الجيش اللبناني، واحمد عبد العال في 14 شباط ايضا، في تمام الساعة 12:12، اي قبل 44 دقيقة من التفجير. 199. وهناك اتصالات هاتفية كثيرة جرت من خلال هاتف عبد العال، مع هاتف مصطفى حمدان، اذ جرى بين الاثنين 97 اتصالاً من كانون الثاني حتى آذار 2005. وحصلت 4 اتصالات من بين هذه، في 14 شباط 2005، بعد الانفجار. وأجرى احمد اتصالين بالهاتف مع أخيه وليد عبد العال، العضو في الحرس الجمهوري، يوم التفجير عند الساعة 15:16 و29:17. كذلك، تلقى عبد العال اتصالاً في 11 شباط 2005 عند الساعة 17:22 من غرفة الهاتف نفسها التي استخدمت للاتصال بپ"الجزيرة"، بعد قليل من التفجير في 14 شباط. وتلقى أيضا اتصالا في 4 شباط 2005 عند الساعة 34:19 وفي 26 شباط 2005 عند الساعة 33:9 من غرفة استخدمت للاتصال بوكالة "رويترز" بعد قليل من التفجير. 200 وكان عبد العال متصلاً دائماً بمحمود عبد العال، شقيقه الذي هو ايضاً ناشط في "الأحباش". واتصالات محمود عبد العال الهاتفية في 14 شباط هي ايضا مثيرة للاهتمام: أجرى اتصالاً هاتفياً قبل التفجير في تمام الساعة 47:12 ظهراً بالرئيس اللبناني اميل لحود، وعند الساعة 49:12 بهاتف ريمون عازار الخليوي. 201 ولعبد العال ايضاً علاقات ملحوظة بمخزن سلاح مهم اكتشف في جنوببيروت في تموز 2005. ودهمت قوى الامن الداخلي المخزن في 26 تموز 2005، وأوقف 5 أشخاص على علاقة قوية بميليشيا "المرابطون" السابقة. وأفيد ان احد الموقوفين سائق ومرافق ماجد حمدان، شقيق مصطفى حمدان، الذي يدير شركة كانت تقوم بضمان امن فندق "سان جورج". وأُفيد ان عبد العال دبر لموقوف ثان وظيفة كهربائي في القصر الجمهوري. وبعد الاعتقالات فوراً، اختفى شخص آخر واتصل في شكل مفاجئ بأحمد عبد العال. استنتاج: ويجعل الدليل احمد عبد العال، ضمناً علاقاته بشخصيات مهمة وخصوصاً مصطفى حمدان والحرس الجمهوري فضلاً عن اتصالاته الهاتفية وتورطه بالتحقيق اللبناني، شخصية أساسية في أي تحقيق جار. 6 استنتاجات 202 - في رأي اللجنة ان الاغتيال الذي حصل في 14 شباط 2005 قامت به مجموعة منظمة بشكل جيد، فضلا عن موارد وامكانات هائلة. وتم التحضير للجريمة على مدى اشهر عدة. ولهذه الغاية، تمت مراقبة توقيت ومواقع تحركات السيد رفيق الحريري وتم رصد وتسجيل وجهات تتنقّل موكبه بشكل مفصل. 203- وبناء على اكتشافات اللجنة والتحقيق اللبناني حتى الآن، وعلى قاعدة البراهين الحسية والقرائن الموثّقة التي جمعت، والدلائل التي تم التوصل إليها حتى الآن، تشير الدلائل مجتمعة الى تورّط سوري ولبناني في هذا العمل الإرهابي. انها حقيقة معروفة جداً، انه للاستخبارات العسكرية السورية وجود متغلغل في لبنان، على الأقل حتى انسحاب القوات السورية تنفيذا للقرار 1559. وكان كبار المسؤولين الأمنيين السابقين في لبنان معينين من قبل هذه الاستخبارات. ومع تدخل الاستخبارات السورية واللبنانية بشكل منسق في المؤسسات اللبنانية والمجتمع، سيكون من الصعب تصور سيناريو جرت فيه مؤامرة معقدة لاغتيال احد من دون علمهم. 204- من وجهة نظر اللجنة ان قضية اغتيال السيد الحريري كانت قضية استقطاب سياسي شديد وتوتر. الاتهامات والاتهامات المضادة استهدفت على وجه الخصوص السيد الحريري خلال الفترة التي سبقت اغتياله، وعززت استخلاص اللجنة بأن الدافع وراء الاغتيال كان سياسيا. ان الاغتيال ليس عمل أفراد، بل عمل مجموعة، ويبدو انها مسألة غش وفساد وتبييض أموال، وهذا يمكن ان يكون دافعا لأفراد للاشتراك في العملية. 205- تعتبر اللجنة ان التحقيق يجب ان يتواصل في الفترة المقبلة. في فترة الأربعة اشهر اكثر من 400 شخص تم الاستماع إليهم، وتمت مراجعة 60000 ألف وثيقة، وتم التعرف على عدد من المشتبهين، وتم بناء خيوط رئيسية. لكن لم ينتهِ التحقيق حتى اليوم. 206 تستخلص اللجنة ضرورة مواصلة التحقيق على يد السلطات القضائية والأمنية اللبنانية المختصة، التي أثبتت خلال التحقيق انها، وبمساعدة ودعم دوليين، تستطيع ان تتقدم وأن تعمل مع مرور الوقت، بشكل مهني وفعّال. في الوقت ذاته، يجب ان تنظر السلطات اللبنانية في كل القضايا المتشعبة بما فيها التحويلات المالية في "بنك المدينة". ان تفجير 14 شباط يحتاج الى تقويم الظروف التي حدثت في تفجيرات قبله وبعده، لاحتمال وجود ارتباطات بين بعضها، ان لم يكن بينها كلها. 207- لذلك فإن اللجنة ترى ان جهدا مدعوما من قبل المجتمع الدولي لتأسيس أرضية للتعاون والمساعدة مع السلطات اللبنانية في حقلي الأمن والقضاء، أمر ضروري، من شانه تعزيز ثقة الشعب اللبناني الى حد كبير بنظامه الأمني، في ما يساهم ببناء ثقته الذاتية في قدراته. 208- لقي قرار إجراء تعيينات أمنية جديدة ترحيباً من جميع الفئات اللبنانية، وقد شكّل خطوة مهمة نحو تعزيز نزاهة وصدقية أجهزة الأمن. على رغم حدوثه بعد اشهر من الفراغ الأمني الذي ترافق مع نقاش طائفي وسياسي مطوّل. يتوجب القيام بالكثير للتغلب على الانقسام الطائفي، وفصل الأمن عن السياسة، وإعادة هيكلة أجهزة الأمن لتلافي إعطاء التقارير الموازية والازدواجية ولتعزيز المساءلة. 209- تستخلص اللجنة، انه بعد مقابلة الشهود والمشتبه بهم في الجمهورية العربية السورية وتبيان ان خيوطاً عدة تشير مباشرة الى ضلوع مسؤولين أمنيين سوريين في عملية الاغتيال، يتعين على سورية الآن توضيح جزء كبير من المسائل غير المحلولة. وفي حين تعاونت السلطات السورية، بعد تردد، بدرجة محدودة مع اللجنة، فإن بعض الذين تم الاستماع إليهم حاولوا تضليل التحقيق من خلال إعطاء تصريحات خاطئة او غير دقيقة. وقد ثبت ان الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية في الجمهورية العربية السورية فاروق الشرع تتضمن معلومات خاطئة. ولا يمكن التوصل الى الصورة الكاملة حول الاغتيال الا من خلال إجراء تحقيق مكثف ويتمتّع بصدقية بطريقة واضحة وشفافة لتلبية كافة متطلبات التحقيق الدولي. 210- وبنتيجة تحقيق اللجنة حتى هذا التاريخ، تم اعتقال عدد من الأشخاص واتهموا بالتآمر في ارتكاب جريمة وجرائم ذات صلة باغتيال السيد الحريري و22 شخصاً آخر. ان اللجنة ترى ان جميع الأشخاص، بمن فيهم أولئك الذين اتهموا بجرائم، يجب ان يعتبروا أبرياء الى حين إثبات جرمهم استناداً الى محاكمة عادلة.