كشفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نسب المشاركة في الاستفتاء على مسودة الدستور من دون الاشارة الى النتائج. واعترفت معظم الاحزاب والهيئات السنية على هذه النسب معتبرة أنها غير صحيحة واتهمت الحكومة بمحاولة تزوير النتائج. وجاءت النسب في الموصل متناقضة مع ما طرحته الاحزاب السنية وما أكده مكتب المفوضية في نينوى. وأعلنت المفوضية تشكيل لجنة تحقيق في صناديق الاقتراع التي وصلت اليها من عموم العراق لمطابقة نتائجها مع الاستمارات الخاصة بكل مركز. ولمحت الى احتمال اعلان النتيجة خلال يومين أو أكثر، وسط اعتراضات سنية على نسب المشاركة المعلنة في محافظتي الموصل والانبار. وأكد مدير الدائرة الاعلامية في المفوضية عادل اللامي ل"الحياة"ان النسب الأولية لحجم المشاركة الفعلية مقارنة بالنسب المفترضة بلغت في محافظة صلاح الدين 88 في المئة، حيث صوت 500 الف ناخب من أصل 564600. واقلها في محافظة الأنبار حيث بلغت 31.74 في المئة، حيث صوت 215 الف ناخب من أصل 677 ألفاً يحق لهم المشاركة في الاستفتاء، علماً ان في المحافظتين غالبية سنية. وأضاف ان نسبة المشاركة في المحافظات الجنوبية الشيعية جاءت متقاربة، ففي واسط والناصرية بلغت النسبة 54 في المئة، وفي النجف والقادسية 56 في المئة، و57 في المئة في ميسان، و58 في المئة في كربلاء والمثنى، فيما كانت النسبة في البصرة 63 في المئة. وفي مدن الوسط سجلت بغداد نسبة مشاركة مقدارها 55.7 في المئة، تليها ديالى 66 في المئة وبابل 72 في المئة. وفي المحافظات الشمالية سجلت أربيل أعلى نسبة مشاركة في عموم العراق وهي 90 في المئة تلتها دهوك 85 في المئة، وكركوك 79 في المئة، وأخيراً 75 في المئة السليمانية. وفي محافظة الموصل، اشار اللامي الى ان حجم المشاركة الواردة الى المفوضية من مكتبها في المحافظة لم يتجاوز ال58 في المئة، وشارك ما يقارب 778 ألفاً من أصل مليون وثلاثمئة وثلاثة وأربعين ألفاً يحق لهم التصويت، وسط تكهنات أطلقها السنة وتأكيدات لمكتب المفوضية في الموصل ل"الحياة"ان نسبة المشاركة تجاوزت هذا الرقم بكثير. وأعلن عضو مجلس المفوضين حسين الهنداوي ل"الحياة"ان هذه"النسب أولية وخاضعة للتدقيق"وأوضح ان الفرق واضح بين ما أعلنته المفوضية من ان حجم المشاركة في الانبار لم يرتفع عن 32 في المئة في حين تصر الأطياف السنية على كونها تجاوزت السبعين. وأضاف ان عدد المراكز التي كانت تعتزم المفوضية فتحها في الانبار والموصل هي 207 في الأولى و522 في الثانية، فيما تم افتتاح 144 و367 مراكز على التوالي بسبب الظروف الأمنية، وامتناع الموظفين عن الذهاب الى مراكز الموصل والانبار، ولفت الى ان العكس تماماً حدث في تكريت وبيجي وسامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين، حيث فتحت كل مراكزها الاستفتائية البالغى 249 مركز فضلاً عن الوضع الأمني الجيد نسبياً. يذكر ان نسبة المشاركة في عموم العراق بلغت 63.73 في المئة وشارك 9.784.954 مقترع من أصل 15.568.702 صوت. وعن نتائج التصويت على المسودة توقع الهنداوي ان تعلن خلال يومين أو أكثر، فيما اشار اللامي الى ان المفوضية عمدت أمس الى تشكيل لجنة جديدة من الخبراء الدوليين وموظفي المفوضية للتحقق من الاصوات في عموم المحافظات. وأبدت الأحزاب السنية من بينها"مجلس الحوار الوطني"و"الحزب الاسلامي"و"كتلة التحرير والمصالحة"و"مجلس شورى نينوى"و"هيئة علماء المسلمين"اعتراضها على نسب المشاركة المعلنة. وأكد الأمين العام ل"الحزب الاسلامي"طارق الهاشمي ان الحزب"سيعلن موقفه من العملية السياسية بعد اعلان النتيجة النهائية"، مندداً بما أعلنته المفوضية من نسب المشاركة في الموصل والأنبار. واعتبر حارث العبيدي، عضو الهيئة ل"الحياة"ان الدستور"سيمرر بمختلف الوسائل لخدمة أميركا وحلفائها ومن له مصلحة في العراق". ورجح عضو"الجمعية الوطنية"العراقية مشعان الجبوري ان"يتم تمرير مسودة الدستورعبر تزوير النتائج في محافظة الموصل". وأضاف:"انهم سيغيرون نتائج الاستفتاء في الموصل بطرق مختلفة". وشدد على"احتفاظ القوى المغيبة السنة بحقها التاريخي في اجراء تعديلات على مسودة الدستور"مشيراً الى ان"تأخير اعلان النتائج حتى الآن يثير شكوك الشارع العراقي"واعتبر عضو"مجلس الحوار"صالح المطلك ان نسبة المشاركة في الموصل بلغت 80 في المئة، وان الغالبية صوتت ضد الدستور. وأكد"مجلس شورى ووجهاء ومشايخ وعلماء محافظة نينوى"في بيان تسلمت"الحياة"نسخة منه وأرسلت نسخة منه الى الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية ان نتائج الاستفتاء على مسودة الدستور في محافظة نينوى كانت"لا"للدستور بنسبة 80 في المئة بناء على تقارير في مراكز الاستفتاء في الموصل. وأضاف:"ان هذا الامر دفع الحكومة الى تأجيل اعلان نتائج الاستفتاء بحجة التحقق من نسبة ال"نعم"المرتفعة في بعض المحافظات الجنوبية، وهو تعليل لا ينطلي على أحد".