تحولت المنافسة بين الحزب الوطني الحاكم في مصر وجماعة"الإخوان المسلمين"من مجرد صراع سياسي لكسب أصوات الناخبين الى مواجهات محتدمة في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية. واتهمت الحكومة الجماعة بارتكاب أعمال"بلطجة"ومحاولة اقتحام لجان اقتراع والاعتداء على رجال الأمن. فيما أكد"الإخوان"أن تزويراً تم لمصلحة مرشحي الوطني في الدوائر التي خاض فيها مرشحو الجماعة الانتخابات، وقال"الإخوان"إن نحو 300 من عناصرهم أوقفوا قبل عملية الاقتراع واثنائها غالبيتهم من مندوبي المرشحين. راجع ص 5 واعلنت وزارة الداخلية ان السلطات الامنية قبضت على مناصرين للجماعة من دون تحديد عددهم. وقال الناطق باسم الوزارة اللواء ابراهيم حماد إن جهاز الأمن رصد خططا ل"الاخوان لافتعال مشاجرات وارتكاب اعمال بلطجة ووضع حشود امام لجان الاقتراع للتأثير على العملية الانتخابية"، مشيراً الى"أن المحتجزين احيلوا الى النيابة للتحقيق معهم". واعتبر أن أحداث الامس لم تقتض اللجوء الى"اجراءات استثنائية وإنما تم التعامل معها وفقاً لقانون العقوبات وقانون مباشرة الحقوق السياسية"، في اشارة الى استخدام قانون الطوارئ. وفيما نفى اللواء حماد اغلاق أي من لجان الاقتراع، قال"الإخوان"ان رجال أمن و"بلطجية"من الحزب الوطني اغلقوا لجاناً عدة لتزوير الانتخابات لمصلحة مرشحي الوطني. ولم تخف الاتهامات المتبادلة بين الطرفين واقعاً مؤلماً حول الانتخابات البرلمانية الى ساحة للمواجهة بين"الوطني"و"الإخوان"وباقي المرشحين، أظهر اسوأ الممارسات التي شهدتها الانتخابات السابقة من شراء للاصوات ورشوة الناخبين وأعمال"بلطجة"ومشاجرات ومعارك بالأسلحة البيضاء وقنابل مسيلة للدموع ومواجهة حادة بين مناصري المرشحين أدت الى سقوط قتيل في الاسكندرية وإصابة العشرات بجروح وإحراق سيارات في المحافظات التسع التي جرت فيها الانتخابات. وبدا واضحاً أن الإخوان"استقتلوا"من أجل تأييد مرشحيهم، وكذلك لوقف أعمال"البلطجة"التي قيل أن أنصار"الوطني"قاموا بها في الجولة الأولى. وشاهد مراسل"الحياة"أعداداً من"الاخوان"ينامون على الأرض ليمنعوا باصاً كان يحمل مؤيدين لمرشح الحزب الوطني في دمنهور الدكتور مصطفى الفقي، وأجبروه على العودة من حيث أتى ثم طاردوه. وقال مرشح الجماعة في الدائرة نفسها النائب السابق الدكتور جمال حشمت إن"بلطجية"هاجموا مركزه الانتخابي وحاولوا حرقه. ورأى مراقبون أن الاحداث الدامية عكست رغبة"الاخوان"في نيل المزيد من المقاعد، استثماراً للنجاح الذي حققوه في الدورة الاولى بحصولهم على 34 مقعداً، وكذلك خشية الحزب الحاكم من خسارة مزيد من المقاعد. ومع هبوط الليل وإغلاق مراكز الاقتراع وبدء عمليات فرز الصناديق تحدث"الاخوان"عن محاولات لتبديل الصناديق في دوائر معينة وحشدوا الآلاف منهم امام اللجان العامة التي تم فيها الفرز، فيما قال مناصرو"الوطني"أن الجماعة تسعى الى افتعال المشاكل والتأثير على عمل القضاة.