سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وثيقة اتفاق في المحادثات السداسية تلحظ امكان بناء بيونغيانغ مفاعلاً للطاقة "في الوقت المناسب" . بكين : كوريا الشمالية تتخلى عن برنامجها الذري وأميركا تتعهد تطبيع العلاقات معها وعدم غزوها
وافقت كوريا الشمالية على التخلي عن نشاطاتها النووية والانضمام الى معاهدة الحد من الانتشار النووي التي انسحبت منها في كانون الثاني يناير 2003 قبل اعلانها انها تملك قنبلة ذرية، وايدت السماح بخضوع منشآتها للمراقبة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك في مقابل الامل في استخدام الطاقة النووية لاغراض مدنية، وحصولها على مساعدة اقتصادية. وأعلنت الاطراف الخمسة التي وقعت على الاتفاق في الجولة الرابعة من المحادثات السداسية التي استؤنفت في بكين الثلثاء الماضي انها تحترم موقف بيونغيانغ الخاص بمنحها حق تشييد مفاعل يعمل بالمياه الخفيفة، وأكدت امكان اجراء محادثات في هذا الشأن"في الوقت المناسب"، علماً ان جولة خامسة من المحادثات السداسية ستعقد في الايام العشرة الاولى من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأوردت وثيقة الاتفاق التي تضمنت ست نقاط، تعهد واشنطن بدرس امكان اقامة علاقات ديبلوماسية مع بيونغيانغ،"وذلك في شكل تدريجي، كما تبادلتا وعوداً باحترام سيادة البلدين والتعايش سلمياً". واشارت وكالة انباء الصين الجديدة"شينخوا"ان الولاياتالمتحدة اكدت في الاتفاق انها لا تملك اي اسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية، وانها لا تعتزم مهاجمة كوريا الشمالية او غزوها باستخدام أي اسلحة. وعكس ذلك تخلي الدولتين عن موقفيهما الدفاعيين السابقين، علماً ان كوريا الشمالية كررت دائماً بأنها تحتاج إلى أسلحة نووية للدفاع عن نفسها من تهديد الولاياتالمتحدة بإمكان مهاجمتها، بينما رفضت واشنطن منح بيونغيانغ حق امتلاك برنامج لانتاج الطاقة النووية خشية استخدامها في تطوير اسلحة ذرية. ووصف وو داوي رئيس الوفد الصيني في المحادثات الاعلان بأنه" شكل النتيجة الاكثر اهمية منذ بدء المحادثات قبل اكثر من عامين". وبدوره، صرح كبير المفاوضين الاميركيين كريستوفر هيل بان كوريا الشمالية اتخذت القرار الصحيح،"ما يضعها امام تعهد كبير". ورأى هيل أن قضية البرامج النووية لكوريا الشمالية"تمثل مشكلة لم تحل بعد عبر هذا الاتفاق"، وأعلن ان بلاده ستعمل على ضمان تنفيذ كوريا الشمالية بند الاتفاق المتعلق بالسماح بالتحقق الدولي من تفكيك منشآتها النووية،"كونه عنصراً مهماً في الاتفاق". وكان الفشل في التوصل الى اتفاق في خصوص تفكيك البرامج النووية لكوريا الشمالية في مقابل نيل مساعدات وضمانات امنية يحمل ضمناً امكان احالة الولاياتالمتحدة الازمة الى مجلس الامن تمهيداً لفرض عقوبات عليها، وهو ما رفضته الدولة الشيوعية بالتأكيد، باعتبارها تعني الحرب بالنسبة اليها. وأكد ماساو اوكونوغي الخبير في الشؤون الكورية في جامعة كيو في طوكيو ان الاتفاق سمح بتجنب موقف انهيار المحادثات ذي الخطورة البالغة،"لكنه ليس الا النصف الاول من المعركة، وسيعني تطبيقه اجراء مجموعة اخرى من المفاوضات لا تقل صعوبة". ويشكل السجل المتذبذب لكوريا الشمالية في ما يتعلق بالالتزام بالاتفاقات الدولية ووضعها كدولة شبه منبوذة ودلائل عدم الاستقرار فيها والفقر المدقع الذي تعاني منه عوامل تجعل الاتفاق يبدو مملوءاً بالثغرات اكثر مما يبدو متماسكاً. من جهته، قال تاو وينغاو خبير الشؤون الاميركية في الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وهو مركز حكومي بارز للابحاث:"سيستغرق الامر وقتاً للوفاء الكامل بالوعود التي يقطعها كل طرف وتسوية المشكلات، حيث ان الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية لا تزالان تفتقران الى الثقة المتبادلة". ولاحقا، اعلن الكسندر رومياتسيف رئيس الهيئة الفيديرالية الروسية للطاقة النووية استعداد بلاده لبناء مفاعل نووي لانتاج الطاقة في كوريا الشمالية. واكد ان هذا المشروع يسير على خط الاتفاق الذي توصلت الاطراف المعنية بالمحادثات السداسية الى اقراره امس. وقال رومياتسيف:"نبني مفاعلات لانتاج الطاقة في دول عدة حالياً، ونستطيع ان ننجز مشروعاً مماثلاً في كوريا الشمالية، وذلك من اجل معالجة مشكلة النقص الحاد في القدرة الانتاجية للطاقة فيها"، علماً ان الدولة الشيوعية كانت رفضت اخيراً عرض جارتها الجنوبية تزويدها كمية 2000 ميغاوات من الطاقة عبر مد شبكات بين حدود بلديهما. ولم يتطرق رومياتسيف الى المشروع المشترك بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان لبناء مفاعلين نووين للطاقة في كوريا الشمالية بتكلفة 4.6 بليون دولار والمجمد منذ عام 1995، علماً ان بلاده كانت وقعت، على رغم ممانعة الولاياتالمتحدة، اتفاقاً مع ايران لتشييد مفاعل بتكلفة 800 مليون دولار، في خطوة تهدف الى توسيع تصدير الصناعة النووية الروسية. وفي فيينا، رحب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، وقال في بيان اصدرته الوكالة:"إنها أنباء طيبة من بكين". وأعلن ان التطور الايجابي الذي طرأ على المحادثات السداسية سيتصدر أجندة اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة التي استهلت امس.