واشنطن - أ ف ب - أعلن معهد العلوم والأمن الدولي الذي يتخذ من واشنطن مقراً له أمس، أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية في العاشر من آب (أغسطس) الماضي لمجمع يونغبيون النووي الكوري الشمالي، لم ترصد أدلة على سعي النظام الشيوعي الى إعادة تشغيل الموقع، بعدما اعلن عزمه ذلك اثر طرده مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية منه في نيسان (أبريل) الماضي. وأوضح المعهد الذي يعنى بمكافحة انتشار الأسلحة النووية، ان الصور كشفت ان بعض العناصر الأساسية في المفاعل النووي ما زالت خارج الخدمة، علماً ان بيونغيانغ كانت تعهدت في شباط (فبراير) الماضي إغلاق منشآت المفاعل التي تسمح بإنتاج بلوتونيوم لأغراض عسكرية، وذلك تنفيذاً لاتفاق أبرم خلال المحادثات السداسية التي تهدف الى تفكيك البرنامج النووي لبيونغيانغ. وأعلنت كوريا الشمالية أول من أمس، انها بلغت المرحلة الأخيرة من تخصيب اليورانيوم، وانها ستصنع أسلحة نووية جديدة باستخدام قضبان يورانيوم مستعملة، وهو ما نددت به كوريا الجنوبية، واصفة العمليات بأنها «لا تحتمل». لكن خبراء عسكريين كوريين جنوبيين يستبعدون قدرة كوريا الشمالية على صنع أسلحة نووية، «على رغم أنها أنهت أبحاثها في هذا الشأن، إذ تحتاج إلى معرفة كيفية عمل أجهزة الطرد المركزية التي جلبتها من باكستان عام 1990». وصرح خبير في «معهد سياسة العلوم والتكنولوجيا» في سيول: «إذا كان إعلان بيونغيانغ عن توصلها إلى التخصيب صحيحاً فيعني ذلك أنها بدأت برنامجاً نووياً سرياً منذ وقت طويل». وتشير مصادر استخباراتية الى ان سيول وواشنطن تعرفان القليل عن برنامج بيونغيانغ لتخصيب اليورانيوم، وتجهلان حتى موقع تنفيذ البحوث الخاصة به. وغداة إعلان كوريا الشمالية بلوغها المرحلة النهائية من التخصيب، عقدت كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة، ناقش المبعوث الأميركي الخاص المكلف الإشراف على المحادثات السداسية ستيفن بوسورث مع المفاوض الكوري الجنوبي وي سانغ لاك رداً مشتركاً على ما سمياه «التهديد النووي المتجدد». ورفض الطرفان كشف تفاصيل المشاورات. وقال بوسورث: «إحدى أهداف جولتنا التنسيق مع شركائنا حول طريقة الرد التي سنعتمدها حيال الإعلان الكوري الشمالي»، علماً انه يتوجه إلى اليابان اليوم. وكان بوسورث أكد قبل توجهه من الصين إلى كوريا الجنوبية أن لا نية لديه لزيارة بيونغيانغ، مؤكداً أن الأخيرة وجهت إليه دعوة لزيارتها. وكانت كوريا الشمالية سعت الى إجراء مفاوضات ثنائية مع الولاياتالمتحدة، لكن واشنطن أصرت على إجرائها ضمن المحادثات السداسية.