قدمت كوريا الشمالية امس، عرضاً جديداً لاستئناف المحادثات السداسية حول الازمة النووية. وتضمن العرض الذي وصفته بيونغيانغ ب"التنازل الجريء"، استعدادها لتجميد برنامجها النووي، في مقابل رفع واشنطن العقوبات التي تفرضها على بيونغيانغ وشطب اسمها من اللائحة الاميركية للدول الداعمة للارهاب وتزويدها طاقة. وتزامن ذلك مع وصول وفد اميركي إلى كوريا الشمالية في زيارة يأمل ان تتيح له تفقد مفاعل يونغبيون قرب بيونغيانغ. وستكون تلك المرة الاولى التي يسمح لوفد اجنبي بزيارة المفاعل، منذ طرد المفتشين الدوليين قبل نحو 12 شهراً. ولم يتضح مدى التجاوب الذي سيبديه الكوريون الشماليون مع الوفد الذي تستمر زيارته خمسة ايام ويضم اعضاء في الكونغرس الاميركي وخبراء نوويين، من بينهم المدير السابق لمختبر "لوس الاموس" الاميركي حيث طورت اول قنبلة ذرية اميركية. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ادام ريلي ان الوفد توجه الى كوريا الشمالية بصفته مستقلاً. وفي غضون ذلك، اذاعت وكالة الانباء الكورية الشمالية أن العرض بتجميد برنامجها النووي يأتي في إطار مرحلة أولى من الاجراءات التي ستنفذها بيونغيانغ كجزء من "حل شامل" للنزاع النووي. وأضافت ان كوريا الشمالية ستوقف انتاج اسلحة نووية واجراء تجارب عليها، إضافة الى تجميد صناعة الطاقة النووية. واشارت الى ان مستقبل المحادثات السداسية في شأن الازمة النووية سيتوقف على ما إذا كانت واشنطن ستقابل مطالب كوريا الشمالية باتخاذ "إجراء متزامن" يعالج فيه الجانبان مخاوف كل منهما. وذكرت الوكالة انه في مقابل تلك التنازلات، على واشنطن ان تشطب بيونغيانغ عن لائحتها للدول الداعمة للارهاب وترفع العقوبات الاقتصادية والسياسية والعسكرية عنها، إضافة الى توفير الطاقة والنفط الثقيل. وأكدت ان هذا الموقف "نابع من الاعتقاد بأن الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية يمكنهما بناء جسر من الثقة ووضع اساس للتعايش لحل المسائل العالقة واحدة تلو الاخرى من طريق الاجراءات المتبادلة". وكانت الولاياتالمتحدة طالبت بأن تبدأ كوريا الشمالية أولاً في تفكيك برنامجها للتسلح النووي والسماح لمراقبين دوليين بالتحقق من ذلك، قبل موافقتها على تقديم اي تنازلات. ويأتي العرض الكوري الشمالي في وقت تحاول الاطراف المشاركة في المحادثات السداسية التمهيد لعقد جولة جديدة من المناقشات. ويذكر ان الجولة الاولى من المحادثات السداسية ضمت في بكين العام الماضي، الكوريتين والولاياتالمتحدة واليابان والصين وروسيا. وكان المسؤولون في سيول ابدوا تفاؤلهم بإمكان استئناف المحادثات خلال الشهر الجاري، ولكن وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون يونغ كوان استبعد حدوث ذلك.