لم يكد يمر عامان على دخول شركات الاتصالات إلى العراق الذي مزقته الحروب على مدى عقود من الزمن، حتى تجاوز عدد المشتركين في خدمة الهاتف الخلوي خمسة ملايين مشترك. هذا ما قاله رئيس ومدير عام شركة"ام تي سي أثير"علي الدهوي، على هامش المؤتمر والمعرض السنوي العاشر لصناعة الاتصالات الهاتفية في الوطن العربي، الذي انطلق في دبي أمس. وتوقع الدهوي، الذي أصر منذ انطلاق أعمال الشركة في العراق العام الماضي، على ان يكون طاقمها وموظفوها عراقيين، ان يتجاوز عدد المشتركين العشرة ملايين بحلول عام 2007، معظمهم من الأفراد والشركات المحلية، على اعتبار ان الشركات الأجنبية تشكل اقل من واحد في المئة من عدد المشتركين في الهاتف الخلوي في العراق. وقال في مقابلة لپ"الحياة"، ان العراق الذي"توقف فيه الزمن على مدى عقود، خرج من القمقم، متوقعاً ان يحطم أرقاماً قياسية في استخدام الخلوي خلال الأعوام القليلة المقبلة". في حين لا يتعدى عدد المشتركين في مصر، التي مر على وجود شركات الخلوي فيها تسع سنوات، عشرة ملايين مشترك. وأشار إلى ان"أثير"، تعمل حالياً على تطوير شبكتها لتستوعب مليوناً ونصف مليون مشترك، علماً أنها تستحوذ على 40 في المئة من السوق العراقية التي يوجد فيها ست شركات للخلوي. وقال:"قمنا بهذه الخطوة، لأن عدد المشتركين زاد بصورة كبيرة لم نكن نتوقعها". ولم ينكر الدهوي تأثر شركات الخلوي بالوضع الأمني في العراق، لكنه أشار إلى ان"أثير"هي الأقل تأثراً بهذه الأوضاع من الشركات الخمس الأخرى العاملة هناك، على اعتبار ان"جميع كوادر الشركة عراقيين 100 في المئة". وتوقع ان تكون شركته من بين الشركات التي ستواصل العمل في العراق، وذلك على خلفية قرار الإبقاء على أربع شركات للخلوي من بين ست تعمل هناك، منها اثنتان في إقليم كردستان وثلاثة في باقي العراق، إضافة إلى"ام سي اي"التابعة لوزارة الدفاع الأميركية. وقال الدهوي ان الشركة تنوي ضخ المزيد من الاستثمارات في هذه السوق، التي تعتبر"جوهرة الاتصالات في المنطقة"، والتي تتناسب مع توسعاتها المستقبلية، ومتطلبات هذه المرحلة التي تشمل دعم قطاعات الهندسة والمبيعات، خصوصاً ان هدف الشركة بالنسبة للدهوي، يتمثل في توفير خدمة فريدة ومميزة بأحدث التكنولوجيا، وفي شكل يؤهلها البقاء في المرتبة الرائدة في العراق، الذي تسعى معظم شركات الاتصالات في المنطقة وفي العالم لإيجاد موطئ قدم لها فيه. وأشار إلى ان لدى الشركة ثوابت لا تحيد عنها، وهي الاعتماد على الكادر العراقي بالكامل، وتدريبه داخل مؤسسات متخصصة، والعمل على منحه مناصب تنفيذية وادارية وقيادية، علماً ان عدد الموظفين في الشركة يبلغ نحو 700 شخص، موزعين بين البصرة في الجنوب وبغداد. وتعتبر"أثير"إحدى الشركات المنضوية تحت مظلة مجموعة"ام تي سي"التي تأسست عام 1983، وتعد الآن واحدة من اكبر شركات الهاتف الخلوي العاملة في الشرق الأوسط وأفريقيا، مع اكثر من عشرة ملايين مشترك، موزعين على 18 بلداً، الكويت والبحرين والأردن والعراق ولبنان و13 بلداً أفريقياً. ويجري تداول اسهم الشركة في بورصة الكويت، ويتعدى رأسمالها تسعة بلايين دولار، ويشكل المساهمون فيها من القطاع الخاص 75 في المئة، بينما تمتلك حكومة الكويت 25 في المئة منها. يشار إلى ان شبكة"ام تي سي أثير"تمتد على اكبر وأوسع منطقة جغرافية في العراق، فهي تغطي اكبر شبكة للطرق السريعة، ويتعدى أفق تغطيتها مسافة الفي كيلومتر على طول نهري دجلة والفرات. وتخدم شبكة الشركة محافظات الجنوب كافة والمدن الرئيسة كالبصرة والعمارة والديوانية والسماوة والناصرية والكوت والحلة وكربلاء والنجف. ومع بداية العام الجاري امتدت لتشمل العاصمة بغداد. وبذلك تغطي شبكة الشركة منطقة جغرافية يصل تعداد سكانها إلى 14 مليون نسمة من اصل سكان العراق البالغ عددهم 24 مليوناً.