حجب انشغال إسرائيل بالوضع الصحي لرئيس حكومتها أرييل شارون الضوء عن الانتخابات لزعامة"ليكود"التي جرت أمس بمشاركة أربعة متنافسين أبرزهم زعيم الحزب رئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية سلفان شالوم وسط توقعات بفوز الأول، على رغم أن المنافسة بينهما شديدة، فيما جاءت النتائج في آخر استطلاع متقاربة جداً. وأفادت صحيفة"هآرتس"الاسرائيلية أن 15 في المئة من أعضاء الحزب البالغ عددهم 128 ألفاً شاركوا في الانتخابات حتى الساعة الرابعة بعد الظهر، ما يصب في مصلحة شالوم. وخلافاً للمرات السابقة، لا تكتسب المعركة على رئاسة الحزب الأهمية ذاتها، ليس بسبب الانشغال في صحة شارون فحسب، إنما أيضاً لما آل اليه الحزب بعد انشقاق زعيمه شارون عنه لميله نحو اليمين المتطرف وسيطرة الصقور عليه ومعارضتهم خطته للانسحاب من قطاع غزة، ما أدى الى انهياره في الاستطلاعات التي تتنبأ بحصوله على 12-13 مقعداً برلمانياً فقط. ويقود نتانياهو جناح المتمردين على شارون، محذراً من أن خصمه شالوم يتبنى سياسة شارون وسيجعل من"ليكود"في حال فاز بزعامته نسخة طبق الأصل عن"كديما"، بل يتهمه بأنه سيقسم"القدس الموحدة"بين الاسرائيليين والفلسطينيين. أما شالوم فحذر من أن"ليكود"بزعامة نتانياهو سيجنح الى اليمن المتشدد ويتبنى سياسة المستوطنين. وتعتبر المعركة مصيرية بالنسبة الى نتانياهو الذي إن خسرها، كما حصل معه عام 2001 أمام شارون، قد يعتزل الحياة السياسية مرة ثانية، ما سيسدل الستار عملياً على مشواره السياسي، اذ يأخذ عليه خصومه تذبذبه في المواقف منذ دخوله المعترك السياسي على رغم اقرارهم بمهاراته الخطابية. ويرى نتانياهو في فوزه بالانتخابات التي استمرت حتى العاشرة من ليل أمس وسط إقبال متواضع على صناديق الاقتراع، فرصة لإحياء فكرة تشكيل حكومة بديلة لحكومة شارون بدل الذهاب الى انتخابات مبكرة. ويرى أقطاب في"ليكود"و"العمل"أيضاً احتمالاً ضعيفاً لكنه وارد في حصول ذلك، وقد تتعزز الفرصة في حال تأزم وضع شارون الصحي.