اكد الرئيس الاميركي جورج بوش، الذي يواجه انتقادات حادة في بلاده بسبب الحرب في العراق، ان القوات الاميركية"لن تنسحب من هذا البلد الا بعد ان يصبح العراقيون اقوياء بما يكفي للدفاع عن حريتهم". وجاء ذلك قبل ساعات من تصويت مجلس النواب الاميركي بكثافة ضد الانسحاب الفوري للقوات الاميركية من العراق خلال عملية تصويت نددت بها المعارضة معتبرة انها"مناورة قذرة"الهدف منها اعلان تأييد لحرب تلقى معارضة متزايدة بين الرأي العام. واكد بوش، في كلمة امام حوالى خمسة آلاف من الجنود وعائلاتهم في قاعدة اوسان في كوريا الجنوبية"لن نتراجع مطلقاً ولن نستسلم ابداً ولن نقبل مطلقا بأقل من نصر تام". وقال:"يقول البعض في واشنطن ان التضحيات عظيمة جداً ويحضوننا على تحديد موعد للانسحاب قبل ان نستكمل مهمتنا. لكن الذين يخوضون القتال هم اكثر معرفة"بسير الامور. واضاف:"سنقاتل الارهابيين في العراق وسنواصل القتال حتى نحقق النصر". وتابع ان"ثلاث سنوات من الحرب جعلت من اميركا وكوريا حليفتين دائمتين في النضال من اجل الحرية وضمنت خمسة عقود من التضحية التي قدمها رجالنا ونساؤنا في القوات المسلحة السلام والديموقراطية في شبه الجزيرة الكورية". واضاف:"بنشر الحرية في اليابان، ساعدنا على تحويل عدونا الى دولة ديموقراطية اصبحت احدى اكثر الدول ازدهارا في العالم واحدى افضل حلفاء اميركا". وكان بوش توقف في القاعدة العسكرية خلال جولة في آسيا تستمر اسبوعاً، قبل ان يصل الى الصين ويزور منغوليا بعد توقف في اليابان والمشاركة في قمة المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي آبيك في بوسان بكوريا الجنوبية. وجاءت تصريحات بوش قبل ساعات من تصويت النواب الاميركيين بغالبية 403 اصوات مقابل ثلاثة اصوات ضد الانسحاب الفوري للقوات الاميركية من العراق بعدما طرح الجمهوريون الموالون لبوش مشروع القرار في محاولة واضحة لاحراج المعارضة الديموقراطية التي نددت بهذه الخطوة معتبرة انها"مناورة قذرة"الهدف منها اعلان تأييد لحرب تلقى معارضة متزايدة بين الرأي العام. وبين المصوتين ضد الانسحاب السناتور جون مورتا، الذي كان الخميس اول برلماني طالب بالانسحاب الفوري. وصوت ثلاثة ديموقراطيين فقط لمصلحة الانسحاب وامتنع ستة عن التصويت فيما انضم الآخرون جميعا الى الغالبية الجمهورية لرفض النص المستوحى من حجج عرضها مورتا الجمعة. ونظمت الرئاسة الجمهورية للمجلس عملية التصويت في اللحظة الاخيرة فيما كان النواب يستعدون لمغادرة واشنطن لتمضية عطلة عيد الشكر. واعتبر رئيس لجنة القوات المسلحة الجمهوري دانكن هانتر انه ينبغي تبديد"شعور سائد في العالم لدى حلفائنا واعدائنا على السواء بأن الكونغرس يسحب دعمه للحرب في العراق". ويأتي هذا النقاش بينما سجلت في الايام الاخيرة مبادرات كثيرة حملت الجدل في شأن الحرب في العراق الى مستوى لا سابق له في واشنطن ووضعت الادارة الاميركية في موقع دفاعي، خصوصاً بعد طلب الديموقراطي جون مورتا، العنصر السابق في سلاح مشاة البحرية الاميركي المارينز، الخميس بالانسحاب الفوري، ما كان له وقع قنبلة في مجلس النواب. واوضح مورتا ان"وجود القوات الاميركية في العراق يمنع التقدم"في هذا البلد، مشيرا الى ان هذه القوات"تشكل الاهداف الاولى للتمرد .. واصبحنا حافزاً على العنف". واضاف ان"القوات ادت مهمتها وحان الوقت لاعادتها"الى البلاد. واعتبر البيت الابيض من"الغرابة"ان يؤيد مورتا"المواقف السياسية لمايكل مور والجناح اليساري المتطرف للحزب الديموقراطي"وهو من اشد المحافظين في الحزب الديموقراطي. وعبر الرئيس الجمهوري لمجلس النواب دينيس هاسترت عن"اسفه"واتهم الديموقراطيين بأنهم يفضلون ان"تستسلم الولاياتالمتحدة امام الارهابيين المستعدين لالحاق الاذى بالابرياء الاميركيين". وتضاعف المعارضة منذ اسابيع انتقاداتها للحرب وتشكك في مبرراتها متهمة البيت الابيض بأنه تلاعب بمعلومات استخباراتية لتأكيد ضرورة اجتياح العراق. غير ان قلة من اعضاء المعارضة تؤيد صراحة انسحاباً فورياً، فيما يتهمها بوش والمسؤولون المقربون منه بأنهم يريدون"وقف النفقات والانسحاب". وكان رئيس الحزب الديموقراطي هاوارد دين المعارض منذ البداية للحرب على العراق اعلن الجمعة انه يؤيد مورتا"لان خطته لاعادة الانتشار التي ستجعل قواتنا وبلادنا بمأمن، هي افضل من استراتيجية الفشل القاضية بالاستمرار على الطريق نفسه". ويزداد الرأي العام تشكيكاً في الحرب حيث يؤيد 19 في المئة من الاميركيين انسحاباً فورياً ويعتبر 54 في المئة ان"الولاياتالمتحدة ارتكبت خطأ بارسال جنود"الى العراق، وفق استطلاع للرأي اجراه معهد غالوب لشبكة"سي ان ان"وصحيفة"يو اس ايه توداي"ونشرت نتائجه الاربعاء.