تقدم النائب الاميركي الديموقراطي جون مورتا أمس باقتراح رسمي لانسحاب «فوري» للقوات الاميركية من العراق، لأن «الولاياتالمتحدة لم يعد في امكانها ان تنجز شيئاً عسكرياً» في هذا البلد. وقال مورتا، المحارب السابق في فيتنام واحد المسؤولين عن موازنة وزارة الدفاع في مجلس النواب، «اعتقد انه يجب ابلاغ الشعب العراقي والحكومة المقبلة قبل الانتخابات العراقية المقررة في منتصف كانون الاول/ديسمبر، بأن الولاياتالمتحدة ستنفذ اعادة انتشار فوري». ويهدف اقتراح القرار الى اعلان ان «انتشار القوات الاميركية في العراق (...) انتهى بناء على امر من الكونغرس». وينص الاقتراح على نشر قوة تدخل سريع في المنطقة وعلى ان تواصل واشنطن جهودها من اجل امن واستقرار العراق «من خلال الدبلوماسية». ويعتبر الاقتراح الاكثر وضوحاً من جانب الكونغرس لوضع حد للحرب على العراق التي يتسع نطاق رفضها في صفوف الرأي العام. وطالب العديد من النواب حتى الآن بانسحاب تدريجي للقوات الاميركية من العراق، مع تحديد جدول زمني. وكان الكونغرس شدد الثلاثاء على ضرورة ان يشكل عام 2005 «مرحلة انتقالية ذات دلالة في اتجاه السيادة العراقية الكاملة». لكن اعلان الكونغرس الذي حظي بموافقة 79 صوتا ومعارضة 19 لم يتطرق الى وضع روزنامة للانسحاب. وقال مورتا «استنتجت ان وجود القوات الاميركية في العراق يحول دون تطور هذا البلد» واضاف «انها الاهداف الاولى للتمرد (...) واصبحنا حافزا للعنف». وتابع مورتا الذي قدر مهلة اعادة كل القوات الاميركية الى بلادها بستة اشهر «جنودنا انجزوا مهمتهم وادوا واجبهم، لقد قبضوا على صدام حسين واعتقلوا او قتلوا اقرب مساعديه، لكن وتيرة الحرب لا تزال تتصاعد». على ذات الصعيد قرر نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بعد صمت طويل الدخول في معركة الدفاع عن قرار الرئيس جورج بوش شن عدوان على العراق، وذلك في اعقاب الهجوم الذي يشنه على سياسة بوش، ليس اعضاء الحزب الديمقراطي الامريكي فحسب بعض اعضاء الكونغرس وقادة من الحزب الجمهوري ايضاً، وهو الحزب الذي ينتمي اليه بوش وتشيني. وقال تشيني في محاضرة كان يلقيها في «مركز الاوائل للحرية» والذي يضم اعضاء كلهم من المحافظين ومقره العاصمة واشنطن: «ان الهجوم الذي يشنه الديمقراطيون هو هجوم غير شريف، واكثر الدعايات التي يطلقونها غير مسؤولة وتناقلتها وسائل الإعلام». واضاف تشيني: «ان التصريحات غير المسؤولة جاءت من سياسيين والذين صوتوا على قرار منح الادارة استعمال القوة ضد صدام حسين». وقد رد عليه رئيس الاقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الامريكي هاري رايد (ديمقراطي عن ولاية نيفادا) بقوله: «لقد كان تشيني يلعب بالسياسة وكأنه في وسط معمعة الحملة الانتخابية». وقد اضطر الحزب الجمهوري الى شحن موقعه الالكتروني بكثير من اشرطة الفيديو التي يتحدث فيها بعض قادة الحزب الديمقراطي عن تأييدهم لشن العدوان على العراق، عندما كان الحوار دائراً داخل الكونغرس قبل العدوان». ويعتبر بعض المراقبين السياسيين في واشنطن ان الجهود التي يقوم بها البيت الابيض للدفاع عن مواقف اتخذها وتبين انها كانت غير مسؤولة وخطأ على حد سواء جاءت بسبب ارتفاع الوعي الشعبي الامريكي لخطورة الموقف في العراق وافغانستان وبسبب اهتمام الرئيس بوش بشؤون السياسة الخارجية اكثر من اهتمامه في الشؤون الداخلية.