انهى امس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن محادثاته في بيروت بلقاء البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير. وتوجه عصراً الى باريس للاجتماع اليوم مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، لإطلاعه على محادثاته في بيروتودمشق على ان يتوجه منها الى نيويورك ليرفع تقريراً الى الأمين العام كوفي أنان يتعلق بنتائج لقاءاته في العاصمتين اللبنانية والسورية والتي سيستكملها بزيارة لاحقة في الأسابيع المقبلة. وكان لارسن زار ظهراً البطريرك صفير في حضور رئيس مركز الإعلام في الأممالمتحدة في بيروت نجيب فريجي ومستشاريه السياسي ماركوس بوبون والعسكري آلان لوميو ومساعده الخاص فابريس ايدون ورئيس منظمة الإنماء من اجل السلام الاجتماعي الأب ايلي ماضي. وأجرى لارسن مع صفير جولة افق تتعلق بالمهمة التي يقوم بها من اجل تطبيق القرار 1559، ووصف اللقاء بأنه كان"مثمراً وخصوصاً بعد اللقاءات الجيدة جداً التي اجريتها مع المسؤولين في دمشقوبيروت حيث تناقشنا في المواضيع المطروحة وضرورة التلاقي على ارضية مشتركة بين الأطراف المعنيين بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1559". ولفت الى انه بحث مع صفير"في اتفاق الطائف وبقية الاتفاقات المعقودة بين الفرقاء وركزنا على ضرورة متابعة الحوار خصوصاً بعد اللقاءات المثمرة التي اجريتها مع القيادات حيث كانت النقاشات صريحة وودية ومفتوحة"، مشيراً الى انه اتصل امس برئيس الجمهورية اميل لحود وقال ان الاتصال كان جيداً"وناقشت معه لقاءاتي في دمشق وقد توافقنا على متابعة الحوار لا سيما انني اعتزم العودة مجدداً الى لبنان خلال الأسابيع القليلة المقبلة". يذكر ان لارسن كان عاد الى بيروت ليل اول من امس من دمشق، والتقى على الفور وزير الخارجية محمود حمود في حضور عدد من كبار العاملين في الخارجية. وقال لارسن انه اطلع لحود على نتائج لقاءاته في دمشق خصوصاً اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد واصفاً إياه بأنه كان بناء جداً مؤكداً انه اتفق ووزير الخارجية على ان"نعمل معاً خلال الأسابيع والأشهر المقبلة من اجل ايجاد حلول مثمرة للقضايا التي اثرناها. ثم التقى لارسن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الفتوى. وأكد الأخير الموقف الثابت لدار الفتوى بأن العلاقات بين لبنان وسورية يحكمها اتفاق الطائف الذي اقترن بإجماع عربي ودولي ومعاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق التي اقترنت بموافقة الهيئات الدستورية في البلدين. مؤكداً ان القرار 1559 لا يلغي الطائف. بعدها زار لارسن نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الذي اكد حرص اللبنانيين على التمسك بالشرعية الدولية وإدراكهم انه لا تجوز الانتقائية في تطبيق القرارات الصاردة عنها، متسائلاً اذا كان يجوز للأمم المتحدة ان تعين موفداً خاصاً لتطبيق القرار 1559 الذي لم تمض على صدوره اشهر وتتجاهل في المقابل القرارات التي تنصف حقوق اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين. هذا مع العلم انه لو نفّذت هذه القرارات لانتفت الحاجة الى صدور القرار 1559 . والتقى لارسن نائب رئيس الحكومة عصام فارس وأجرى معه تقويماً شاملاً لنتائج المحادثات التي عقدها في بيروتودمشق، وأكد له فارس ان لبنان ليس في وارد الدخول في مشكلة مع المرجعية الدولية وأن الخلاف على تطبيق القرار 1559 يكمن في التوقيت والأولويات.