تلقى رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود صباح امس اتصالاً هاتفياً من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، اعرب له فيه عن "اهتمامه بالتوصل الى سلام عادل وشامل في المنطقة". وأكد "الحرص على لبنان وعلى ضرورة استمرار التشاور في هذه الظروف الحساسة". ويأتي هذا الاتصال، بعد اقل من 24 ساعة، على رفع لحود مذكرة الى انان عن موقف لبنان من الانسحاب الاسرائيلي في الجنوب. وكان موفد انان السيد تيري رود لارسن نقل اجواء اللقاء بين الامين العام للامم المتحدة ووزير الخارجية الاسرائيلية ديفيد ليفي الى رئىس المجلس النيابي نبيه بري ظهر امس. وقال لارسن على الاثر "ابلغت ان الامين العام لن يتخذ اي اجراء او قرار قبل ان يحصل على بلاغ رسمي من الحكومة الاسرائيلية عن انسحابها المحتمل من جنوبلبنان تطبيقاً للقرار الرقم 425، ومن المبكر التعليق على هذا الموضوع في الوقت الحاضر. وسأكون سعيداً بالعودة الى لبنان، اذا تبلغنا موقفاً اسرائىلياً رسمياً في هذا الشأن يتطلب من الاممالمتحدة اتخاذ اجراءات وقرارات في شأن طريقة التعامل مع هذا الواقع". سئل: هل لديكم تعليق على الاسئلة التي طرحها الرئيس لحود في مذكرته؟ اجاب "بعثت بالمذكرة الرئاسية الى الامين العام الذي سيجيب عنها في الوقت المناسب". وهل هناك فرصة مناسبة لتطبيق القرار الرقم 425؟ اجاب "لا تعليق على هذا الامر في هذا الوقت". اما بري فأبلغ لارسن رسالة شفوية الى انان اكد فيها "حرص اللبنانيين، كما حرص الاممالمتحدة، على تنفيذ القرار 425". وشدد على "اهمية ان يتفهم الجانب الدولي حقيقة الموقف اللبناني الذي لا يجوز ان نختلف معه، وأن يكون الى جانبنا، لا العكس". وأكد "ان الموقف اللبناني ينتظر موقفاً واضحاً، هل ثمة قرار اسرائيلي بالانسحاب من الجنوب من دون قيد او شرط؟ او هل هناك شروط علينا ان ننتبه اليها لتجنب الوقوع في الفخ الاسرائىلي"؟ وقال بري "ان لبنانوالاممالمتحدة فريق واحد بالنسبة الى الجنوب، لا فريقان، وكما عانى شعب الجنوب، عانت قوات الاممالمتحدة وإن بنسب متفاوتة، واذا دفع اهلنا في الجنوب الوف الشهداء فالاممالمتحدة دفعت ايضاً مئات الشهداء والجرحى وقد عانينا سوياً شظف الحياة نتيجة الاحتلال، والحصار كان مشتركاً والمساعدات قدمت عام 1996 الى اهلنا والى قوات الطوارئ على حد سواء". وأبلغ بري لارسن ان لبنان "في موازاة إلحاح الاممالمتحدة على تنفيذ القرار 425، بُح صوته لتنفيذه منذ 22 سنة". وقال "بالمعنى القانوني لم تقل اسرائىل حتى الآن انها ستنفذ القرار اذ لم يصدر قرار واضح عن مجلس وزارتها بل صدر قرار بانسحاب ثم تحدث رئىس الاركان الاسرائىلي شاول موفاز عن انسحاب جزئي وتكلم قائد "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لاسرائيل انطوان لحد على بقاء قواته. لذلك نتمنى على الاممالمتحدة ان تفهم موقفنا جيداً، وهو حرصنا على تنفيذ القرار 425، وحرصنا على ايجاد مناخ سلام حقيقي في المنطقة". وأكد بري "انها ليست المرة الاولى تدعي اسرائيل تنفيذ القرار 425. فعام 1978 نفذت انسحاباً جزئياً وسلمت قوات قائد "جيش لبنان الحر" سابقاً الذي خلفه لحد سعد حداد. فماذا يمنع الا تتكرر اللعبة اليوم مع انطوان لحد؟ وما ادرانا ماذا ستفعل اسرائىل لاحقاً"؟ ودعا الى "ان تتأكد الاممالمتحدة من الانسحاب حتى الحدود". وسأل بري لارسن هل حضر اللقاء بين انان وليفي، وهل لاحظ ان هناك امراً مطلوباً من لبنان في مقابل الانسحاب الاسرائىلي. وقال "اذا كان المطلوب ضمان امن الحدود، فلا يكون الامر تنفيذاً للقرار 425،بل شيئاً آخر"، لأن القرار يقول من دون قيد او شرط. وأعلن "ان الاسرائيليين اذا طبقوا القرار 425 من دون شروط فسيرقص اللبنانيون الدبكة فرحاً وطرباً وسيشترك معهم السوريون". وقال بري ان "ما يشغل باله اليوم ليس الوضع الداخلي لأن رئيس الجمهورية حسم موضوع المصادر الرسمية في جلسة مجلس الوزراء اول من امس، بل الموقف العربي لأن المطلوب الآن التضامن العربي مع لبنان وسورية خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة". وعن تصريح نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه الذي رد فيه على مذكرة الرئيس لحود قائلاً "ام الاتفاق وإما الحرب"؟ اجاب بري ممازحاً "احيل امره على وزير الدفاع غازي زعيتر". وذكرت مصادر ديبلوماسية ان لارسن التقى سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن المعتمدين في بيروت بعد تسلمه مذكرة الرئيس لحود. وبحث معهم في الوضع العام والتطورات الجديدة في المنطقة.