ارتفعت أرباح الشركة الجزائرية "سوناطراك" 31 في المئة في العام الماضي مقارنة ب2003 نتيجة ارتفاع األأسعار وزيادة الصادرات النفطية, الا أنها سجلت تراجعاً في انتاج الغاز المسال بسبب الانفجار الذي حصل في مصنع سكيكدا شرق البلاد. ومع ان الشركة لم تستطع تحقيق هدفها في أنتاج 1.5 مليون برميل يومياً, الا أنها تزمع أن تصل الى هذا المستوى في الأشهر المقبلة والتخطيط للوصول الى مليوني برميل يومياً في 2010. أعلنت شركة الهيدروكربون الجزائرية "سوناطراك" الحكومية أول من أمس أن انتاج الجزائر من النفط والغاز والسوائل البترولية بلغ 222.5 مليون طن من معادل النفط في 2004 ، وبقيمة تصديرية تبلغ 31.5 بليون دولار. وأعلن رئيس الشركة محمد مزيان, في اطار استعراض نتائج السنة الماضية, ان انتاج الهيدروكربون ارتفع خمسة في المئة مقارنة بانتاج عام 2003, اذ وصل الى 211.7 مليون طن, وبلغ انتاج النفط 59.3 مليون طن، بزيادة 14 في المئة مقارنة بانتاج 2003 الذي بلغ الى 54.9 مليون طن. اما انتاج الغاز الطبيعي، فوصل الى 144.3 بليون متر مكعب، مقابل 137.6 بليون متر مكعب في 2003، بزيادة تبلغ خمسة في المئة وذلك بفضل بدء تشغيل حقل "عين صالح" في جنوب الصحراء والذي يبعد 1600 كيلومت من العاصمة الجزائر. وتبلغ قدرة "عين صالح" الانتاجية تسعة بلايين متر مكعب سنوياً. الا أن انتاج الغاز المسال سجل تراجعاً بنسبة 15 في المئة في 2004، اذ بلغ 40.7 مليون متر مكعب مقابل 47.6 مليون متر مكعب في 2003. ويعود السبب في ذلك الى الحريق الهائل الذي نشب في مصنع "سكيكدا لتسييل الغاز" شرق البلاد في كانون الثاني يناير من العام الماضي. الصادرات والعائدات وأضاف مزيان ان قيمة الصادرات الجزائرية الهيدروكربونية ارتفعت بنسبة 32 في المئة في 2004 لتصل الى 31.5 بليون دولار، مقابل 24 بليوناً في 2003 بسبب "تأثير الأسعار المستمر". وبلغت قيمة صادرات الشركات الأجنبية العاملة في البلاد من هذا المبلغ 2.7 بليون دولار. وتشكل عائدات صادرات الهيدركربون أكثر من 96 في المئة من عائدات القطع الأجنبي في الجزائر. كما أشار الى أن الشركة سوقت 158.9 مليون طن من الهيدروكربون في 2004، صدّرت منها 133.2 مليون طن، مقابل 130.1 مليون طن في 2003. وكانت الشركة الأميركية "فاليرو" على رأس الشركات التي اشترت النفط، بينما احتلت الإيطالية "ايني" المرتبة الأولى في شراء الغاز الطبيعي، وجاءت فرنسا على رأس الدول المستوردة للغاز المسال. استثمارات جديدة وتشير الأرقام التي أفصح عنها المسؤولون الجزائريون الى أن هناك تأخيراً بسيطاً في مشاريع زيادة الطاقة الانتاجية , اذ ان مستوى الانتاج بلغ 1.4 مليون برميل يومياً في 2004 بدلاً من 1.5 كما كان مخططاً له سابقاً. وقال مزيان:" ان الهدف المعلن للوصول الى طاقة أنتاجية بنحو 1.5 مليون برميل يومياً لا يزال قائماً, وان تأخر هذا الهدف بضعة أشهر". وذكر وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل ان الطلب العالمي على النفط في ازدياد ويعتقد ب"أن هناك مجالا لدولة منتجة صغيرة مثل الجزائر في توفير نصف مليون برميل اضافي للأسواق الدولية لأن الطلب العالمي في ارتفاع مستمر". كما ذكرت الشركة ان 3.9 بليون دولار استثمرت في 2004, من بينها 1.5 بليون دولار من قبل شركائها الأجانب. وأوضح مزيان أن الشركة تعتزم أستثمار 5.1 بلايين دولار في 2005 نحو 3.5 بليون دولار ستصرفها "سوناطراك" والبقية الشركات الأجنبية ، لتطوير حقول للغاز في الجزائر ومشاريع اخرى في الخارج، خصوصاً في أفريقيا وأميركا اللاتينية. وأهم مشروع للشركة هذا العام سيكون اطلاق أنبوب الغاز المتوسطي "ميدغاز" في تموز يوليو المقبل الذي يبلغ طوله 747 كيلومتراً، ليربط بين مدينة بني صف غرب الجزائر والميرية في اسبانيا والذي سينقل أربعة بلايين متر مكعب من الغاز الطبيعي لإسبانيا سنوياً ويؤمن للجزائر عائدات تبلغ 500 مليون دولار سنوياً. وهذا هو ثالث أنبوب غاز يربط الجزائربجنوب أوروبا، بعد أنبوب "ترانسميد" المؤدي الى ايطاليا والأنبوب "الغربي" الذي يصل الى اسبانيا. ويبلغ الدين الأجنبي لشركة "سوناطراك" نحو 2.2 بليون دولار مقارنة بنحو 4.4 بليون في 1998.