أعلنت مصادر في وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية عن إطلاق ثلاثة مشاريع للغاز ستجعل من الجزائر نقطة ربط بين غرب القارة الأفريقية وأوروبا. ويتمثل المشروع الأول في أنبوب الغاز الطبيعي (ميدغاز) في منتصف شهر يناير الحالي. وقالت المصادر إن الأنبوب سيربط منطقة (بني صاف) بالجزائر مباشرة بمنطقة (الميريا) بأسبانيا وسيرفق بخط لنقل الكهرباء إليها ومنها لتصدير الكهرباء إلى الأسواق الأوروبية. وقال رئيس ومدير عام شركة (سونطراك) محمد مزيان "نحن بصدد إنشاء شركة للاستثمار خلال الفترة القليلة القادمة تقوم بإنجاز هذا الأنبوب للغاز الذي سيشكل خط الاتصال الثالث بين الجزائر وأوروبا بعد أنبوب الغاز (انركو.ماتيي) او (ترانسماد) الرابط بين الجزائر و ايطاليا عبر تونس و انبوب الغاز (فارل. دوران)أو أنبوب الغاز المغاربي - الأوروبي الرابط بين حقول غاز (حاسي الرمل) بالجزائر وأسبانيا و البرتغال عبر المغرب و مضيق جبل طارق . وذكرت المصادر ان المشروع الثاني ما زال قيد الدراسة مع أوروبا و هو يتعلق بأنبوب الغاز الرابط الجزائربايطاليا عبر سردينيا وان هذا الأنبوب سيعزز الاتصال بين الجزائر وأوروبا على المدى المتوسط بين الأعوام 2008 و 2010. وقال محمد مزيان في السياق ذاته ان "المشروع قيد الدراسة و ستسمح لنا نتائج هذه الدراسة بمعرفة إمكانية إنجازه وبأي تكلفة". ويتمثل المشروع الثالث الذي تشارك فيه المجموعة النفطية والغازية الجزائرية بأنبوب الغاز الذي سيربط حقول الغاز من نيجيريا إلى الجزائر وهو يعرف باسم (نيقال) و سيتم عبره إرسال الغاز النيجيري إلى أوروبا مرورا بالشبكة الجزائرية. وسيناقش المشروع خلال الندوة الأولى لوزراء الطاقة الأفارقة والأمريكيين اللاتينيين المزمع عقدها في فبراير 2004 بالجزائر. وأكدت المصادر ان هذا المشروع الهام ذا البعد الأفريقي سيمكن نيجيريا من استرجاع ما يعادل 250 ألف برميل غاز يوميا وهي الكمية المحروقة حاليا وان أنبوب ( نيقال) سيزود بالغاز عدة مناطق افريقية خاصة النيجر وسيجعل الجزائر مركزا لتوزيع الغاز نحو الشمال كما سيسمح بربط كل الاكتشافات المحتملة للغاز في غرب افريقيا باوروبا. سوناطراك تسجل أعلى إيرادات من جانب أخر، أكدت شركة سوناطراك الجزائرية الحكومية للنفط والغاز ان إيرادات التصدير في عام 2003 سجلت مستوى قياسيا مرتفعا بلغ 24 مليار دولار بزيادة 33% عن العام السابق. وقال محمد مزيان الرئيس التنفيذي للشركة "2003 كان عاما استثنائيا اذ حققت شركتنا اكبر نتيجة منذ انشائها قبل 40 عاما". وتشكل صادرات النفط والغاز 95% من الإيرادات الأجنبية للجزائر. وجدد مزيان القول بأن سوناطراك تعتزم إنتاج 1.5 مليون برميل يوميا من النفط في عام 2005 ومليوني برميل يوميا في عام 2010. ويقول تجار نفط ان الجزائر وهي ثاني اصغر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول "اوبك" يبلغ انتاجها حاليا اكثر من مليون برميل يوميا وهو ما يزيد كثيرا عن حصتها في اوبك البالغة 782 ألف برميل يوميا. وطلبت الجزائر رسميا حصة اكبر. وقال مزيان "العقود الثلاثة والعشرين الجديدة التي منحت في الأعوام الثلاثة الماضية تسمح لنا ... بأن ننتج حوالي 1.5 مليون برميل يوميا في 2005". وتهدف سوناطراك ايضا الى تصدير 85 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في 2010 ترتفع الى 120 مليار متر مكعب بحلول عام 2020 . والجزائر بالفعل احد الموردين الرئيسيين للغاز الى اوروبا. وذكرت إحصائية مالية ان إيرادات الشركة (سوناطراك) بلغت 1200 مليار دينار العام الماضي. وحسب احصائيات للشركة فان الشركة حققت قيمة إضافية بلغت 250 مليار دينار جزائري مقارنة بالتوقعات المقررة في قانون الموازنة الجزائرية. وجاء في الإحصائية ان عتبة ال 24 مليار دينار التي حققتها الشركة للسنة الماضية من صادرات النفط والغاز تعتبر مستوى قياسيا وذلك بفضل الاستراتيجية المتبعة من قبل الشركة على المستوى الخارجي والتي سمحت لأول مرة للجزائر بتجاوز الاحتياطيات النفطية التي كانت مسجلة في العام 1971 تاريخ تأميم المحروقات في الجزائر. وعزت الإحصائية هذه القفزة في إيرادات الشركة إلى التوجه الجديد للشركة الجزائرية المصنفة في المرتبة ال 11 عالميا باعتماد نظام " تقسيم الإنتاج " مما رفع حصة الشركاء الأجانب خاصة الشركات الأمريكية. وأشارت إلى مشاريع الشركة الخارجية والتي من بينها اخذ حصص في مشاريع غازية كبيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وزيادة حصتها في مشروع (كاميسيا) الغازي في البيرو وكذلك تواجد الشركة في 10 دول حاليا بافريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأوروبا و قريبا في الولاياتالمتحدة. وبينت الإحصائية ان الشركة ستقوم في شهر فبراير المقبل بأعمال واسعة من خلال مشاريع جديدة وتشكيل شركات مختلطة مع اكبر مجموعات الغاز العالمية من بينها (ستاتويل) و (تريكتيبيل) و (بريتيش بتروليوم )و (غاز فرنسا) و (غاز بروم ).