مئات اللافتات ترفرف في شوارع دبي تحمل الرقم 10 ومعه شعار مهرجان دبي للتسوق، الذي استطاع على مدى سنوات عمره العشر أن يتحول "تظاهرة" سياحية - اقتصادية تشغل المدينة ومطارها وفنادقها ومطاعمها، وتضخ بلايين الدراهم في الناتج المحلي للإمارة سنوياً. "على مدى عشر سنوات، سار المهرجان بالزخم نفسه وبالاهداف نفسها التي يسعى إلى تحقيقها، حتى بات ظاهرة اقتصادية تحرك القطاعات كافة في دبي وفي الإمارات عموماً، ولا أبالغ إذا قلت انه يساهم في تحريك اقتصاد المنطقة ككل، إذ اأن هناك مشاركات كثيرة من الدول المجاورة". هذا ما قاله سعيد النابوذه، المنسق العام للمهرجان ل"الحياة". وأضاف: "الهدف من مهرجان دبي للتسوق منذ انطلاقته عام 1995 تنشيط الحركة الاقتصادية في الإمارة من خلال دعم قطاع التجزئة واستقطاب السياحة العالمية مع التركيز على العائلية منها. ويأتي هذا ضمن استراتيجية دبي لعام 2010"، موضحاً أن "استراتيجية ولي عهد دبي وزير الدفاع الفريق أول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تتطلب ليس تهيئة البنية التحتية لاستقبال هذا العدد الضخم من السياح وحسب، بل الإبقاء على الجهوزية التامة لدى المواطنين والوافدين، للتكيّف مع التطورات المنتظرة، إذ ان الكثافة السكانية ستتضاعف 15 مرة، نتيجة الزيادة في عدد السكان، والتضخم في عدد السياح الذين تجاوز عددهم العام الماضي خمسة ملايين سائح". ولفت النابوذة إلى أن "نشر الثقافة السياحية رؤية دبي بطريقة حضارية بين الشعب، هو ما نقوم به من خلال الدوائر الحكومية مع بعض التعاون من القطاع الخاص. ونقوم باشراك الطلاب في تنظيم فعاليات المهرجان، وهم الذين سيحملون رايته وقيادة قطاع السياحة عموماً في2010". وأضاف: "هناك قضية أخرى نركز عليها لتحقيق استراتيجية دبي، وهي بناء عدد كبير من الفنادق لزيادة الطاقة الاستيعابية. فالكثيرون من السياح يغيرون وجهتهم لان الفنادق مشغولة طوال الشهر. وتحتاج دبي إلى 300 فندق إضافي، لذلك نجد أن كل المشاريع التي تطلقها تتضمن بناء فنادق. كما أن دبي ستباشر خلال الشهر الجاري تشييد مطار جديد، يستوعب اكثر من 120 مليون راكب سنوياً، ويتضمن فنادق ومنتجعات. وأكد "أن السمعة الطيبة لدولة الإمارات وأهلها، هي التي عززت مكانة دبي كوجهة سياحية، وان الإمارة تعتمد على هذه السمعة اكثر من اعتمادها على الإعلان. إذ ان طيبة الناس والمدينة العصرية والبنية التحتية الجيدة، هي سر نجاح سياحة دبي، كما أن صيفها الحار هو الآخر بات يستقطب السياح من خلال "مهرجان صيف دبي" حيث تكثر الملاهي وصالات التزلج على الجليد"، مشيراً إلى أن دبي "أنفقت هذا العام 35 مليون درهم على الإعلان". ويبدو أن دبي تخطط لأن تجعل من السياحة "نفطها" في إطار استراتيجيتها هذه، ان لم تكن كذلك بالفعل، والنابوذه يؤكد هذا، ويشير إلى أن المهرجان وحده، والذي لا تستمر فعالياته اكثر من شهر، اصبح يضخ في اقتصاد الإمارة 5,8 بليون درهم نحو 1,6 بليون دولار، وهو إجمالي ما ينفقه زوار المهرجان خلال اقامتهم. وتتكثف الحملات الإعلانية في التلفزيونات والصحف والمجلات العربية والعالمية، وطائرات "طيران الإمارات" تجوب العالم وهي تحمل ركابها وتروج لدبي. فالإطار الزمني يضيق ومواعيد الإمارة دقيقة.