أصدرت مجموعة "سيتي غروب" الاميركية بياناً أمس، جاء فيه انها تريد ان "تصحح بعض أخطاء وردت في تصريحات تمس بنشاطاتها ونياتها، في شأن عملية مالية نفذها موظفوها في بورصة "إم تي إس"، وكانت محور تحقيقات رقابية أوروبية"، وأعلنت "تعاونها" التام مع هذه التحقيقات. وجاء البيان رداً على تقرير صدر أخيراً عن"الهيئة الرقابية الالمانية للبورصة" با فين، اتهم المجموعة بالتلاعب في بورصة المشتقات الاوروبية يوركس، من خلال قيام ستة خبراء تداول يعملون في مقر المجموعة في لندن في 2 آب أغسطس 2004، ضمن خطة أطلقوا عليها اسم "دكتور إيفل" الطبيب الشرير المقتبسة من شخصية في فيلم "أوستن باورز"، بطرح طلبات بيع بقيمة 12.4 بليون يورو سندات حكومية أوروبية ذات آجال طويلة ومتوسطة، ما أدى الى انخفاض سعر السندات بسبب زيادة العرض. ثم لجأوا الى إعادة شراء سندات حكومية بقيمة 3.8 بليون يورو، ليحققوا نحو 15 مليون يورو 17.5 مليون دولار أرباحاً خلال دقائق معدودة. وشكلت العملية 42 في المئة من مجمل حجم التداولات في منصة التداول بالسندات الايطالية "إم تي إس"، وبلغت 28 بليون يورو في اليوم المذكور. وكان سبقها في 30 تموز يوليو قيام الفريق بعمليات متاجرة على عقود المشتقات في بورصة "يوركس" في فرانكفورت، وصل عددها الى 12.5 ألف عقد، حققت منها 1.8 مليون دولار. وعقّب التقرير الالماني ان "سيتي غروب" استغلت سوق المشتقات وسيلةً لرفع اسعار السندات، كون اسعارها تتأثر أيجاباً بارتفاع اسعار المشتقات، ومن ثم عمدت الى طرح كمية كبيرة من السندات للبيع فحققت الارباح، وأثرت سلباً في اسعار هذه السندات، ما انتج بلبلة في السوق وأذى للمستثمرين الآخرين. وعبرت"سيتي غروب" عن "الأسف لقيامها بالعملية، وانها لم تقدر الاضرار المحتملة على عملائها وعلى المستثمرين، بما فيها السلطات الرقابية الاوروبية والمصارف المركزية، وان الصفقة ليست بمستوى معاييرها المهنية". وأكدت "ان المتداولين لديها لم يتعمدوا بيع اكثر من ثمانية بليون يورو كانوا يحملونها". لكنها أقرت أنهم "أخطأوا في تقدير عدد الطلبات التي انزلوها على منصة "أم تي إس" وتقدير معايير تسعير العملية، ما ادى الى بيع 12 بليون يورو". وأشار التقرير الالماني الى ان هذه الخطة وافق عليها على الاقل مديران كبيران في "سيتي غروب"، ما لم تعلق عليه المجموعة، لكنها ذكرت انها عينت مكتب محاماة بريطانياً، تولى مراجعة العملية وتقويمها. وبدأت التحقيقات في العملية في آب أغسطس 2004، بعدما ارتابت السلطات الرقابية البريطانية فيها، ومن ثم باشرت السلطات الالمانية تحقيقاتها في كانون الاول ديسمبر الماضي. وتقدر قيمة سوق السندات الحكومية الاوروبية بنحو 4.9 تريليون دولار، بحسب احصاءات "بنك التسويات الدولية"، وتأتي في المرتبة الثانية لجهة القيمة بعد سوق السندات الحكومية الاميركية. وتأتي هذه القضية لتضيف الى مشاكل "سيتي غروب" المتعددة، وآخرها تورط مصرف الخدمات الخاصة التابع لها في تعاملات مشبوهة في اليابان، ما ادى الى وقف عملياته هناك، ونتج منه فصل كبار المديرين في المجموعة، وقيام شركة "غلوبال فيست"، لإدارة الاستثمارات، برفع دعوى على "سيتي بنك"، المصرف التابع للمجموعة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، تتهمه بالمشاركة في خطة لتدمير قيمة استثماراتها في شركات هاتف برازيلية.