بعد 20 يوماً على ازمة ديون دبي، انتعشت اسواق الاسهم في مختلف انحاء العالم امس اثر الاعلان عن «شراكة كاملة» بين امارتي ابو ظبي ودبي لسداد صكوك شركة «نخيل» في موعدها امس، واعادة هيكلة ديون «دبي العالمية»، والبت في المنازعات القضائية الناتجة عن اعادة الهيكلة ومن ثم العمل كشريكين «لمساعدة بعضهما البعض بشكل عام ولدعم اقتصاد دولة الامارات العربية المتحدة»، بحسب ما ذكر مصدر اماراتي رسمي بعد الاعلان عن تقديم ابو ظبي 10 بلايين دولار لدبي، اضافة الى 15 بليوناً قدمتها سابقاً، منذ انعكاس «ازمة الائتمان» على دبي وديونها. واعتبرت الاسواق ان الاجراءات مؤشر لتعزيز الثقة باقتصاد الامارات في الاسواق الدولية. وساهم في دفع اسعار الاسهم في البورصات الدولية ما اعلن عن اتفاق بين وزارة الخزانة الاميركية و»سيتي غروب» لتسديد 20 بليون دولار من اموال الدعم التي تسلمتها المجموعة بعد الصعوبات التي واجهتها اثناء ازمة الائتمان. وارتفع مؤشر «ام اس سي آي» للاسهم العالمية من شنغهاي الى نيويورك حتى بعد ظهر امس 0.3 في المئة من ضمنها ارتفاع مؤشر سوق دبي 10.4 في المئة وسوق ابو ظبي 7.9 في المئة، في حين ارتفعت مؤشرات الاسواق الخليجية بنسب متفاوتة، وحقق مؤشر «ستاندارد اند بورز 500» في الولاياتالمتحدة اكثر من 0.5 في المئة فور صدور بيان عن «مجموعة سيتي» بدفع الديون، ما ساهم في تراجع الدولار وارتفاع اليورو والذهب والنحاس والالومينيوم. وانعكس الحل واعلان حكومة دبي عن دفع قيمة الصكوك البالغة قيمتها 4.1 بليون دولار ايجاباً على «صكوك نخيل» في اسواق لندن وتضاعفت قيمتها وجرى تبادلها ب 109.5 دولار للصك بعد شراء كميات منها باسعار راوحت بين 53 و60 دولاراً للصك الاسبوع الماضي. وكان مسؤول في حكومة دبي، قال لصحافيين عبر دائرة مغلقة طالباً عدم ذكر اسمه، «ان المسؤولين في حكومتي ابو ظبي ودبي اجريا محادثات مستفيضة وموسعة وبناءة وانهم يعملون في شراكة كاملة، وان ما توصلنا اليه جاء من دون شروط او نقل ملكية اصول او تأمين الديون». ويعني دفع قيمة الصكوك في موعدها ان اعادة جدولة ديون «دبي العالمية» وغيرها سيجري من دون تدخل المصارف الدائنة ويُحسن موقع المجموعة المدينة في اي محادثات مقبلة لاعادة ترتيب اولويات دفع ديون بقيمة 26 بليون دولار. وشدد المسؤول على «ان الظروف الاستثنائية التي رافقت مسألة دبي العالمية يجب ان لا يُنظر اليها كسابقة في التعامل مع الشركات الباقية في دبي». ومع الحل المالي جرى تشكيل لجنة قضائية للفصل في المنازعات المتعلقة بالتسوية المالية لمجموعة «دبي العالمية» والشركات التابعة في حال الاضطرار الى وضعها «قيد التصفية». ومع ان المصرف المركزي الاماراتي اعلن استمرار دعمه المطلق للمصارف الا ان مؤسسة التصنيف الائتماني «ستاندرد اند بورز» لم تغير تصنيفاتها للبنوك الاماراتية التي تعرضت لديون «دبي العالمية». وفي واشنطن، اعلنت «سيتي غروب» المصرفية انها توصلت الى اتفاق مع الجهات الفيديرالية المنظمة لسداد 20 بليون دولار من قيمة الاسهم التي تملكها الحكومة من طريق اصدار أسهم بقيمة 17 بليون دولار، بما يسمح للمجموعة بالخروج من برنامج انقاذ الاصول المتعثرة في العام 2010. وفي اطار الاتفاق ستبيع وزارة الخزانة الاميركية ما يصل الى 5 بلايين دولار من الاسهم التي تملكها في «سيتي» في طرح ثانوي. وقالت «سيتي» انها ستدفع 3.1 بليون دولار في صورة توزيعات نقدية وفوائد للحكومة الاميركية التي ذكرت انها ستُحقق بين 13 و14 بليون دولار ارباحاً لحساب الخزانة. وكانت المجموعة اقترضت 45 بليون دولار العام الماضي في اطار برنامج انقاذ الاصول المتعثرة. ومع هذه الانباء الايجابية في الشرق الاوسط واميركا عادت شهية المستثمرين الى المخاطرة، على رغم استمرار ازمة الديون اليونانية التي تؤرق اسواق اوروبا، وعاد عملاق النفط الاميركي «اكسون موبيل» الى عرض شراء «اكس تي او انيرجي» للغاز بقيمة 31 بليون دولار.