سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسواق المال حذرة من قدرة بوش على خفض "العجز المزدوج" والحد من "شهية الانفاق" 450 مليون دولار كلفة اضافية لخدمة الديون العربية من رفع الفائدة على الدولار
شكل قرار رفع أسعار الفائدة على الدولار ربع نقطة من 2.25 الى 2.5 في المئة، والذي اتخذه مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي ليل الاربعاء - الخميس"ضربة موجعة"للدول ذات الديون العالية، وتحديداً الدول النامية التي تصل ديونها الخارجية الى 2.433 تريليون دولار، والدول العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تصل ديونها الخارجية الى 188 بليون دولار. وزادت كلفة خدمة ديون الاخيرة 450 مليون دولار. وتراقب هذه الدول، ومن ضمنها الدول المنتجة للنفط المرتبطة عملاتها بالدولار، مستوى اسعار صرف العملة الاميركية وأثرها في قيمة الصادرات وحجم احتياطاتها من العملات الصعبة واي اجراءات اميركية لتعديل سعر العملة من خلال خفض"العجز المزدوج"في الموازنة والميزان التجاري. وكان الرئيس جورج بوش اعلن في خطابه عن"حال الاتحاد"فجر امس عزمه على تقليص عجز الموازنة الى النصف تقريباً بحلول السنة 2009 من دون ان يُفصل الاجراءات الكفيلة بذلك. وقال بوش، في خطاب امام جلسة للكونغرس، ان"الحفاظ على رخاء أميركا يتطلب الحد من شهية الحكومة الفيديرالية للانفاق"وشدد على أن موازنته للسنة المالية 2006 ستكون متوائمة مع التزامه خفض العجز المالي الذي يتوقع أن يصل الى 427 بليون دولار في موازنة السنة المالية الجارية راجع ص 11. لكن محللين في الاسواق شككوا في امكان نجاح خطط السيطرة على العجز مشيرين الى أن الرئيس الاميركي أكد عزمه ضبط الانفاق وتقليص العجز لكنه حض، وفي الفقرة نفسها من الخطاب، الكونغرس على الموافقة على منح صفة الديمومة للخفوضات الضريبية الضخمة التي سبق أن أقرها المشترعون عامي 2001 و2003 ما ساهم بما لا يقل عن 25 في المئة من عجوزات السنتين الماليتين الماضيتين وادى الى خسارة الدولار 26 في المئة من قيمته في مقابل العملات الرئيسية منذ أوائل العام 2002. وترقب الاسواق، اضافة الى ما يمكن ان يصدر من اشارات عن اجتماع"مجموعة السبع"والصين اليوم وغداً في لندن، شهادة سيُدلي بها رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الان غرينسبان امام الكونغرس في 17 و18 شباط فبراير الجاري عن مستقبل السياسة المالية في الولاياتالمتحدة. وتوقعت سوق لندن ان يواصل مجلس الاحتياط رفع الفائدة الى مستوى 3.5 في المئة حتى نهاية السنة ما من شأنه أن يوفر للدولار حافزاً تفتقده غالبية العملات الرئيسية الأخرى لا سيما في حال أثبتت ادارة بوش جديتها في معالجة الوضع المالي. ومن بين الاسباب التي يعتقد الاقتصاديون انها تؤثر سلباً في اسعار الدولار والعجز الاميركي استمرار"النزيف المالي"الاميركي في نفقات"الحرب على الارهاب"في كل من افغانستان والعراق وعدم وضوح برنامج الرئيس بوش لاصلاح نظام الضمان الاجتماعي وتأثيره في واردات الخزينة. وحذر بوش في خطابه من ان نظام التقاعد، الساري منذ 70 عاماً"يتجه الى الافلاس"ووضع بعض التفاصيل في دعوته لاضافة حسابات خاصة الى البرنامج. كما اشار الى خيارات لتقييد تكاليف البرنامج تشمل تقييد المزايا للمتقاعدين الاغنياء ورفع سن التقاعد أو ربط المميزات بالاسعار بدلاً من الاجور التي ستؤدي الى تباطؤ النمو. وقال:"ان أي حل دائم يجب ان يشمل خطته التي تكلف 754 بليون دولار على مدى 10 سنوات لتوفير حسابات التقاعد الخاصة". وسجل الدولار في اوروبا مكاسب آنية بعد الظهر مقابل الين واليورو مع انتظار الاسواق بيانات العمالة في الولاياتالمتحدة اليوم واجتماع لندن. وتزامن تحسن سعر الدولار مع قرار المصرف المركزي الاوروبي تثبيت الفائدة على اليورو عند اثنين في المئة، وسجل اليورو 1.2995 دولار متراجعاً من 1.3036 دولار. وارتفع الدولار مقابل الين بواقع ثلث في المئة خلال اليوم مسجلاً 104.42 ين.