يعد عبيد الدوسري واحد من أبرز نجوم كرة القدم السعودية خلال الحقبة الأخيرة، وترك بصمة غائرة في خط الهجوم السعودي، ووصفه بعض النقاد بأنه امتداد للمهاجم ماجد عبدالله، ولكن عبيد اختار لمشوار تألقه نهاية غامضة ومؤسفة لجماهير الكرة السعودية، فابتعد وترك الحيرة عنواناً لحكايته. بدأ عبيد التألق مع فريق الوحدة في مكةالمكرمة وبات مهاجمه اللامع، فانضم إلى صفوف المنتخب السعودي بدءاً من تصفيات آسيا المؤهلة لأولمبياد اتلانتا 1996 وكان أحد نجوم هذه التصفيات التي أقيمت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وأصبح ركيزة أساسية في خط الهجوم بالأخضر، وواصل مشوار التألق الدولي في كأس العرب عام 1998 بالعاصمة القطرية الدوحة، وكان أحد أبرز أسباب فوز المنتخب السعودي بالكأس وتوج هدافاً للبطولة. وعلى رغم عدم إحراز الأخضر كأس الخليج ال14 بالبحرين التي فاز بها المنتخب الكويتي، إلا أن عبيد كان في قمة تألقه وسجل أهدافاً مميزة جعلته يعد واحداً من نجوم الدورة، وثبت أقدامه في خط الهجوم السعودي وشف عن موهبته الحقيقة بعد أن اثبت مقدرة فائقة على التسجيل بالرأس والقدم. وكان للتألق اللافت للاعب الكبير بين الأندية السعودية التي بدأت تطارده بعروض مغيرة، خصوصاً أنه يلعب للوحدة النادي المغمور البعيد المغمور عن منصات التتويج، فكان النصر البادي بمفاوضة ابان إدارة عبدالرحمن الدهلوي ولكن خطأ في توقيع اللاعب على عقده الجديد مع النصر عرقل الصفقة واستطاع نادي الوحدة ان يرفع سعر اللاعب في سوق الانتقالات وحسم انتقاله للأهلي في مقابل صفقة قياسية وصلت إلى 7 ملايين ريال وأصبح ثاني اغلى لاعب سعودي بعد مرزوق العتيبي الذي انتقل من الشباب للاتحاد في مقابل 9 ملايين ريال. وعولت الجماهير الأهلاوية كثيراً على عبيد في قيادة الفريق إلى منصات التتويج، ولم يخب عبيد ظن هذه الجماهير عندما أحرز مع الأهلي بطولة أندية الخليج، وفي الفترة من عام 1999 إلى 2001 كان عبيد موجوداً ضمن التشكيلة الأساسية للمنتخب السعودي ولكن توارت نجومية اللاعب الدولية بعد مونديال الجيل المقبل والاستعانة بالشباب، ولم يركز عبيد مع الأهلي بعد أن طوى صفحة المنتخب ولكنه فجأة ومن دون أي مقدمات انقطع عن فريقه منذ ما يقارب العامين وبذلت إدارة ومسؤولو الأهلي محاولات مضنية من اجل اقناع اللاعب بالعودة إلى التدريبات ووجهت له إنذارات وتهديدات بالشطب أو وضع اسمه على لائحة الانتقالات، وعبيد لا يستجيب لأي نداء، وبعدما يأس الأهلاويون تركوا أزمة اللاعب معلقة ربما يعود إلى رشده ولكنه اختفى واختفت أخباره ويري عدد من الخبراء والنقاد الرياضيين ان عبيد لا يصنف في خانة اللاعبين الأذكياء الذين يجيدون اختيار النهاية المثالية لتاريخهم ومشوارهم الكروي، خصوصاً إذا كانوا نجوماً، وضربوا امثلة بماجد عبدالله الذي لا يزال يحتفظ ببريقه ونجوميته أيما حل وبيوسف الثنينان وفؤاد أنور وغيرهم، على رغم اعتزالهم منذ سنوات. وأكد بعض النقاد أن عودة عبيد إلى الملاعب شبه مستحيلة بعد انقطاعه غير المبرر، ولافتقاده الكثير من بريقه وحضوره لدى الجماهير، فضلاً عن انهيار لياقته البدنية وزيادة وزنه مما يعني ان عبيد اختار ان يودع الساحرة المستديرة والملاعب الخضراء من الباب الضيق، مؤكدين ان الكرة السعودية خسرت موهبة مميزة كان يمكن ان يكون لها شأن لو أحسن رعايتها وطالبوا اللاعبين من اجل ان يكون لهم هداف للبقاء في الملاعب وألا تكون نظرتهم محدودة وأفقهم ضيق.