انهى نجم الهجوم الاهلاوي اللاعب الدولي السابق عبيد الدوسري مشواره الرياضي بطريقة اشبه بالمأساوية بعد ان قررت ادارة ناديه ايقافه عن اداء التمارين وايقاف رواتبه الشهرية والرفع للجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين بالاتحاد السعودي لكرة القدم لشطبه من كشوفات الفريق نهائيا. فعبيد الدوسري المولود في الثاني من شهر اكتوبر عام 1975م والذي خاض 99 مباراة دولية سجل خلالها 25 هدفا لم يشفع له تاريخية الرياضي ونجوميته المطلقة التي شع بريقها في الافق ابان مشاركته مع المنتخب السعودي الاولمبي في تصفيات آسيا المؤهلة لاولمبياد اتلانتا عام 1996م بتوديع الملاعب الخضراء بالطريقة المعتادة التي اعتاد عليها كافة الرياضيين في جميع اصقاع المعمورة وحكم على نفسه بنهاية مؤلمة وحزينة لمحبيه وعشاقه اشبه ما تكون بنهاية النجم العالمي الارجنتيني مارادونا رغم اختلاف الاسباب والمسببات التي ادت الى تلك النهاية بين اللاعبين. وعبيد الدوسري الذي كان احد العسكريين بمكة المكرمة وفتحت له الابواب على مصراعيها بعد اقرار نظام احتراف اللاعب السعودي الذي كان الهدف منه رفع كفاءة اللاعب السعودي وتطوير ادائه الفني وليس العكس كانت بدايته الاحترافية بفريقه السابق الوحدة وحينها تألق بشكل تصاعدي حتى بات حديث الشارع الرياضي باسره واضحت الاندية الكبيرة كالنصر والاتحاد والاهلي والهلال تتمنى وجوده في صفوف فرقها وبعد مفاوضات طويلة ومنافسة قوية بين الاطراف الاربعة استقر به المطاف في قلعة الكؤوس النادي الاهلي مقابل سبعة ملايين ريال . ولكن الدوسري الذي توج هدافا للعرب اثناء مشاركته مع المنتخب السعودي في البطولة العربية السابعة التي اقيمت بالدوحة عام 1998م برصيد 8 اهداف وتتويجه هدافا للدوري السعودي عام 1999م مع فريقه الوحدة بعد ان سجل 20 هدفا بدأ نجمه يافل شيئا فشيئا عقب استقراره بمدينة جدة المطلة على البحر الاحمر الامر الذي وضع امامه اكثر من علامة استفهام رغم ان ادارات النادي الاهلي المتعاقبة بدءا بادارة الامير نواف بن عبدالعزيز بن تركي ومرورا بادارة رجل الاعمال احمد المرزوقي واخيرا ادارة الدكتور عبدالرزاق ابو داوود لم تبخسه حقه اطلاقا ولكن يبدو ان اللاعب اختار لنفسه طريقا مجهولا من خلال سيره في الاتجاه المعاكس الذي دائما ما تكون نهايته وخيمة. وجاءت بداية السقوط الحقيقي للاعب الذي شارك مع المنتخب السعودي في نهائيات كاس العالم عامي 1998م بفرنسا و2002م بكوريا واليابان عقب تعرضه لاصابة في الرباط الصليبي اثناء مشاركته مع الاخضر امام الكاميرون في المباراة الثالثة للمنتخب في نهائيات كاس العالم حيث غادر اللاعب عقب عودته الى الوطن الى فرنسا واجرى له البروفسور العالمي (سيان) عملية جراحية تكللت بالنجاح ولكن اللاعب بعد عودته لم يلتزم بالبرنامج العلاجي المعد لة رغم المتابعة المستمرة من قبل ادارة المنتخب وادارة ناديه ولهذا السبب تأخرت عودته كثيرا للمشاركة مع فريقه الذي كان في امس الحاجة لخدماته لاسيما مطلع الموسم الرياضي الحالي الذي شارف على النهاية. وبعد مد وجزر انهى اللاعب برنامجه التأهيلي واللياقي وبدأ المشاركة في التمارين الجماعية ولكن ما لبث ان تغيب عن تمرين وحضر آخر وهكذا سارت الامور رغم النداءات المتكررة من قبل ادارة النادي التي كانت تامل ان يعود لاعبها في افضل حالاته خصوصا وانه مدين للكيان الاهلاوي بالشيء الكثير ولا يمكن له سداده بمجرد احراز بطولة او بطولتين او تسجيل هدف او عشرة اهداف. وكانت ادارة النادي تنوي ايقاف اللاعب منذ فترة سابقة بعد الانذارات والحسميات التي طالته الا ان تدخل ووساطه بعض اعضاء الشرف وزملائه اللاعبين حالت دون تنفيذ العقوبة على امل لعل وعسى ان يعود الى صوابه ولكن اللاعب مع الاسف الشديد ضرب بالجميع عرض الحائط واصر على مسح تاريخه الرياضي. ولم يكتف الدوسري بالغياب فحسب بل كان يحضر للتدريب دائما وهو يعاني من الاعياء والارهاق الشديد والشرود الذهني وحرصا على مصالح النادي وسلامة بقية اللاعبين وحسن ادائهم والتزامهم تدخلت ادارة النادي بحزم وقررت ايقاف اللاعب وابعاده عن تمارين الفريق حتى لا يؤثر على بقية اللاعبين. ونتيجة لخروج اللاعب عن النص وعدم التزامه بلوائح وانظمة النادي ولوائح وانظمة لجنة الاحتراف وعدم استفادته من الدروس السابقة كان لابد من اتخاذ هذا القرار بحقه وها هو الآن خسر المجد والشهرة والمال والجماهير وبات في حكم المنسيين. وحول قرار ايقاف الدوسري قال رئيس الاهلي الدكتور عبدالرزاق ابو داوود انه قرار تربوي الهدف منه وضع حد لتجاوزات اللاعبين تجاه انديتهم مضيفا القول انه منح اللاعب اكثر من فرصة بعد تدخل بعض اعضاء الشرف واللاعبين الا انه لم يكترث لذلك, مشيرا في ذات الوقت الى ان الاهلي خسر ماديا ومعنويا على اللاعب الذي لم يحقق الفائدة المطلوبة منذ انضمامه للفريق. عبيد الدوسري صورة من بيان الايقاف والشطب