بدأت وزيرة الخارجية الاميركية الجديدة كوندوليزا رايس عهدها، بطمأنة الروس الى عدم وجود نيات لدى الولاياتالمتحدة في ادخال تعديلات راديكالية على سياستها حيال روسيا، لكنها وجهت انتقادات مبطنة الى موسكو في شأن ملف الديموقراطية، واعتبرت ان تعميق التعاون بين البلدين لا يمكن ان يتم من دون وجود"اساس من القيم المشتركة". وكانت رايس تتحدث الى الصحافيين عشية انطلاقها في جولة اوروبية تلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وسيكون هذا اللقاء الذي يجمع الوزيرين غداً الجمعة، اول لقاء مع رايس منذ توليها منصبها. وأشارت الوزيرة الاميركية الى وجود تعقيدات في العلاقات مع موسكو في شأن ملفات عدة. ووصفت علاقات بلادها مع روسيا بأنها"صعبة"، من دون ان تنفي تعاون البلدين في شكل وثيق في ملفات كثيرة كالحرب الدولية على الارهاب وتسوية المشاكل الاقليمية بما في ذلك في الجمهوريات السوفياتية السابقة، في حين ان"تقدّم روسيا على مسار الديموقراطية لا يتبع خطاً مستقيماً". وعلى رغم اعرابها عن قناعة الادارة الاميركية بأن"روسيا ليست الاتحاد السوفياتي ولا مجال للعودة الى الماضي"، إلا أنها شددت على ان واشنطن ستواصل بحث المسائل الخلافية مع موسكو. وقالت ان وزارة الخارجية تسعى الى ايجاد رؤية شاملة للعلاقات بين البلدين، تقوم على اساس"استمرار العمل في الميادين الخلافية"، ومواصلة التعاون البناء في المناطق المتفق عليها. واشترطت الوزيرة الاميركية، الخبيرة في الشأن الروسي منذ تولت في عهد جورج بوش الاب ملف الاتحاد السوفياتي السابق، حصول تقدم ملموس على صعيد"ديموقراطية اكبر في روسيا"من اجل تحقيق رؤيتها في شأن تعميق التعاون مع الروس. قلق روسي من جانبها، التزمت موسكو الصمت حيال تصريحات رايس، ولم يصدر رد فعل رسمي عليها، في حين اكتفت الخارجية الروسية في بيان مقتضب بالاشارة الى ان اللقاء المقبل بين وزيري الخارجية سيبحث في التحضيرات الاخيرة للقمة الروسية - الاميركية التي تعقد في سلوفانيا في الرابع والعشرين من الشهر المقبل. لكن حديث رايس اثار مخاوف بين المحللين الروس من احتمال ان تتبع الخارجية الاميركية سياسة اكثر تشدداً، حيال ما وصفت بأنها ملفات خلافية مع موسكو، وخصوصاً في ما يتعلق بمسائل الديموقراطية والاصلاحات الداخلية في روسيا، اضافة الى الملفات المتعلقة بالجمهوريات السوفياتية السابقة، والتي بدأت واشنطن في مزاحمة الروس عليها في شكل مباشر، وأعلنت الولاياتالمتحدة اكثر من مرة انها"مناطق نفوذ استرتيجي"بالنسبة اليها. ووصف مصدر ديبلوماسي روسي تحدثت معه"الحياة"تصريحات الوزيرة الاميركية الجديدة بأنها لا تحمل جديداً، لأن واشنطن كانت كررت هذه المواقف في فترات سابقة. لكنه اضاف ان المفاوضات مع رايس"لن تكون سهلة".