دخل التعاون الإيراني - الروسي في مجال الطاقة النووية في شبه أزمة أمس، يتخوّف من أن تتفاقم في حال لم يتم التوصل إلى حل للخلافات بين الجانبين. وأعلنت طهران عن تأجيل التوقيع على الاتفاقية الإيرانية - الروسية لتزويد إيران بالوقود النووي لتشغيل مفاعل بوشهر النووي، وكذلك اتفاقية إعادة النفايات النووية التي كان من المفترض أن يوقعها مدير الوكالة الإيرانية للطاقة النووية مساعد رئيس الجمهورية غلام رضا آقازاده ونظيره الروسي ألكسندر رومانتسييف الذي يزور طهران لهذا الهدف. وأرجع مسؤولون في الوكالة الإيرانية السبب في تأخير التوقيع على الاتفاقيتين إلى الاستياء الإيراني من طول المدة التي استغرقتها المفاوضات بين الجانبين من دون التوصل إلى نقاط نهائية للتفاهم. وينتظر أن يعلن لاحقاً عن موعد ثانٍ للتوقيع، ويتوقع أن يجري في مبنى مفاعل بوشهر. سباق إلى أوروبا ويأتي هذا التطور في وقت يقوم عرّاب الملف والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حسن روحاني بجولة في دول الترويكا الأوروبية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في محاولة لتعديل مواقفها من أزمة"تخصيب اليورانيوم"، بعد زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش الى المنطقة ولقاءاته قياداتها، والتأكيد على ضرورة معالجة والحد من الطموحات النووية الإيرانية. وأشارت مصادر مطلعة على الملف النووي إلى إمكان أن يكون سبب تأجيل التوقيع على الاتفاقيتين، هو احتمال أن يكون الجانب الروسي يمارس ضغوطاً على إيران لدفعها إلى الموافقة على التخلي عن تخصيب اليورانيوم، في مقابل تعهد روسي بالالتزام بتزويد طهران بالوقود الضروري لتشغيل منشآتها. وهو موقف ليس بعيداً من أجواء المباحثات التي جرت بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي بوش في سلوفاكيا قبل يومين. وترى المصادر ان هذه الأجواء تعززها التصريحات التي صدرت عن الناطق باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر، والذي رأى أن إيران لن تعود بحاجة إلى تخصيب اليورانيوم في حال تم التوقيع على اتفاقيتي الوقود النووي وإعادة النفايات مع موسكو. إضافة إلى تأكيد وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف أن هدف الزيارة التي يقوم بها الكسندر رومانتسييف هو التوقيع على اتفاقية إعادة النفايات. طهران - واشنطن على صعيد آخر، كشفت مصادر مطلعة ل" الحياة"أن الزيارة التي قام بها عراب الملف النووي حسن روحاني إلى العاصمة التونسية هدفت إلى لقاء عدد من المسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية للتباحث حول الملف النووي وسبل حل الأزمة الراهنة، فضلاً عن تداعيات المسائل الإقليمية وتوضيح الموقف الإيراني. وأضافت هذه المصادر أن الجانبين الإيراني والأميركي توصلا إلى تفاهم على كثير من النقاط، من دون التوصل إلى اتفاق. إلى ذلك أعاد وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني التأكيد أن بلاده تمتلك القدرة الكبيرة على الرد في مواجهة أي اعتداء محتمل يطاولها ، وان الرد سيكون قوياً وساحقاً. وأضاف شمخاني أن لا حدود أمام الصناعات الدفاعية الإيرانية، وان التكنولوجيا الصاروخية تعتبر أهم مرتكزات القوة الدفاعية لإيران.