كشفت مباراة الأهلي السعودي مع الوداد المغربي، في دوري أبطال العرب، مدى حجم "الانهزامية" الموجودة في "روح" لاعبي الفريق "كمجموعة"، وهو أمر كفيل بتدمير أي فريق كرة قدم. فالأهلي لا يستطيع ان يغير في شكل اللقاء ولاعبوه غير قادرين على الخروج من أي مأزق يتعرضون له داخل ارض الملعب، وهذه يحسب اعتقادي ليست مشكلة رئيس او إدارة او مدرب "كما يطالب محبو الأهلي برحيل كل هؤلاء"!. لقد تغير في الأهلي كل شيء ما عدا الفريق "كمجموعة" ولهذا لا اظن ان الأزمة الأهلاوية هي مشكلة ادارية او فنية بقدر ما هي "روح مجموعة"... فقد تغيرت الاسماء أكثر من مرة، لكن ظلت "القتالية" كما هي متأرجحة مثل سعر "الجنيه المصري" امام الدولار الاميركي، كل يوم بسعر! لماذا لا يستطيع الأهلي منذ سنوات عدة، لا تقل عن عشر سنوات ان يلعب دوراً كاملاً من الدوري بمستوى "متقارب"؟، هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه الآن بقوة على الساحة الأهلاوية، لماذا تحول "الفوز" إلى مشكلة للاعبين حتى أصبحوا أفضل فريق تعادلات في الموسم الحالي؟ الأهلي الذي عرف بأن بينة وبين الكؤوس علاقة "خاصة"، علاقة عشق لا يمكن لأحد ان يقارعها، تحول إلى فريق ينهار امام جيرانه ويفوز في وقت لا تتوقع منه الفوز ويخسر من فريق لا تحلم بأنه سيفوز عليه، هل هذا هو الأهلي الذي عشقته كل هذه الملايين من السعوديين؟، اشك في ذلك. لقد تناوب على رعاية هذا الفريق اثنان من أهم وابرز واكرم واذكى الشخصيات الرياضية والعامة في المملكة العربية السعودية خلال العقد الأخير بلا فائدة مرجوة، ولم يجن الأميران "محمد بن عبدالله الفيصل" و"خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز" الا الإرهاق وحرق الأعصاب من اجل منح عشاق ذلك النادي الفرح الذي يحلمون به لكن لم يكن فريق الأهلي "كعناصر" عند مستوى التحدي ابداً! في زعمي ان الأهلي يحتاج إلى إجراء "إصلاح" كبير في البناء الفني والعناصري، يحتاج إلى تدعيم عناصره بلاعبين سعوديين وغير سعوديين، لكن على من سيختار ان يبحث عن روح "محمد بركات"، ذلك اللاعب الذي حرث الملعب بالقميص الأخضر "كما لم يفعل لاعب اهلاوي من قبل" وكان علامة للعطاء في الفريق، متفوقاً حتى على اللاعبين السعوديين. روح محمد بركات هي ما يحتاجه الأهلي، فمن كان قادراً على بذلها بليبق، ومن وجدها "مرهقة" او اكبر من طاقته فإن الأهلي اكبر واهم والبقية من سمعته بصفته فريق "حسم" أعظم أهمية.