خطف وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي الأضواء أمس في"منتدى جدة الاقتصادي"الذي شهد 13 جلسة متخصصة، بصراحته وشفافيته عن أوضاع سوق العمل والبطالة في بلاده. وكشف الوزير في الحوار الذي دار بينه وبين رجال الأعمال السعوديين بخاصة، أن المشكلة تنحصر حالياً في 160 ألف شاب لم يجدوا وظائف فيما لا تزال أرقام بطالة"الإناث"غير معروفة. ولم يتحرج الوزير القصيبي في الإشارة إلى أن تراجع وزارته في قرار"سعودة"وظائف سائقي سيارات"الليموزين"، يعود إلى عدم إمكان تطبيقه. وكان المنتدى شهد أمس جلسات عمل مكثفة ركزت على تنمية الطاقات البشرية باعتبارها العنوان الرئيس للمنتدى. وقدم التجربة الماليزية رئيس الوزراء عبد الله بدوي, الذي ذكر"إن استراتيجيات تطوير الموارد البشرية ركزت بصورة مباشرة على اتخاذ تدابير عملية وفعلية، للحيلولة دون هجرة العقول الماليزية خارج البلاد". وأكد بدوي"أن هذه السياسة آتت اليوم ثمارها، فماليزيا اليوم تسعى نحو تشجيع كل الماليزيين العاملين في الخارج على العودة إلى بلادهم واستثمار الفرص المغرية". وتحدث دوق يورك الأمير أندرو في الموضوع نفسه، وعبر أهمية التدريب وتنمية المهارات، وتناول قصة استفادة عشرة ملايين عامل في بريطانيا من المبادرات العملية للتدريب وتنمية المهارات للحفاظ على وظائفهم. وأكد"أن الاستثمار في تطوير القدرات والتعليم ودفع المستوى الصحي لشرائح المجتمع كافة هو الأساس لبناء القدرات التنموية المحفزة لخطط الدولة". ومن جهته، أكد رئيس جمهورية تشيخيا فاتسلاف كلاوز أن بلاده واجهت مشكلات عدة في ما يخص تنمية الموارد البشرية وتطويرها، عند تحولها من النظام الشيوعي إلى نظام السوق على طريق الانفتاح على الفضاء الأوروبي، لافتاً النظر إلى أن"الخيارات التي وجدتها جمهورية تشيخيا أمامها لقيادة هذه التحولات، تمحورت حول إعادة الهيكلة من طريق الصدمة أو إتباع عملية التدرج، لتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية". أما الرئيس السنغالي عبدالله واد، فقد واجه المشاركين بكشف حقيقة أوضاع القارة الأفريقية، موضحاً أنها لم تحصل سوى على واحد في المئة فقط من تدفقات الاستثمارات العالمية، وبالنسبة نفسها أيضاً سجلت نمواً في اقتصادياتها. وقال، بكثير من الشفافية، أن إفريقيا لا تزال تعاني من مخلفات العبودية والاستعمار، وتعاني اقتصادياتها من أعباء خدمة الديون التي تثقل كاهل الموازنات وتحد من وتيرة نموها الاقتصادي. وفي جلسة مخصصة لقطاع السياحة، أكد أمين عام الهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان أن قطاع السياحة العالمي هو الأسرع نمواً والأكثر مناخاً لتوفير الفرص الوظيفية للجيل الجديد من الشبان، موضحاً أن بلاده تستفيد من تجارب جميع الدول التي سبقتها في هذا المضمار. ولم تتجاهل جلسات منتدى جدة الاقتصادي موضوع"الساعة:"وهو علاقة"الإرهاب"بالاقتصاد، وهي الجلسة التي استضافت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، ووزير الأمن الأميركي السابق توم ريدج اللذين تحدثا عن رؤية"أميركية"بحتة للاتجاهات العالمية. وسيختتم المنتدى سباقه"الماراثوني"اليوم، ويتوقع أن تصدر توصياته في وقت متأخر. وتضم جلسات اليوم"خليطاً"من أرواق العمل الاقتصادية والسياسية، وسيكون البعد العربي والتعاون الاقتصادي محطة مهمة من خلال جلسة مخصصة لأمين جامعة الدول العربية عمرو موسى، وأخرى عن التعاون الاقتصادي العربي يقدمها وزيران مصرييان هما وزيرة العلاقات الدولية فايزة أبو النجا، وزير الصناعة والتجارة محمد رشيد. وفي حدث غير مسبوق سيكون المشاركون على موعد مع"ورقة إيرانية"، تتناول تجربة طهران في المشاركة السياسية ودورها في بناء الطاقات البشرية. كما تشمل الجلسات أيضاً قضايا ذات علاقة مباشرة بالشأن الاقتصادي، مثل: هجرة الأدمغة واجتذاب العقول من خلال متحدثة سعودية هي الدكتورة حياة سندي الاستشارية والمخترعة في مجال التقنية الحيوية في جامعة كمبريدج. كما تنتقل الجلسات إلى هموم المنشآت الصغيرة، ورأس المال البشري، ودور الحرية الشخصية والمسؤولية المدينية، والعلاقة بين الوضع المعيشي للأسرة ونمو المجتمعات. وسيكون المنتدى أيضاً على موعد مع جورج سوروز المدير العام لمجموعة"سوروز لإدارة التمويل"الذي سيتكلم عن"دور المجتمع المنفتح ورؤية بديلة للدور الأميركي في العالم".