وقع إنفجار كبير امس في أنبوب النفط السوداني في موقع قريب من الحدود مع أريتريا. وحمّلت الحكومة السودانية تنظيم قوات قبائل البجا المعارض مسؤولية الحادث. في غضون ذلك عقد وزير الخارجية الاريتري هايلي ولد تنسائي إجتماعاً أمس مع الامين العام للحزب الحاكم الدكتور حسن الترابي ناقش "تطوير العلاقات السودانية - الاريترية" في خطوة ملفتة في ظل النزاع بين الترابي والرئيس عمر البشير. وقالت مصادر أمنية مطلعة ل "الحياة" أمس أن الانفجار وقع في خط تصدير النفط السوداني قرب بلدة سنكات المتاخمة للحدود السودانية - الاريترية. ووصفت التفجير بأنه أكبر من انفجار نفذته المعارضة في انبوب النفط قرب مدينة عطبرة بعد ايام من بدء تصدير النفط السوداني في آب أغسطس الماضي. وعلمت "الحياة" أن السلطات نفذت حملة إعتقالات واسعة في مدينتي بورتسودان وسنكات في اطار التحقيق في الحادث الذي وقع في وقت تشهد فيه البلاد هدوءاً إثر اعراب عدد من الدول عن ارتياحها الى إقصاء الترابي. وقال شهود وصلوا الى الخرطوم أن العمل في تصدير النفط السوداني توقف، وأن كميات من النفط غطت مساحة واسعة من الارض حول منطقة التفجير. وأوضحت المصادر أن السلطات عثرت على بيان موقع بإسم تنظيم قوات قبائل البجا التي تسكن شرق السودان قرب مكان الحادث. وجاء في البيان أن التنظيم العضو في "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض يعتبر الانبوب هدفاً عسكرياً مشروعاً مثل بقية فصائل المعارضة. وقالت مصادر رسمية سودانية أنها تنتظر تفسيراً للحادث من السلطات الاريترية التي اعادت علاقاتها أخيراً مع السودان. وأوضحت انها "تتوقع من أريتريا أن تعلن عدم مسؤوليتها عن الحادث لأن معظم الاعمال العدائية في هذه المنطقة إنطلقت من داخل أراضيها كما أن كل الاسلحة والمتفجرات المستخدمة تدخل عبر الحدود السودانية - الاريترية". وتصادف الحادث مع تطور آخر ملفت تمثل في زيارة وزير الخارجية الاريتري الذي يزور الخرطوم حالياً، الترابي في مكتبه في رئاسة "المؤتمر الوطني" الحاكم. وحرص الجانبان على القول بأن اللقاء تم للتحية والمجاملة والتفاكر في شأن تطوير العلاقات السودانية - الاريترية. وكان ولد تنسائي أعلن لدى وصوله الى الخرطوم عن تأييده لقرارات البشير الاخيرة. وإستهدفت هذه القرارات الترابي بشكل خاص وسعت الى الحد من نفوذه في البلاد. وأعلن الترابي أمس عن إيمانه بضرورة تحسين العلاقات بين البلدين. إلى ذلك ، علمت "الحياة" أن ممثلين لهيئة الشورى في الحزب الحاكم التي تقود وساطة بين الترابي والبشير يناقشون حالياً مع مندوبين من رئاسة الجمهورية التشكيل الوزاري الجديد للحكومة السودانية، ويعملون على مراجعة أسماء الوزراء التي يفترض أن تقدم في وقت لاحق الى لجنة مختصة في الحزب الحاكم لإجازتها قبل اعلانها. وحل البشير الحكومة في الاول من الشهر الجاري، لكنه لم يعلن التشكيل الجديد. وتقضي لوائح الحزب بإجازة أسماء الوزراء والتشكيل الوزاري في لجنة تعيينات تختارها هيئة قيادة الحزب الموالية للترابي والتي ينتظر أن يعاد انتخاب بعض أعضائها في اجتماع لهيئة الشورى مقرر يوم الجمعة المقبل. ونقلت الصحف السودانية عن الترابي أمس قوله أن خلافه مع البشير "ليس خصومة أو قطيعة شخصية". ووصف الذين يتوقعون مواجهة عسكرية بين الجانبين بأنهم "مغفلون"، مشيراً الى أن هيئة الشورى "ستحسم الامر لمصلحة البلاد ومستقبلها".