ليست تظاهرة ضد رفع أسعار المحروقات، ولا جماهير خارجة من حفلة للفنانة اللبنانية إليسا، وليس هؤلاء المتجمهرون مشجعي مباراة كرة قدم حاسمة لفريقي القمة الوحدات والفيصلي... إنهم زبائن مقهى "ستاربكس" الذي افتتح فرعه في عمان قبل نحو شهر لينضم إلى ثمانية آلاف فرع آخر حول العالم. ومع رائحة القهوة الساخنة المنبعثة من فناجين "ستاربكس" تفوح رائحة أخرى "مريبة" مصدرها معلومات منشورة في مواقع إلكترونية مختلفة تفيد بأن مؤسسة "ستاربكس" يملكها رجل أعمال إسرائيلي يرفع شعار "كوب من أجل إسرائيل". وعلى رغم تداول تلك المعلومات بين الأوساط الشبابية فإن الإقبال الشديد الذي شهده المقهى الأسابيع القليلة التي مرت على افتتاح الفرع في عبدون عمان الغربية يؤشر في "وجود شباب لا يأبهون لخلفيات صاحب المكان، فكل ما يعنيهم الاستمتاع بارتشاف قهوة لذيذة الطعم". ويؤكد موقع "البوابة" الإلكتروني على أن "رئيس مجلس إدارة المؤسسة هوارد شولتز متورط في دعم نشاطات الحركة الصهيونية"، لافتاً إلى أن "لوغو ستاربكس كان يستخدم كشعار لمؤسسات صهيونية، لكن انتعاش حركة مقاطعة البضائع الإسرائيلية حملها على استبعاد الشعار حماية لمنتجاتها". وذكر الموقع أن الحركة الصهيونية كرمت شولتز عام 1998 بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس "إسرائيل" لقاء جهده المتواصل في خدمة أهداف الحركة. في المقابل، ينفي مستثمرون أردنيون ما تبثه مواقع الإنترنت عن علاقة أصحاب المشروع بالحركة الصهيونية، معتبرين أن "افتتاح فرع من سلسلة مقاه عالمية مكسب للمملكة لا سيما أنها توفر نحو 300 فرصة عمل". وقال مصدر في "ستاربكس" عمان رفض ذكر اسمه إن"الشركة تعمل على إيجاد شركاء محليين لإضفاء النكهة الأردنية على منتجات المقهى مع الاحتفاظ بمميزات الجودة التي أكسبتها شهرة عالمية واسعة". وشدد المصدر ذاته على أن "الاستثمار الكويتي المتمثل في شركة الشايع الدولية لتجارة التجزئة هي المالك الحقيقي لفرع المقهى العالمي، وأن لا علاقة لإسرائيل بالموضوع"، وذكر أن "معاهدة السلام التي وقعها الأردن في وادي عربة عام 1994 تشرع إقامة علاقات تجارية واقتصادية مع إسرائيل منهية بذلك حال العداء التي وصمت العلاقة بين الجانبين لنحو نصف قرن". لا يكترث خالد 28 عاماً ل"هوية صاحب المقهى ما دام هو يستمتع بمذاقها". ويضيف وهو جالس برفقة صديقه يحتسيان قهوتهما الصباحية أنه" لم يتناه إلى سمعي مثل هذه المعلومات عن تورط صاحب مؤسسة ستاربكس بنشاطات تخدم الصهيونية". أما صديقه سعيد فانتفض لدى سماعه المعلومات، وتجهم قائلاً: "لو كنت أعلم لما دخلته مطلقاً". فانبرى خالد يجادله مبيناً "صعوبة التأكد من صحتها خصوصاً أن اليهود متنفذون ولديهم استثمارات ضخمة مع الكثير من الدول". لا ترى تالا ضيراً من التردد إلى مكان "ذي رأسمال إسرائيلي"، متجهة إلى أنه ليس سوى استثمار يدر الأرباح و"البزنس بزنس". وتشدد منتهى 27 عاماً على "ضرورة توعية الشباب وحمايتهم من الانزلاق في دعم قتلة الأنبياء الذين يعوثون في فلسطين فساداً"، محذرة من "التهاون بمثل هذه المعلومات التي تربط بين مالكي المقهى والحركة الصهيونية". ويثير افتتاح المقهى الذي سبقته حملة إعلانية كبيرة مخاوف أسامة، وهو صاحب مقهى محلي قريب من "ستاربكس"، من "استقطاب زبائن مقهاه حيث بدا متواضعاً أمام فخامة ديكورات ستاربكس". ويدعو أسامة إلى "دعم الاستثمارات المحلية بدلاً من تشجيع الأجنبية للسيطرة على الوضع الاقتصادي المتردي".