يعرف كثير من الاجانب تايوان بطعامها الصيني اللذيذ وبصادراتها من السلع الرخيصة وبأن بها أطول مبنى في العالم وهو برج تايبيه الذي يبلغ ارتفاعه 508 أمتار. لكن قليلين يعرفون أيضا أن تايوان في الواقع هي وجهة لعشاق القهوة حول العالم..فثقافة القهوة الراسخة في الجزيرة منذ قرون تشهد الآن مايشبه الصحوة وبدأت تنتشر من المدن إلى المنتجعات السياحية على طول ساحل الجزيرة وفي الجبال. وترجع ثقافة القهوة في تايوان إلى ماضيها كمستعمرة . فعندما استعمر الهولنديون تايوان خلال الفترة بين عامي 1642 إلى1662 جلبوا معهم حبوب البن وزرعوا أشجاره فيها. وعندما احتلها اليابانيون عان 1895 قدروا أن مناخ الجزيرة شبه الاستوائي مثالي لزراعة البن وأقاموا مزارعه في تلال تايوان ومنها كانوا يعيدون محصول البن كي يباع في اليابان. وشهد عام 1949 وقوع حدث كبير في ثقافة القهوة في تايوان وذلك عندما خسر القوميون الصينيون الحرب الاهلية وفروا إلى تايوان لتشكيل حكومتهم في المنفى. وافتتح روسي أبيض يدعى جورج إلسنر كان قد فر إلى الجزيرة مع القوميين الصينيين مقهى أستوريا في هسيمينتينج في وسط تايبيه وهو نسخة من مقهى أستوريا الذي كان يمتلكه في شنغهاي. وسرعان ما أصبح مقهى أستوريا بأضوائه الخافته وما يقدمه من كعك شهي وقهوته ذات الرائحة الجذابة مقصدا للروس البيض والجنود الامريكيين والكتاب التايوانيين وقد اجمعوا على أنه » المقهى الوحيد الفاخر» في تايوان. وخلال الفترة بين عامي 1950 و 1980 كان ارتياد محال بيع القهوة بمثابة ترف لمعظم التايوانيين. لكن اعتبارا من التسعينات وبفضل القفزة الاقتصادية التي حققتها الجزيرة وافتتاح سلاسل لمحال القهوة في البلاد أصبح تناول القهوة جزءا من الحياة اليومية للمواطنين. ويوجد الان نحو 2000 محل للقهوة في تايبيه نصفها فروع من سلاسل كبرى مثل ستاربكس ودانتي وباريستا و آيس كوفي وإيكاري ومستر بروان. ويتراوح سعر فنجان القهوة بين 35 دولارا تايوانيا (دولار أمريكي واحد) في مقهى دانتي إلى 50 دولارا تايوانيا (1,5 دولار) في مقهى ستاربكس. وطبقا لرابطة القهوة التايوانية فقد تضاعفت واردات تايوان من البن من 7459 طنا عام 2000 إلى 14270 في 2004 فيما لم تتجاوز الزيادة في واردات الشاي ألف طن فقط في الفترة نفسها (إلى 21412 طنا).