اذا اردنا التمييز بين التدخلات في الشؤون اللبنانية فيجب ان نبحث عن الطرف الأفضل للمصلحة اللبنانية. فعلى الصعيد السوري نجد ان سورية وقفت الى جانب لبنان في أصعب الظروف، منذ اشتعال الحرب الأهلية الى مرحلة اتفاق الطائف وتوحيد الجيش وارساء الاستقرار الامني للبلاد. كما انها خسرت آلاف الشهداء في التصدي للغزو الصهيوني. وليس خافياً على أحد ما قدمته سورية من دعم للمقاومة. وكان لسورية مواقف داعمة للبنان على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، وقدمت دائماً هبات لمؤسسات الدولة اللبنانية، نذكر منها الجيش اللبناني والاجهزة الامنية الاخرى، فضلاً عن مساهمتها في حل الازمة الكهربائية اكثر من مرة. أما الجانب الفرنسي فهو يعد منذ عشرات السنين صديقاً للبنان. لكنه كان يتمايز في دعمه للبنان على اساس الاشخاص وعلاقاتهم المتينة بالمسؤولين الفرنسيين. وظل بعيداً من تطلعات مختلف شرائح الشعب اللبناني. وقضى قرار فرنسي بوقف بث قناة "المنار". هذا الامر شكل تساؤلات عدة لدى الشعب اللبناني عن مدى الانصياع الفرنسي للمطالب الاسرائيلية. وهذا الامر جعل فرنسا في الجانب الآخر، أي في محور الدول الضاغطة على لبنان. أما في الجانب الاميركي فهناك محطات سلبية عدة تجاه لبنان، لأن الولاياتالمتحدة كانت شريكة في الغزو الصهيوني للبنان، وشاركت بوارجها الحربية بقصف العاصمة بيروت والجبل، كما انها فرضت حصاراً اقتصادياً غير معلن، وصنفت مقاومته منظمة ارهابية، وعارضت عشرات القرارات الدولية المدينة للاعتداءات الاسرائيلية. كما انها تدعم اسرائيل سنوياً ب13 مليار دولار، وتقدم للجيش الاسرائيلي أفضل الاسلحة المتطورة. في الوقت نفسه نجدها تحرم على الجيش اللبناني ان يمتلك اسلحة متواضعة، حتى انها لا تقدم أي دعم مالي للحكومة اللبنانية. وانها تدعم خيار التوطين للفلسطينيين في لبنان. واحتلت بلداً عربياً شقيقا هو العراق الذي تسلبه ديموقراطيته، وتنتهك حرماته، وتقتل ابناءه. والاهم من ذلك ان اميركا تتفاخر دائماً بدعمها لاسرائيل واصفة اياها بالحليف الأول والأوحد في المنطقة. بينما الجانب الآخر، وهو سورية، نجده يتفاخر ويتمسك بعلاقته بلبنان، ويتمسك بوحدة المسار والمصير. لبنان - عباس المعلم [email protected]