أكدت مصادر قضائية في بلجيكا أن المعتقل المغربي ميمون بلحاج المتابع أمام القضاء في الرباط بتهمة الانتساب إلى تنظيم محظور والتورط في أعمال عنف، على خلفية ترحيله ورفيقه عبدالحي العصعاص من دمشق إثر محاولتهما الالتحاق ب"المقاومة"في العراق عبر التسلل من الحدود السورية، سبق له أن اعتقل في آذار مارس العام الماضي في سياق تحريات حول خلايا إرهابية نائمة. لكن السلطات البلجيكية أفرجت عنه بسبب"عدم كفاية الأدلة". وأفادت أن شقيقه يوسف بلحاج اعتقل في بروكسيل للمرة الثانية مطلع الشهر الجاري في نطاق تحريات حول إمكان ضلوعه في تفجيرات قطارات مدريد في 11 آذار العام الماضي، خصوصاً ان اسمه ورد في افادات رعايا مغاربة اعتقلوا في اسبانيا بالتهمة ذاتها. وذكرت المصادر أن القضاء البلجيكي سيدرس مطلع الأسبوع إمكان ترحيل يوسف بلحاج إلى اسبانيا لمحاكمته في نطاق التعاون الأمني القائم بين البلدان الأوروبية. وأفادت تحريات أمنية أن المعتقل ميمون بلحاج الذي كان يمتهن الخياطة في مدينة الناضور شمال شرقي البلاد قبل ان يغادر الى اسبانياوبلجيكا التي أقام فيها في منطقة مولبيك في بروكسيل، سافر برفقة شقيقيه يوسف ومحمد الى مدريد لزيارة شقيقته المريضة بالسرطان في حي ليغانيس في ضواحي العاصمة الاسبانية، وأقام هناك علاقات مع شخص اسمه عبدالمجيد بوشار الذي وصفه بأنه كان أكثر حماسة لفكرة الجهاد. وأفاد انه اجتمع مرات عدة الى بوشار في حضور شقيقه يوسف عندما زارهما بوشار في بلجيكا لقضاء الأيام العشرة الأواخر من رمضان المبارك لعام 2003 و"اعتكفنا في مسجدي العزيز والخليل في مولبيك وكنا نناقش القضايا الدينية والوضع في العراق واستخلصنا ضرورة الجهاد شرعاً من اجل طرد الغزاة من العراق". كما عرضت افادات ميمون بلحاج الى نقاشات شارك فيها شخص اسمه محمد أفلاح"ألح عليّ كثيراً في مساعدته كي يتمكن من الذهاب الى العراق للجهاد ضد الاميركيين، ووعدته بذلك في حال نجاحي في ربط اتصال باحد الاشخاص المكلفين استقطاب المجاهدين". لكنه عاد الى اسبانيا التي يقيم فيها. وافاد بلحاج ان شقيقه المتابع حالياً من طرف القضاء البلجيكي لم يكن ملتزماً دينياً قبل عام 1999 و"كنت احضه باستمرار على الالتزام والاقلاع عن التدخين وشر الخمر وقد اجبر بعد ذلك ملتزماً". لكنه اوضح في افاداته في محاضر التحقيق انه تدخل من اجل تمكين شقيقه يوسف من وثائق تأشيرة مزيفة بعد انتهاء صلاحية تأشيرته الحقيقية عبر وساطة شخص جزائري. وقال ان شقيقه كان يرغب في مرافقته الى العراق، لكن ذلك لم يحدث. ونفى المعتقل عبدالحي العصعاص المرحّل من دمشق أي علاقة له مع بلحاج مؤكداً انه تعرف على شخصين ينتسبان الى تنظيم"السلفية الجهادية"هما عباس الجزائري وعبدالرحمن المغربي يقيمان في اسبانيا، وكانا يرغبان في الالتحاق بالمقاومة العراقية.