لم تمض 84 ساعة على قمة شرم الشيخ التي توجت باتفاق لوقف النار، حتى وقع اول خرق اسرائيلي للهدنة ردت عليه فصائل المقاومة بقصف مستوطنات. وفيما سارعت تل ابيب الى مطالبة القيادة الفلسطينية بتجريد الفصائل من اسلحتها، اتخذ الرئيس محمود عباس ابو مازن اجراءات صارمة لمنع خرق الهدنة، اذ اصدر تعليمات للاجهزة الامنية بمواجهة كل خرق، كما اقال عددا من قادة اجهزة الامن في قطاع غزة، في حين توجه الى غزة لمحادثات مع المعارضة في مسعى الى تطويق التدهور الامني. راجع ص 4 و5 وبعيدا عن مساعي التهدئة، واصلت اسرائيل مخططاتها لتهويد القدس وبدأت بتسجيل مبان فلسطينية قرب حائط البراق الملاصق للحرم القدسي، في"الطابو"الاسرائيلي تمهيدا لوضعها تحت سيطرة"حارس املاك الغائبين"ومن ثم بيعها لاثرياء يهود بهدف تكريس الاستيلاء عليها، وذلك خلافا لتصريحات المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز الذي اعلن"تجميد"تطبيق قانون"املاك الغائبين"على ممتلكات المقدسيين. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس طالبت اسرائيل بوقف اي خطوات احادية تؤدي الى تغيير الوضع القائم في القدس، خصوصا تطبيق قانون املاك الغائبين. في غضون ذلك، قال مستشار الرئيس لشؤون الامن القومي العميد جبريل الرجوب ل"الحياة"ان"ابو مازن"سيصل الى غزة اليوم لمواصلة حواراته مع المعارضة ول"تطويق"التدهور الامني خلال اليومين الماضيين. وكان فلسطينيان استشهدا برصاص اسرائيلي في رفح ورام الله اول من امس، ما دفع الاجنحة المسلحة لحركة"فتح"و"حماس"ولجان المقاومة الى قصف مستوطنات جنوب القطاع بقذائف وصواريخ. والتأمت مساء امس اللجنة المركزية ل"فتح"في مقر الرئاسة في رام الله برئاسة"ابو مازن"وبحضور رئيس الحكومة، رئيس مجلس الامن القومي احمد قريع. وخرجت اللجنة بقرارات اهمها اعفاء عدد من قادة اجهزة الامن من مسؤولياته، واعلان الاستنفار العام في جميع الاجهزة الامنية واطر حركة"فتح"ل"مواجهة التحديات التي تحاول اعطاء مبررات الى الجانب الاسرائيلي للتنصل من التزاماته في قمة شرم الشيخ والمقامرة بمشروعنا الوطني وتدميره". واضاف البيان الصادر عن الاجتماع:"نفاجأ اليوم بأن بعض الفصائل، خصوصا حماس، يعلن تنصله مما تم الاتفاق عليه قبل قمة شرم الشيخ وما تحقق في تلك القمة". وافادت مصادر فلسطينية ان عباس ابدى غضباً شديداً من"حماس"خلال الاجتماع وقال:"انهم لا يعرفون ماذا يفعلون". وكان الرئيس الفلسطيني اصدر في وقت سابق امس تعليمات مشددة لقوى الامن ب"تحمل مسؤوليتها كاملة في مواجهة اي خروج عن اتفاق التهدئة". واقال المدير العام للامن العام عبد الرازق المجايدة وقائد الامن العام جنوب القطاع اللواء عمر عاشور من منصبيهما. كما اقال مدير الشرطة في قطاع غزة اللواء صائب العاجز، وعين العقيد رشيد ابو شباك خلفا له، وذلك بعد احداث اقتحام مسلحين سجنا في غزة وقتل ثلاثة من المعتقلين على خلفية عملية ثأر. وفي اسرائيل، هونت أوساط عسكرية رفيعة المستوى من خطورة حادث استهداف المستوطنات بالقذائف، واعتبرته"حريقا بسيطاً مقارنة بالحريق الهائل الذي أخمده"أبو مازن". الا ان وزير المال بنيامين نتانياهو وجه تحذيراً الى عباس بأن"فترة السماح الممنوحة له آخذة في النفاد"وان عليه التحرك"بسرعة وبقوة ضد المنظمات الارهابية وإذا لم يقم بذلك فستقوم اسرائيل بالمهمة".