أعلن وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك أمس، استعداد الجيش الألماني لتوسيع مهماته في شمال أفغانستان. وأشار على هامش الاجتماع غير الرسمي الذي عقده وزراء الدفاع في حلف شمال الاطلسي ناتو في مدينة نيس الفرنسية، إلى إمكان حلول قوة ألمانية تسحب من كابول بديلاً من أخرى بريطانية صغيرة تنتهي مهمتها في أفغانستان بعد ستة أشهر. ويعني ذلك أن ألمانيا لن ترسل المزيد من جنودها إلى أفغانستان، علماً أن عددهم الحالي يناهز ال2250 عسكرياً يتواجدون في شكل رئيس في ولايتي قندوز وفواز آباد، حيث يتولون مهمة حماية فرق إعادة الإعمار. كما يعمل 450 جندياً منهم في الشمال ضمن قوات"إيساف"التابعة لحلف الأطلسي. وأيضاً، لمح شتروك إلى إمكان حصول تسوية مع الولاياتالمتحدة في شأن حدوث تنسيق بين القوات الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان"إيساف"والقوات الأميركية العاملة على مكافحة الإرهاب"أندورينغ فريدوم"، علماً أن برلين كانت رفضت بشدة أي عملية دمج عسكرية مع القوات الأميركية بسبب تضارب مهمات الأخيرة مع تلك الخاصة بقواتها. وأوضح شتروك أن اقتراح التسوية يتمثل في الموافقة على استخدام الوسائل اللوجستية بصورة مشتركة، والقبول بقيادة موحدة على المدى المتوسط يرجح أن يتولاها القائد الأعلى لحلف الأطلسي الناتو الجنرال جيمس جونز،"شرط بقاء المهمتين مفصولتين سياسياً". وفي السياق ذاته، صرح الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفير بأن الناتو جمع"الامكانات الضرورية"التي تسمح له بتوسيع انتشاره غرب أفغانستان. تودد أميركي للأطلسي على صعيد آخر، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كولندوليزا رايس أن العلاقات عبر الاطلسي عادت إلى مسارها المرتبط ب"القيم التاريخية المشتركة"، بعد نحو عامين من الخلافات بسبب الحرب على العراق. وقالت في أعقاب لقائها كبار مسؤولي الاتحاد الاوروبي:"الأوقات مختلفة بعدما توصلنا إلى أجندة مشتركة في شأن العراق". ويتوقع أن يكرر الرئيس الأميركي جورج بوش الرسالة ذاتها لدى زيارته مقري الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في 22 الجاري. من جهته، أعلن رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لا يمكنهما معالجة مجموعة القضايا الدولية بمفردهما،"لكن من الضروري أن نعمل معاً".