يبذل وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي اليوم في لوكسمبورغ محاولة أخيرة لحل مشكلة اعتراض النمسا على عضوية أنقره الكاملة واصرارها على منحها عضوية من الدرجة الثانية. وذلك عشية انطلاق محادثات الانضمام المقررة غداً. فيما تظاهر آلاف الاكراد في بروكسيل مطالبين بالاعتراف باقليم كردستان وادخاله في المحادثات وباطلاق زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المسجون في تركيا. وغطت الاعتراضات التي أبدتها دول أوروبية عدة على أهمية الأبعاد التاريخية لمحادثات الانضمام التي تنتظرها تركيا منذ فترة طويلة. فيما أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس في أنقره ان ثلاثة أرباع الاتراك لا يثقون في الاتحاد الأوروبي. وأن غالبية الاتراك تعتقد بان تحفظات الأوروبيين حيال عضوية بلادهم تستند الى موقف ثقافي مناهض للهوية الاسلامية لبلادهم. وتحظى تركيا بدعم مطلق داخل الاتحاد من جانب بريطانيا وايطاليا وخارجه من جانب الولاياتالمتحده لأسباب سياسية وأمنية. وحذر مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا من"مخاطر انعدام توافر مرفأ لتركيا في عالم اليوم". ودعا الأوروبيين الى النظر في الأمد البعيد"بعد 25 عاماً وان نتذكر آنذاك باننا كنا قلنا لا لعضوية تركيا في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط وضعاً كارثياً جراء أزمة كبيرة في مجال الطاقة". وتدعو النمسا شركاءها في الاتحاد الى التفاوض مع تركيا حول صفة"الشريك المميز بدلاًً من العضوية الكاملة". ورأى المستشار وولفغانغ شوسيل في نهاية الأسبوع بان بلاده تعرض بديل الشريك المميز وترفض آفاق العضوية مسايرة موقف الرأي العام. مشدداً على"ضرورة فهم مخاوف الرأي العام في شأن قدرة الاتحاد الأوروبي على استيعاب أعضاء جدد". ويعكس موقف حكومة المحافظين في النمسا شعور أوساط واسعة لدى شعوب الاتحاد خصوصاً في البلدان التي تعاني توتراً اجتماعياً بفعل ارتفاع معدلات البطالة. وتدعو اوساط الديموقراطية المسيحية في البرلمان الأوروبي الى"ان يكون مسار المفاوضات مفتوحة من دون نهاية ومن دون تحديد هدف العضوية الكاملة". وقد يتعزز الموقف في ضوء نتائج الانتخابات العامة في المانيا واحتمال تولي المحافظة انجيلا ميركل المستشارية في برلين. وبرز الموقف المناهض للتوسيع في استفتاء كل من فرنسا وهولندا حول الدستور الأوروبي. وكان الاتحاد الأوروبي ضم ثمانية بلدان من اوروبا الشرقية مع جزيرتي قبرص ومالطا في ايار مايو 2004. وتجمع الدراسات على ان عملية التوسيع الأخيرة تمت في ظل مشاعر قلق الأوساط الشعبية التي تخاف من تنافسية العمالة الرخيصة الوافدة من وسط وشرق اوروبا. وتخوض النمسا بدورها هذه الأيام حملة الانتخابات البلدية التي تكاد تتحول الى استفتاء حول عضوية تركيا. وتحمل بعض جدران العاصمة فيينا معلقات تعارض عضوية تركيا"من أجل الا تتحول فيينا الى اسطنبول"في قلب القارة الأوروبية وتضغط بريطانيا، الرئيسة الحالية للاتحاد، من أجل اطلاق مفاوضات العضوية مع تركيا في الثالث من الشهر الجاري، وفق مقررات القمة الأوروبية في كانون الاول ديسمبر 2004. وواجهت صعوبات كبيرة من جانب اليونان وقبرص لأن أنقره لا تعترف بعد بحكومة نيقوسيا وكذلك من جانب فرنسا التي تشهد جدلاً داخلياً بخاصة في صفوف حزب الرئيس جاك شيراك، حول عضوية تركيا. الى ذلك. نظم"اتحاد الجمعيات الكردستانية في أوروبا"مسيرة في بروكسيل شارك فيها نحو أربعة آلاف شخص بالاعتراف باقليم كردستان وادخاله في المحادثات وباطلاق زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المسجون في تركيا. وذكرت الشرطة ان المنظمين كانوا يأملون في مشاركة نحو 15 ألفاً في المسيرة. الا ان الكثير من الحافلات التي تقل المشاركين تعطلت بسبب الطقس السيئ.