بلغت الانتقادات التي تلقاها مهرجان الأغنية الأردنية الرابع أوجها أخيراً، بعد أن التقى وفد من نقابة الفنانين الأردنيين مع وزيرة الثقافة أسمى خضر، ليبلغها اعتراض النقابة على أسلوب المهرجان في دورته الأخيرة. واعتبر الوفد أن المهرجان"لم يبلور الأغنية الأردنية في الشكل اللائق". ويبدو أن سبب الاعتراض الرئيس هو السبب نفسه الذي أعلنه عدد من الفنانين الأردنيين العام الماضي خلال الدورة الثالثة، وهو إلغاء شرط تقديم المشارك أغنية أردنية، كلمة ولحناً. وكانت الدورتان الأولى والثانية للمهرجان أجبرتا المشتركين على تقديم أغنيات أردنية، لشعراء وملحنين أردنيين يمنحون جوائز أفضل لحن وأفضل كلمة. جاء اللقاء الذي لم يخرج بنتائج حاسمة حول آلية عمل المهرجان في دورته المقبلة، بعد أيام من إصدار عدد من الفنانين الأردنيين بياناً ينتقدون فيه المهرجان. وهذه ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها المهرجان انتقادات واسعة، إذ شهد في دورته الثانية مشاركة الفنانة ديانا كرزون وحلولها في مرتبة متأخرة فيه، لكنها في وقت لاحق من العام نفسه، نالت لقب"سوبر ستار العرب"ضمن برنامج المواهب الذي عرضه"تلفزيون المستقبل". لكن الانتقاد الذي وجه إلى المهرجان حول"استبعاد"الأغنية الأردنية، شهد مساندة من أعضاء لجنة التحكيم في الدورة الأخيرة من المهرجان: أحمد قعبور لبنان وأمين خياط سورية وحسين الأعظمي العراق والفنان الأردني عمر العبداللات وضيفة الشرف لطيفة التونسية. واعتبروا هذه الخطوة أمراً إيجابياً ودافعاً للأغنية الأردنية التي تنتمي أصلاً إلى حديقة الفن العربي. مهرجان الأغنية التراثية وغير بعيد من عالم المهرجانات الذي تغص به المملكة معظم أيام السنة، بدأت التحضيرات لمهرجان الأغنية التراثية الثالث نهاية شهر شباط فبراير المقبل. وعلى رغم أن هذا المهرجان يضم فنانين تعرفهم الساحة الفنية المحلية عن كثب، فإنه نادرا ما يحظى باهتمام إعلامي. فناهيك بموعد إقامته غير المناسب في نهاية فصل الشتاء، لا يضم عادة المهرجان شيئاً جديداً على صعيد الأغنية التراثية الأردنية، وإنما يكتفي بإعادتها في توزيع جديد للفنان هيثم سكرية، قائد الفرقة الموسيقية الوطنية الأردنية التابعة إلى نقابة الفنانين. وتحل الفائزة بالمرتبة الأولى في مهرجان الأغنية الأردنية الأخير غادة عباسي ضيفة على المهرجان. على كل، لا تبدو الأغنية التراثية الأردنية في مأزق كبير، فهي لم تكن يوماً في موقع أفضل، على رغم أنها دائماً تجد فنانين محليين يتبنونها، وإن كان عدد القادرين منهم على نقلها إلى خارج حدود المملكة، قليلاً. غير أن الموسيقي طارق الناصر، مؤسس فرقة رم الموسيقية، يحضر حالياً لتقديم ألبوم تراثي أردني بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى وعدد من الفرق المحلية الشعبية، تحت عنوان"مقتطفات من التراث الأردني". على أن الناصر لن يتدخل كثيراً في العمل كموسيقي وموزع، بل كجامع لهذا التراث. وسيكتفي بتقديم عمل فني واحد من توزيعه، يحمل عنوان"لوحي بطرف المنديل"للموسيقي الأردني المخضرم توفيق النمري. التوزيع الذي سيقدمه الناصر قريباً في الألبوم التراثي ليس جديداً، فهو كان قدمه أكثر من مرة: في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب عندما قدم الصيف الماضي حفلتين موسيقيتين في المدينة، وفي جولته الموسيقية الأوروبية التي عاد منها وفرقته قبل أسابيع قليلة، حاصداً نجاحاً قلّما حصّله موسيقي أردني غيره خارج حدود المملكة.