ان تجولت في أرجائها تشعر أنك تتسوق في مركز تجاري، حيث أحدث صرعات الموضة، وقصات الشعر الغريبة. وعلى رنين الهواتف النقالة التي يتبارى الطلاب الجامعيون في اقتنائها،"تتبختر"الطالبات كعارضات أزياء متباهيات بأنفسهن، بينما يخوض الطلاب سباقاً على لقب ملك جمال الكلية. هذا مشهد من مشاهد الجامعات السورية. لكن هذا المشهد يزعج الأجيال السابقة فيقولون:"ماذا حلّ بالدنيا... جيل والعياذ بالله". أما جيل اليوم فيرد بالقول:"زمان أول تحوّل... هذه هي الموضة". يعتقد أشرف طالب في كلية الإعلام ان مجاراة الموضة في أنواعها المختلفة، والانفتاح على مسالك غريبة مستوردة لا يستحقان كل هذه المعارضة:"جيلنا اليوم منفتح على الانترنت وثورة الاتصالات وبالتالي هو مطّلع على كل جديد حتى في الأزياء والموضة العالمية". ويضيف:"من حقنا أن نعيش حياتنا طولاً وعرضاً كما عاشها سوانا، لكننا سنعيشها على طريقتنا وكما يحلو لنا". وتوضح رونزا:"أرتدي ما يناسبني ويريحني ويجعلني جميلة ضمن الأدب والحشمة". وتستطرد:"الفتيات اللواتي يبالغن في ارتداء"الممزّق"والضيّق والشفّاف يهدفن الى الإيقاع بعريس"مليان"يستطيع إغراقهن بالأموال اللازمة ليحافظن على أناقتهن". ويقول عبدالفتاح طالب في كلية الحقوق، جامعة حلب:"يفتعل الطلاب الجامعيون تصرفات تميزهم عن سواهم مثل اختراع لغة جديدة متداولة بينهم تكون مفرداتها شبابية، ولكن ما أستغربه هو تبادل الشكل الخارجي بين الفتاة والشاب، فترى الفتاة بشعر قصير وحذاء رياضي وطريقة"رجالية"في الجلوس في الحرم الجامعي، بينما ترى الشاب بشعر طويل وفي اذنيه حلق وكلامه ناعم وفي فمه علكة!". وعلى رغم انه يفرض على الطلبة في الجامعات السورية ارتداء زي جامعي هو عبارة عن بدلة رسمية ذات لون أزرق داكن، لكن الطلبة يخرقون قاعدة اللباس الجامعي ويلجأون الى الأزياء الضيقة والكاشفة. وتعزو الطالبة في"كلية رياض الأطفال"وفاء مشاتي السبب الرئيس في سلوكيات الطلاب داخل الحرم الجامعي الى غياب رقابة الأسر على أبنائها، خصوصاً في مرحلة حرجة كالجامعة،"فالأسرة في واد والطالب في واد آخر". وتضيف:"إن عدم مراقبة الأم لابنتها عند خروجها من المنزل وعدم مشاهدة طريقة لباسها يدفعان الابنة الى ارتداء ما يحلو لها فتتفنن في لبس الضيق والقصير وحتى المفتوح". "الأزياء الضيقة والقصيرة والمغرية بكل المقاييس والتي تكشف أكثر مما تستر، توقع الضحايا من الذكور في فخ عدم التركيز على الهدف الذي جاؤوا لأجله الى الجامعة، فينجم عن ذلك نتائج لا تحمد عقباها"، هذا رأي ريم العلوش الطالبة في كلية الآداب - قسم اللغة العربية. وتضيف:"علينا إقامة مسابقة تكون جوائزها ثمينة وتهدف الى إغراء الطالبات بالتخلي عن الملابس الخليعة وارتداء زي جامعي محتشم كما حصل أخيراً في جامعات بانكوك".