عقدت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان أمس مؤتمراً صحافياً في مقرها في بيروت، للاعلان عن اطلاق"الايام الاوروبية - المتوسطية"في 21 و28 و29 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، والتي تنظم على هامش مؤتمر برشلونة لمناسبة العيد العاشر للشراكة الاوروبية - المتوسطية. وتنظم النشاطات خلال تلك الايام بالتعاون مع جامعة الحكمة ومركز تحليل النزاعات وطرق حلها، وهي تتضمن ندوات وحلقات نقاش للتوصل الى خطة عمل تضع لبنان على طريق الشراكة الفعلية. وحضر المؤتمر كل من سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان باتريك رينو، والسفير البريطاني جايمس واط، والاستاذ في جامعة الحكمة سليم الصايغ. واعتبر رينو في كلمته ان"لا طاولة حوار فتحت حتى الآن لجميع دول محيط المتوسط للتبادل والمواجهة والمصالحة كما يحدث اليوم. فحتى الآن لم تعرض شراكة على دول المتوسط بهذه الشمولية والاهمية، لجهة الامكانات. فقد خصص مبلغ 10 بلايين يورو منذ العام 1995 لبرنامج ميدا، 8 بلايين و787 مليوناً منها صرفت على شكل هبات". وسأل رينو"أين نحن بعد عشر سنوات؟ هذا هو الموضوع العام الذي سيطرح في الايام الاوروبية - المتوسطية في برشلونة، وعلى مستوى أكثر تواضعاً في بيروت". وأضاف رينو"لطالما اعتبرت الشراكة مساعدة تقنية وانسانية وليست سياسية. وتستند سياسة الجوار الى مبدأ التعاون الضيق والسريع مع الدول التي ترغب في ارساء اصلاحات حقيقية. وعرضت دول مثل تونس والجزائر والمغرب والاراضي الفلسطينية واسرائيل والاردن خطة عمل للبعثة، وهي الخطوة الاولى في مسار السياسة الاوروبية لدول الجوار". وذكر رينو انه منذ البداية ارادت البعثة الاوروبية اشراك المجتمع المدني في لبنان في العملية الطويلة المدى، وذلك بهدف مزدوج: أولاً تمكين المجتمع المدني من متابعة سياسة الجوار عن كثب، وتشجيع حوار بين المجتمع المدني والسياسيين". وتناول السفير البريطاني الكلام فقال:"مرور عشر سنوات فرصة مناسبة للتوقف وتقويم التغيرات التي طرأت على العالم وعلى هذا الجزء منه بالتحديد، كما انها فرصة للتوقف عند التغييرات التي طرأت على الاتحاد الاوروبي، لا سيما في ما يتعلق بتوسعه". واعتبر واط أن انضمام دول جديدة الى الاتحاد وسع حدوده حتى حدود دول المتوسط التي تربطه بها علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية قديمة. وقال:"انها فرصة سانحة للتوصل الى نتائج مفيدة للجانبين الاوروبي والمتوسطي اقتصادياً وثقافياً، كما لجهة الامن والاستقرار". وشدد واط على مسألة الهجرة الى اوروبا التي تستقبل سنوياً عدداً كبيراً من المهاجرين، وقال:"نرغب في الاستمرار في استقبال المهاجرين في شكل منتظم، وهذا محور اهتمام عدد من الدول، ويجب أن يتم ذلك في اطار الاحترام الكامل لحقوق الانسان". أما الصايغ فذكر بدور المجتمع المدني في وضع خطة العمل التي من شأنها أن تشكل انطلاقة الشراكة بين الاتحاد الاوروبي ولبنان. وقال:"لقد رفعنا التحدي بجمع أكبر عدد ممكن من ممثلي المجتمع المدني مراعين معايير الاستقلالية والتوازن والفعالية في الاداء. ما سمح لنا بالتوصل الى صيغة أولية لنص وثيقة نال الاجماع". واعتبر الصايغ ان ابرز التحديات هو التحدي السياسي، لأن المجتمع اللبناني اليوم يحاول ابرام عقد اجتماعي جديد، وهو ما يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة الى بلد كلبنان بدأ في العام 2005 مرحلة جديدة من تاريخه، وصار بامكانه الاقدام على خطوات لم تكن ممكنة في الاعوام السابقة.