ارتبط اسم المخرج مجدي أبو عميرة بعدد غير قليل من الأعمال الدرامية التلفزيونية المميزة، إذ قدم"التوأم"و"الضوء الشارد"و"أين قلبي"و"ملك روحي"و"الحقيقة والسراب"و"الرجل الآخر"، ويعمل حالياً على الانتهاء من مسلسل"امرأة عادية"مع الفنانة يسرا ليُعرض خلال شهر رمضان المقبل. وعن المسلسل واختياره ابطالاً معينين وكيفية قبوله أو رفضه للنصوص التي تقدم له، كان لنا مع المخرج أبو عميرة هذا الحوار: تعمل حالياً في مسلسل"امرأة عادية"من إنتاج"العدل غروب"وبطولة الفنانة يسرا، فهل ترى أن كل مخرج لا بد من أن يتخصص في العمل مع أبطال معينين وشركة إنتاج واحدة، خصوصاً أنها المرة الثالثة التي تعمل مع المجموعة نفسها بعد"أين قلبي"وپ"ملك روحي"؟ - الموضوع ليس هكذا دائماً، ففي العام الماضي لم أعمل مع يسرا وقدمت مسلسل"محمود المصري"مع النجم محمود عبدالعزيز، لكن بعد الانتهاء منه وجدت"العدل غروب"يتفقون معي لإخراج مسلسل يسرا التالي أياً كان، وأمضينا ثلاثة أشهر كاملة في التحضير وكان شرطي الوحيد أن يكون النص جديداً ولا يشبه المسلسلات التي قدمتها يسرا من قبل والتي تظهر فيها في شخصية السيدة الجميلة التي لا تخطئ، هذا مرفوض بالنسبة الي لأننا سبق وقدمنا مثل هذه الأعمال. ولهذا أقول إن يسرا ستكون جديدة في"امرأة عادية"وهي تلعب شخصية سيدة تحلم بأن تكون امرأة عادية لكنها لا تستطيع. ويناقش المسلسل قضية معينة من خلال شريحة محددة من الناس لم تتناولها الدراما التلفزيونية من قبل. وفي المسلسل عدد كبير من النجوم منهم: أحمد ماهر وعايدة رياض وخالد زكي وعبدالرحمن أبو زهرة وسعاد نصر، والموسيقى التصويرية للفنان عمار الشريعي. وكتب كلمات اغنيتي المقدمة والنهاية الدكتور مدحت العدل وهي المرة الأولى التي يكتب لدراما تلفزيونية. أما الجديد في المسلسل فهو أن يسرا تغني وترقص فيه وللمرة المرة الأولى في التلفزيون. عُرف عنك اختيارك لنجوم السينما للعمل معك في مسلسلات تلفزيونية، ما رأيك في انتقال نجوم السينما للعمل في التلفزيون؟ - هذا موجود منذ فترة ليست بالقصيرة، فقدمت مسلسل"التوأم"من بطولة ليلى علوي العام 1996، وپ"الرجل الآخر"مع نور الشريف وميرفت أمين. وعندما يتوافر نص جيد ومخرج جيد ونجم محبوب يصبح العمل في النهاية جيداً، كذلك هناك نقطة مهمة يجب ألا نغفلها وهي مسألة التسويق والعرض والطلب، لأن النجم هو الذي يسهّل عملية تسويق العمل وجلب الإعلانات. عُرف عنك اهتمامك بتقديم وجوه جديدة في كل عمل من أعمالك، من ستقدم لنا في"امرأة عادية"؟ - قدمت حنان ترك في مسلسل"المال والبنون"وحلا شيحا وأحمد زاهر في"الرجل الآخر"، وسمية الخشاب في"الضوء الشارد"، ومنة شلبي ومي عبدالعزيز في"أين قلبي"، وأحمد عز في"ملك روحي"، ويضم مسلسل"امرأة عادية"عدداً من الوجوه الجديدة، وفيه نجم يصعد بسرعة وهو وجه معروف لأنه اجتاز في المجال السينمائي خطوات واسعة، هو النجم خالد صالح. وكما تنبأت لمنى زكي في"الضوء الشارد"بأنها ستكون نجمة السنوات المقبلة، فإن صالح هو نجم المرحلة المقبلة من دون منازع، وقد عمل معي من قبل في مسلسل"محمود المصري"، لكنني اقدمه في"امرأة عادية"في بطولة مطلقة أمام يسرا، في دور مكتوب في شكل جيد وجديد، وأؤكد أنه سيؤثر في الناس تماماً، لأن التلفزيون له سحره وله جمهوره، بمعنى أن من شاهدوا صالح في السينما مهما كان عددهم، لن يفوق عدد مشاهدي التلفزيون، لأن التلفزيون أوسع انتشاراً. كيف تختار أبطال أعمالك؟ - أنا مؤمن بأن"الدور ينادي صاحبه"، بمعنى عندما قرأت"الضوء الشارد"عرفت أن ممدوح عبدالعليم سيكون رائعاً في دور رفيع بيه على رغم معارضة الكثيرين لهذا الاختيار، واخترت محمود رياض لأداء دور شقيقه محمد رياض على رغم أن الدور قصير وهو نجم كبير. وتصوّر بعض أصدقائي من المؤلفين الكبار ان"الحقيقة والسراب"سيكون مقبرتي، لأنني اخترت فيفي عبده لدور ثريا أبو الفضل. كثيرون غضبوا مني، لكنني رأيت فيها الشخصية المناسبة وبذلت معها مجهوداً، وهي قدمت الدور بتلقائية وعفوية ونجح الدور والمسلسل. ما رأيك في شركات الانتاج الكبرى التي بدأت في الانتاج التلفزيوني والتنافس في ما بينها لدرجة أن بعضها يشتري البعض ويصنع كيانات انتاجية كبرى تحتكر الفنانين والانتاج، وهل سيؤثر هذا سلباً أم ايجاباً في المسلسل المصري؟ - أنا ضد الكم، لا بد من أن يكون المسلسل المصري عزيزاً حتى يحتفظ بمكانته، بمعنى أنه يمكننا أن ننتج عشرة مسلسلات سنوياً فقط على أن يكون مستواها جيداً جداً، وهذا افضل من ان ننتج 50 مسلسلاً عشرة منها جيداً جداً والبقية سيئة، لأن الفضائيات والفضاءات المفتوحة أوجدت منافسة قوية جداً والمسلسل السيئ يسيئ للإنتاج المصري ككل. وأرى أنه على رغم الكيانات الانتاجية الضخمة، لا بد من غربلة الانتاج لأنني اخشى أن يتحول التلفزيون المصري الى ما يشبه سينما المقاولات. من الملاحظ أن معظم الأعمال الدرامية التي تقدم في فترة محددة تتشابه، وكأن هناك اتفاقاً بين كتّاب السيناريو والمخرجين والمنتجين؟ - هذا سوء تخطيط، لا بدّ من أن تكون هناك جهة أو لجنة واحدة لتقويم أعمال الانتاج الدرامي، وهي التي تحدد ما ينتج وما لا ينتج من البداية بناء على النص المقدم، لكن ما يحدث حالياً هو"لخبطة"والكل ينتج ما يحلو له! مدينة الانتاج الاعلامي لها لجنة أو إدارة وكذلك التلفزيون وشركة صوت القاهرة والكيانات الانتاجية الاخرى. لا يوجد تخطيط وهذا نتاج أن إذاعة الاعمال في مصر لم تعد تهم في وجود الفضائيات التي تحقق الربح! هذا اضافة الى أن هناك أزمة حقيقية في كتاب السيناريو الجيدين.