أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    الطائرة الإغاثية ال20 تغادر الرياض ضمن الجسر الجوي السعودي لمساعدة الشعب اللبناني    سعود بن جلوي يشرف زواج النفيعي والماجد    "منشآت" و "كاوست" يوقعان مذكرة تفاهم لدعم وتمكين رواد الأعمال    شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    «الإحصاء»: ارتفاع عدد ركاب السكك الحديدية 33% والنقل العام 176%    السعودية بصدد إطلاق مبادرة للذكاء الاصطناعي ب 100 مليار دولار    أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة على عدد من المناطق    هاريس تلقي خطاب هزيمتها وتحض على قبول النتائج    الذهب يقترب من أدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع    إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة اليامون    العام الثقافي السعودي الصيني 2025    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    الإعلام السعودي.. أدوار متقدمة    المريد ماذا يريد؟    ترمب.. ولاية ثانية مختلفة    «البيئة» تحذّر من بيع مخططات على الأراضي الزراعية    الاتحاد يصطدم بالعروبة.. والشباب يتحدى الخلود    هل يظهر سعود للمرة الثالثة في «الدوري الأوروبي» ؟    الإصابات تضرب مفاصل «الفرسان» قبل مواجهة ضمك    البنوك المركزية بين الاستقلالية والتدخل الحكومي    234.92 مليار ريال قيمة ترسية المشاريع    القبض على مخالفين ومقيم روجوا 8.6 كيلو كوكايين في جدة    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    «بنان».. سفير ثقافي لحِرف الأجداد    السينما السعودية.. شغف الماضي وأفق المستقبل    اللسان العربي في خطر    ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    الجلوس المطوّل.. خطر جديد على صحة جيل الألفية    القابلة الأجنبية في برامج الواقع العربية    سيادة القانون ركيزة أساسية لازدهار الدول    درّاجات إسعافية تُنقذ حياة سبعيني    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    الإصابة تغيب نيمار شهرين    التعاون يتغلب على ألتين أسير    العين الإماراتي يقيل كريسبو    الدراما والواقع    يتحدث بطلاقة    «الجناح السعودي في اليونسكو» يتيح للعالم فرصة التعرف على ثقافة الإبل    ليل عروس الشمال    التعاطي مع الواقع    «متمم» يناقش التحوُّط المالي في المنشآت التجارية    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    وزير الحرس يحضر عرضًا عسكريًا لأنظمة وأسلحة وزارة الدفاع الكورية    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    محافظ الطائف يعقد اجتماع مجلس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم    أمير تبوك يستقبل القنصل الإندونيسي    تطوير الشرقية تشارك في المنتدى الحضري العالمي    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    دشنها رئيس هيئة الترفيه في الرياض.. استديوهات جديدة لتعزيز صناعة الإنتاج السينمائي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اتخذ اجراءات امنية اضافية بعد التهديدات الاسرائيلية ... ودعا الى "برنامج شامل" لمعالجة مشكلة العملاء يتضمن "التصفية". خالد مشعل ل"الحياة": معركتنا مفتوحة داخل فلسطين و"حماس" عند وعدها بالرد على الاغتيالات
نشر في الحياة يوم 22 - 04 - 2004

أكد رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الدكتور خالد مشعل ان "معركتنا مفتوحة داخل فلسطين" العام 1948. وحذر من ان امعان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في جرائمه ووقاحة" ادارة الرئيس جورج بوش "سيوسعان دائرة المبادرات في الساحتين العربية والاسلامية كنوع من الدفاع عن الذات"، لافتا الى عدم "وجود تنظيمي" للحركة في العراق، بل هناك "انصار ومحبون لنا".
واعتبر ان الحركة "تزداد قوة على رغم النزيف المتواصل في القيادات والكوادر" وان "عدد المنتسبين اليها ازداد اخيراً"، مؤكداً انه يأخذ "على محمل الجد" التهديدات الاسرائيلية باستهدافه بعد اغتيال مؤسس "حماس" الشيخ أحمد ياسين، مما أدى عمليا الى "اتخاذ اجراءات امنية اضافية" والابقاء على اسم خليفة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي في قيادة الحركة في غزة "سراً مع حرصناعلى ان تعيش الحركة فوق الارض". ودعا الى "برنامج وطني يعالج مشكلة العملاء المستشري خطرهم" في الاراضي المحتلة يتضمن عناصر كثيرة بينها "تصفية" العملاء، لكنه اكد عدم وجود "أي قلق" على الوحدة الوطنية بسبب "وعي الشعب الفلسطيني".
وكان مشعل يتحدث الى "الحياة" في مخيم اليرموك قرب دمشق حيث مر لفترة قصيرة للمشاركة في مجلس عزاء اقامته "حماس" في مخيم للاجئين تأسس بعد نكبة العام 1948، وشاركت فيه شخصيات شعبية و"جبهوية". وهنا نص الحديث:
تعرضت "حماس" في الفترة الاخيرة لضربتين موجعتين: اغتيال مؤسسها الشيخ ياسين وقائدها في غزة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي، هل هذا سيضعف الحركة؟
- لن يضعف الحركة باذن الله. لدينا ثقة بانفسنا، اما الحركة فهي تستعصي على الاجتثاث ولا تضعف في ظل المواجهة. وفي تاريخ شعبنا الفلسطيني لم يكن الضعف منبعه من المواجهة او من استشهاد القادة او الكوادر وانما من الانحرافات عن المسار السياسي ودخول بعض الاطراف ساحة الابتزاز والمساومات، بالتالي اضاعة الجهود في مسارات خاطئة.
لا شك ان رحيل شيخنا المؤسس الشيخ احمد ياسين وقائد وفذ بحجم الدكتور الرنتيسي هما خسارة كبيرة في المعنى المادي. لكن الحركة كونها حركة مؤسسية هي قادرة على التعويض وقادرة على ترتيب امورها الداخلية وامتصاص واحتواء اقصى الضربات الخارجية ان شاء الله. كما ان دماء الشهداء عادة ما يكون لها مفهوم ايجابي كبير على حركات المقاومة وخاصة اذا كانت هذه الدماء دماء قادة عظام بحجم الشيخ ياسين والرنتيسي.
بعد اغتيال الشيخ ياسين وعدت "حماس" برد موجع، لكن هذا لم يحصل الى الآن. هناك من يعتقد بأن هذا بسبب ضعف الحركة. ما رأيك؟
- لا. الحركة وعدت قبل ذلك واوفت وعدها. بحسب سجل "حماس" فانها عند وعدها وعند التزاماتها، علما ان المقاومة لدينا لا تتحرك بعقلية ثأرية بل تتحرك وفق برنامج قائم على الدفاع عن شعبنا ومواجهة الاحتلال. وحين يصعد الاحتلال عدوانه تصعد المقاومة عملياتها. هذا هو القانون الطبيعي. وان تتأخر العمليات او لا تتأخر هذا عائد الى الظرف الميداني. وكل الناس يدركون صعوبة الظرف الميداني، بالتالي هذا الشيء طبيعي. وهذه ليست اول حالة تحصل. في حالة الشهيد يحيى عياش العام 1996 تأخر الرد 50 يوماً، لكن الرد جاء قويا كما يعلم الجميع.
لا خوف على المقاومة في فلسطين، ولا خوف على حركة "حماس" وعلى المجاهدين على ارض فلسطين. هم قادرون على الصمود وهم اختاروا خيار الصمود على رغم فارق الامكانات بينهم وبين عدوهم. من يمارس لعبة الانتظار عليه ان يسأل نفسه ما هو دوره، وماذا قدم لهذه القضية التي هي قضية ليست بحجم فلسطين والشعب الفلسطيني لكن بحجم الامة.
بعد اغتيال الرنتيسي، قال اسرائيلون ان الهدف الثاني هو خالد مشعل. هل انت خائف من هذه التهديدات؟ هل اتخذتم اجراءات امنية اضافية بعد هذه التهديدات ؟
- هذا ليس جديدا. كنت هدفا في الماضي، بل جرت ضدي محاولة اغتيال فاشلة ولله الحمد العام 1997. وظللت في مرمى الهدف الصهيوني منذ ذلك الوقت. اذن، هذا ليس جديدا ونحن ندرك جدية التهديد الصهيوني ضدي وضد قيادات من "حماس" ومن فصائل المقاومة في الداخل والخارج. وهذا جزء من الطبيعة الارهابية الاجرامية الصهيونية.
هل هذا يخيفك؟
- هذا لا يخيفنا.
اتخذت اجراءات امنية اضافية؟
- بالتأكيد نحن نأخذ بكل اجراءات الوقاية والتحرس والاحتياطات اللازمة. نحن نأخذ الامور على محمل الجد. ليس هناك ادنى درجة من درجات التهاون، لكن مع اخذنا لهذه الاجراءات نحن مطمئنون ولدينا القدر الكبير - بفضل الله - من الثقة بالنفس والطمأنينة والشجاعة لاننا نعرف ان الآجال بيد الله وان الذي ينهي الاجل هو ربنا تعالى وليس شارون.
قلت ان اسم خليفة الرنتيسي في غزة سيكون سراً، لكن قيل انه الدكتور محمود الزهار؟
- يتكهن الاخرون كيفما يريدون. من الضروري ان يبحث الناس وان يتكهنوا، لكن نحن في "حماس" وفي ظل قراءتنا لحجم المعركة ولمراميها اخترنا ان نأخذ بجملة من الاحترازات ومن الاجتهادات المتعددة منها طريقة التعاون مع القيادة الجديدة للحركة في قطاع غزة. الحركة في يوم استشهاد الدكتور الرنتيسي رحمه الله اختارت قائداً لها في غزة، لكنها آثرت ان لا تعلن اسمه لاعتبارات وجدت المصلحة فيها في هذه المرحلة.
هل هو من الشخصيات العامة المعروفة ام انه شخص كان يعيش في الظل؟
- هذا اأمر لا مجال للحديث عنه. كما قلت فليتكهن من يتكهن. انما الحركة لديها قائد والجميع مجمعون عليه والأمور مرتبة عندنا ترتيبا كاملا بفضل الله. ولا يعنينا ان يبحث الناس من هو هذا الشخص. للحركة عدد كبير من الرموز المعلنين والمعروفين لابناء شعبنا. نحن حركة لا تعيش تحت الارض تعيش فوق الارض وبين ابناء شعبنا في كل شؤون حياتهم.
بعد اغتيال المؤسس قلت ان "المعركة داخل فلسطين"، لكن اسامة بن لادن هدد بالانتقام والثأر للشيخ احمد ياسين، كما ان مقتدى الصدر تحدث عن احمد ياسين وظهرت صوره ورايات "حماس" في النجف. هل هذا يعني ان المعركة انتقلت الى خارج فلسطين؟
بالنسبة لنا في "حماس" لا تزال معركتنا داخل فلسطين وضد العدو الصهيوني. وهذه سياسة ما زلنا عليها ولا تغيير فيها. لكن معركة فلسطين هي بحجم الامة جميعا والخطر الصهيوني يتهدد الامة كلها. طرف المعركة اليوم لم يعد اسرائيل وحدها بل خلفها الادارة الاميركية بصورة غير مسبوقة.
الدعم الاميركي لاسرائيل ليس جديدا؟
- الدعم الاميركي كان قائما سابقا. لكن في الفترة الاخيرة وصل الدعم والغطاء الاميركي لجرائم شارون ولمشروعه العدائي على الامة الى درجة من التلاحم، خصوصاً بعد زيارة شارون الاخيرة لواشنطن وموقف بوش الاخير. أي هناك تحالف معروف بين اليمين المحافظ المسيحي المتصهين في الادارة الاميركية وبين المشروع الصهيوني. هذا يجعل المعركة بحجم الامة جميعا، لذلك من الطبيعي ان تكون هناك ردود فعل وان تكون هناك استجابات ومبادرات في الساحة العربية والاسلامية من الاسماء التي ذكرتها ومن غيرها. لان الوعي اصبح راسخا من الجميع ان الخطر الصهيوني لا ينحسر داخل فلسطين وانما يهدد الامة جميعا. لذلك انطلاقا من هذه الرؤية يبادر بعضهم الى مثل هذه الخطوات. واعتقد بأن امعان شارون في الجريمة وامعان الادارة الاميركية في وقاحة مواقفها وفي دعمها المطلق للجرائم الصهيونية سيوسعا دائرة المبادرات في الساحة العربية والاسلامية كنوع ليس فقط من دعم الشعب الفلسطيني ولكن ايضا كنوع من الدفاع عن الذات لان الجميع بات يشعر بالخطر من هذا التحالف الاثيم بين الكيان الصهيوني وبين اليمين المتصهين في الادارا الاميركية.
هناك قلق من ان تجر المقاومة الفلسطينية الى "فخ" الوصم بالارهاب. انتم تقاومون الاحتلال الاسرائيلي و"القاعدة" تحارب اميركا، هل باتت "المعركة" واحدة؟
- هذا شأنهم في القاعدة. هم قالوا هذا وهذا امرهم ولا يستطيع احداً ان يمنع احد من ان يتصرف بقناعاته. انا قلت لك ان قضية فلسطين هي قضية الامة جميعا ومن حق كل عربي ومسلم بل حر في الدني حتى احرار الدينا من غير عرب او مسلمين، من حق كل واحد ان يتصرف وفق قناعاته ووفق رؤيته لطبيعة الخطر الصهيوني وامتداداته على مستوى العالم. هذا شيء طبيعي، لكن معركتنا كما تعلم محصورة داخل فلسطين وضد الاحتلال الصهيوني.
هل يمكن استهداف اسرائيليين خارج فلسطين؟
- بالنسبة لنا في "حماس" لا تغيير على السياسة. نحن نقاتل على ارض فلسطين المحتلة وضد الاحتلال الصهيوني. اما الصهاينة او الاسرائيليون خارج فلسطين فهذا شأن العرب والمسلمين والاحرار في العالم.
في داخل فلسطين ما هي اهدافكم المشروعة بشريا وجغرافيا؟
- الاهداف مفتوحة. طالما ان العدو يخوض ضدنا حربا مفتوحة من حقنا ان ندافع عن انفسنا بحرب مفتوحة.
أي جميع الاسرائيليين داخل اراضي 1948؟
- مفتوحة من حيث الشرائح الصهيوينة المتعددة.
هل سعيتم الى وجود تنظيمي ل"حماس" في العراق؟
- نحن ك"حماس" تنظيمنا في الداخل. اما في الخارج نحن قيادات ورموز سياسية واعلامية للحركة، ولدينا انصار ومؤيدون ومحبون كثر في كل الساحات بما فيها العراق، لكن ليس لنا وجود تنظيمي لا في العراق ولا في غيرها.
بعد اغتيال الرنتيسي تحدثت عن وجود عملاء، ماذا تقصد؟ هل لديك دليل عن تورط بعض الشخصيات في عملية الاغتيال؟
- لا أتحدث هنا عن موضوع الشخصيات. انا أترك هذا لوعي الشعب الفلسطيني الذي يدرك ما يجري على الساحة الفلسطينية، وانما اتحدث عن العملاء بمعناه المباشر ل"العملاء". هناك اعداد من العملاء استشرى خطرهم على الارض الفلسطينية لانها امنت العقوبة. كان شعبنا بفصائله يتعامل مع هؤلاء العملاء بسياسة حازمة في الانتفاضة الاولى العام 1987، لكن عندما جاءت اتفاقات اوسلو وجاءت معها السلطة الوطنية الفلسطينية توقف برنامج تأديب العملاء لان السلطة رفضت ذلك. وكانت النتيجة ان أمّن هؤلاء العملاء المجرمون تفادي العقوبة فتصرفوا بمطلق الحرية وتنامى خطرهم الذي استهدف الجميع في "حماس" و"الجهاد" و"فتح" وجميع العناصر الوطنية المجاهدة والمخلصة. لذلك بات من الضروري بعد 10 سنوات، من العام 1994 الى 2004، ان يكون هناك برنامج فلسطيني وطني في الساحة الفلسطينية يعمل على معالجة هذه الظاهرة معالجة حاسمة. لكن معالجة شاملة تشمل التأديب والزجر والتصفية خصوصاً للرؤوس الكبيرة والعملاء. كما تشمل كذلك الكتابة والمعالجة الثقافية والاقتصادية حتى نضيق هذه الظاهرة الى اضيق نطاق.
هل يمكن ان تقوم "حماس" في هذه المهمة في ضوء تراجع او ترهل السلطة؟ هل يمكن ان تقوم "حماس" بمعاقبة او تأديب او استتابة العملاء؟
- الموضوع ليس له علاقة بتراجع السلطة او ترهلها. الموضوع له علاقة بتفشى خطر هؤلاء العملاء وتناميه. نحن ندعو بكل صدق واخلاص الجميع الى المبادرة الى هذا الموقف. نحن في "حماس" سنتحمل مسؤولياتنا تجاه هذا الامر.
شارون قال انه ينوي الانسحاب من غزة. وفي حال قمتم ببرنامج معالجة مشكلة العملاء، هل انتم واثقون بأن ذلك لن يؤدي الى تهديد الوحدة الوطنية الفلسطينية؟
- الوحدة الوطنية الفلسطينية مصونة والجميع حريص عليها. الخطر عليها ليس من أي فصيل او طرف فلسطيني، الخطر على الوحدة الوطنية هو من شارون ومن الاحتلال فقط. نحن ابناء فلسطين لدينا درجة عالية من الوعي واستشعار المسؤولية وسنحافظ على هذه الوحدة ونصونها ونعمل على تقويتها وتطويرها الى صيغ في التعاون والتنسيق والتوافق على الاهداف والبرامج السياسية وعلى آليات القرار الفلسطيني، وشدة المعركة مع العدو تدفع الفلسطينيين الى مزيد من التلاحم والالتفاف ان شاء الله.
هل يمكن ان تملأ "حماس" الفراغ الذي سيتركه الانسحاب من غزة؟
- الشعب الفلسطيني يملأ الفراغ بشكل طبيعي. نحن شعب حر قادرعلى ان يقود نفسه ولسنا في حاجة الى احتلال يدير شأننا. مصيبتنا ومشكلتنا هي وجود الاحتلال نفسه، فليرحل الاحتلال وهذا حقنا الطبيعي. ليست "حماس" وحدها، وانما الشعب الفلسطيني، بجماهيره وقواه وفصائله الوطنية مجتمعة وكل الشخصيات ومؤسسات المجتمع الفلسطيني، يملأ الفراغ ويدير الشأن الفلسطيني بأحسن صور الادارة وتمارس حالة وطنية موحدة وحالة ديموقراطية بمستوى رفيع ان شاء الله.
هل تعتبر الانسحاب مفصلا يستدعي اعادة النظر في النظام الداخلي ل"حماس"، اقصد مبدأ "تحرير كل فلسطين
- رغم ان شارون تحدث منذ فترة عن الانسحاب من قطاع غزة، لكن ينبغي ان ندرك المتغيرات التي تلت ذلك. هناك اولويات فرضت نفسها قبل الانسحاب. شارون يخوض الآن معركة استئصال ويريد ان ينسحب ليترك غزة فارغة من كل العناصر الوطنية والاسلامية بدءا من "حماس" وانتهاء بكل مناضل مخلص صامد على ارض غزة ، وكذلك في بقية المناطق في فلسطين المحتلة. اذا هذه الحرب حرب الاستئصال والاجتثاث، هذا السحق الذي يمارسه شارون يفرض علينا أولوية اخرى غير قضية الانسحاب من غزة.
ما هي؟
- كيف ندافع عن انفسنا. كيف نواجه هذا العدوان الاستئصالي الصهيوني المدعوم من الادارة الاميركية. بعد ذلك عندما نجتاز هذه المرحلة نفكر بالخطوات التالية لأن موضوع الانسحاب من غزة هو مبادرة وطعم اعلنه شارون ونحن نعلم سياقه السياسي. لذلك لا نريد ان نتعاطى معه بمعزل عن مراميه وعن مقدماته كذلك. يبقى الانسحاب من غزة امراً لا بد منه سواء بادر شارون ام لم يبادر. المقاومة وحدها هي التي ستجبر شارون على ان ينسحب من غزة ومن الضفة ومن كل بقعة ارض فلسطينية محتلة.
الاولوية بالنسبة اليكم هي الدفاع عن المقاومة، الدفاع عن "حماس"؟
- الدفاع عن "حماس" والمقاومة بشكل عام وعن شعبنا وتوحيد الصف الفلسطيني في هذه المعركة والاستعداد لما هو قادم بكل مفاجآت. انسحاب شارون من طرف واحد ضمن خطة فك الارتباك من قطاع غزة، هذا خيار محتمل وهناك ايضا مفاجآت اخرى قد تكون فضلا عما هو قائم حاليا من ابادة يشنها شارون علينا. هذه تستدعي منا ان نضع ذلك في حساباننا في كل اولوياتنا التي نتصدى لها.
اقترحت في حديث صحافي أخيراً تحصين المدنيين من الصراع، هل هذه المبادرة جدية؟ هل يوجد فيها جديد ؟
- هذا ليس اقتراحا جديدا. هو تأكيد لمبادرة سابقة منا في الحركة ومن قوى فلسطينية مجاهدة اخرى. لكن للاسف ليست هناك استجابة لا من الطرف الصهيوني ولا من أي اطراف اخرى معنية بهذا الموضوع. هذا جرى من طرفي في سياق الرد على أسئلة، لكن طالما الطرف الآخر لا يستجيب فلسنا في مجال اعادة عرضها بشكل جديد لانه ليست هناك نية لاستجابة الطرف الآخر. عندما يعلن الطرف الآخر انه مستعد لتحييد المدنيين من الطرفين في الصراع يمكن ان نجدد عرض المبادرة من جديد.
عدم الرد على هذه المبادرة هل بسبب الضربات التي وجهت الى "حماس" ووجود اعتقاد بأنها في حالة ضعف؟
- على كل حال الايام هي الفيصل وهي الشاهدة. وانا واثق بأننا لم نضعف ولن نضعف باذن الله تعالى. المواجهة تزيدنا قوة وصلابة. اذا كان شارون كما قال احد قادة العدو واعلنها بصراحة انهم الاسرائيليين يستهدفون قادة "حماس" ونحن نعلم طبيعة برنامجهم واهدافه من اجل "التنظيف في غزة" وتهيئة الساحة من ناحية وايضا في سياق محاولة القضاء على "حماس" باعتبارها كما يرونها خطرا استراتيجيا على الكيان الصهيوني. اقول هذا لن يكون الاضعاف الذي يهدف اليه شارون. لن يتحقق. بالعكس نحن نزداد قوة رغم هذا النزيف المتواصل بكوادرنا وقياداتنا. ومن يشاهد الساحة الفلسطينية في الداخل والخارج، والعربية كذلك، يجد التعاطف الهائل مع الحركة. والحركة زادت شعبيتها وانصارها. زاد المنتسبون والمنتمون اليها. زادت الطاقات التي تجند نفسها لصالح الحركة بشكل خاص ولصالح مشروع المقاومة بشكل عام.
ماذا تقصد؟
- هم الاسرائيليون يخدمون المقاومة من حيث لا يقصدون بفضل الله. هذها دليل على حيوية الشعب الفلسطيني واستجابة واعية وجادة وايجابية للتحدي. لذلك نحن لسنا ضعفاء. اما موضوع الرد فهو كما قلت سيأتي في وقته وفي مكانه المناسبين. وهذا عائد الى الجناح العسكري والشعب الفلسطيني عود امته وعود العالم كله ومن خلال فصائله المجاهدة انه اذا قال فعل واذا وعد اوفى. المقاومة الفلسطينية ليس عنوانها الوحيد موضوع الرد. هذا الرد يأتي في سياق اتجاهات المعركة. هم يصعدون العدوان وهم يصعدون المقاومة هم يعتدون علينا ونحن ندافع عن انفسنا. المقاومة. لها مشروع استراتيجي هو العمل على استعادة الحقوق وتحرير الارض.
كل الارض؟
- بالتأكيد نحن نعتبر ان هذه ارض فلسطين، هذه لا يستطيع احد ان يساوم عليها. لكن من الطبيعي، نحن نعتبر ان تحرير الارض لا يتم خطوة واحدة. هذا يتم بالتدريج ومرحلة بعد مرحلة لكن بمنهج التحرير وليس بمنهج المساومة ولا منهج البيع والشراء ولا منهج التنازل او ما يسمى بالحلول السلمية، لان كل مشاريع التسوية والحلول السلمية قائمة على ان تاخذ جزءا وان تتنازل عن جزء. اما نحن فنسير على طريق التحرير . ومن الطبيعي ان يكون برنامج التحرير متدرجا ومرحلة بعد مرحلة.
اذن، برنامجكم هو برنامج لاجئي 1948؟
- برنامجنا برنامج يقوم على الحقوق الفلسطينية مجتمعة. منها حقوق الارض ومنها القدس ومنها حق العودة ومنها جميع حقوق شعبنا. هذه هي عدالة قضيتنا والعالم كله قبل من الشعوب الاخرى ان تبقى تناضل عشرات السنوات. بعضها ناضل اكثر من مئة عام حتى نال حقه بالكامل، لماذا يريدون للشعب الفلسطيني وحده ان يقبل بجزء من حقه ليكون ثمنا لسلام؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.