اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس في القدس ان"الاستيطان سيتواصل ويتسع"في الضفة الغربية بعد الانسحاب من قطاع غزة، وهو امر اعتبرته السلطة الفلسطينية"كلاما مرفوضا". وفيما اقر شارون بأن الفلسطينيين يبذلون جهودا للحفاظ على الهدوء خلال الانسحاب، طلب من المستوطنين عدم مهاجمة الجنود بل القاء اللوم عليه وحده، مشيرا الى انه بكى عندما رأى المستوطنين يغادرون غزة. وقال شارون خلال مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع مع الرئيس الاسرائيلي موشي كتساف ان"الاستيطان هو برنامج جدي سيتواصل ويتسع"، موضحا انه"متأثر حتى الدموع"ازاء مشاهد المستوطنين الذين يتم اجلاؤهم من قطاع غزة. واضاف:"لا شك ان الفلسطينيين يبذلون جهودا من اجل ان يتم الانسحاب وسط الهدوء ... هناك في نهاية الامر تنسيق مع الفلسطينيين، وآمل في ان يستمر ذلك اثناء الانسحاب وبعده". وناشد شارون مستوطني غزة عدم مهاجمة الجنود الذين ارسلوا لاجلائهم قسرا. وقال في خطاب تلفزيوني بعد ان بدأت امس عملية الاجلاء القسرية في خمس من مستوطنات غزة:"أريد ان اناشد الجميع الا يهاجموا الشرطة والجنود ... والا يلقوا اللوم عليهم او يجعلوا الامر صعبا عليهم ... هاجموني انا. انا المسؤول عن هذا. هاجموني. القوا علي اللوم". وبصوت حزين، قال انه بكى حين رأى صورا للمستوطنين وهم يبكون اثناء اجبارهم على الخروج من منازلهم فور انتهاء المهلة لخروجهم طواعية عند منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء. وقال ان هذه المشاهد"تقطع القلب"وامتدح غالبية المستوطنين لتصرفهم بشكل"مشرف وضبط نفس". وصرح بأن غالبية اعمال المقاومة العنيفة للاجلاء حدثت من جانب شبان عدد كبير منهم من مستوطني الضفة تسللوا الى مستوطنات غزة في مسعى الى تعطيل الانسحاب. وقال ان خطته"لفك الارتباط"تعزز امن اسرائيل. ورفضت السلطة تصريحات شارون، وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات:"هذا الكلام مرفوض وغير مقبول، والذي اتخذ قرار هدم مستوطنات قطاع غزة وشمال الضفة سيأخذ القرار نفسه في الضفة والقدس اذا ما اراد السلام". في هذه الاثناء، يعقد لقاء بين عريقات ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز في تل ابيب للبحث في موضوعات تتعلق بالسماح بادخال معدات لقوات الامن الفلسطينية، وتسليم اراضي المستوطنات الاربع المفترض اخلاؤها شمال الضفة الى السلطة الفلسطينية.