قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون إن مصير المستوطنات المبعثرة في أنحاء الضفة الغربية سيُبت في المرحلة الأخيرة من المفاوضات مع الفلسطينيين حول الحل الدائم للصراع، مضيفاً ان إسرائيل لن تبقي كل المستوطنات تحت سيطرتها. وأضاف في حديث لصحيفة"يديعوت أحرونوت"ان الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية ومحيط القدس وغور الأردن ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية، رافضاً رسم حدودها"ليس لأنني لا أعرف الخريطة". وأشاد بانجازات المستوطنين"لجهة الاستيطان والأمن... والذين لولاهم ما كنّا اليوم في الخليل وغوش عتسيون ومعاليه أدوميم وارييل والمستوطنات المحيطة بها". وبرر خطته للانسحاب من غزة بأن القطاع"لا يظهر في أي مخطط استيطاني أو سياسي إسرائيلي، وكان ينبغي أن ينتهي وجودنا في غزة والثمن المنطوي عليه". وأعاد الى الأذهان أنه في العام 1988 اقترح في اجتماع لوزراء"ليكود"اتخاذ قرار حول المناطق التي يمكن التنازل عنها"وإلا اضطررنا الى العودة الى حدود العام 1967، لكن الوزراء هاجموني بسبب هذا الموقف". وتابع انه لن يطلب الصفح من المستوطنين في الكلمة التي سيوجهها اليهم مساء الاثنين المقبل"لكنني سأشاطرهم ألمهم". وزاد انه فوجئ بحجم معارضة خطته"لكن حتى لو علمت بذلك مسبقاً، لكنت سأتمسك بها بالطريقة نفسها". وأضاف انه كان ينبغي أن يشرح للإسرائيليين بشكل أفضل التغييرات التي طرأت على مواقفه. وقال إنه عمل سنوات لاقناع الأميركيين بخطته:"إذ أفضل التوصل الى تسوية مع الأميركيين على تسوية مع الفلسطينيين". مسيرة احتجاجية في المقابل، أعلن"مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة وغزة"تنظيم مسيرة احتجاجية ضد الانسحاب مساء غد قبالة مكتب رئيس الحكومة في القدسالمحتلة، تستمر 24 ساعة، يطلب في نهايتها من المشاركين التوجه الى"معبر كيسوفيم"في محاولة لمنع تنفيذ الانسحاب. وجاء قرار"المجلس"بعد التظاهرة الأضخم منذ سنوات التي شهدتها مدينة تل أبيب مساء أول من أمس ضد الانسحاب وشارك فيها نحو 200 ألف من أنصار المعسكرين اليميني والديني المتطرف. وقبل ثلاثة أيام من بدء جلاء المستوطنين طوعاً وخمسة أيام من بدء تنفيذ الانسحاب، أفادت تقارير صحافية أن 60 في المئة من العائلات المنوي اجلاؤها 1700 عائلة تستوطن في القطاع، قررت المغادرة طوعاً، لكن سلطات الجيش تخشى أن يكون نحو خمسة آلاف من أنصار المستوطنين تسللوا الى المستوطنات في القطاع لمواجهة الاخلاء بالقوة. من جهته، ناشد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس عناصر الجيش والشرطة التعامل بلطف وحساسية مع المستوطنين اثناء اجلائهم بصفتهم"اخوة في السلاح". وكتب في رسالته الى الجنود:"تذكروا أن ليس العدو أمامنا إنما أبناء شعبنا الذين حملوا معنا عبء محاربة الإرهاب وأبدوا بأساً وصلابة تستحقان التقدير... علينا تفهم ألم العائلات، ومسموح مشاركتهم هذا الألم وذرف دمعة، لكننا ملزمون تنفيذ المهمة بإصرار ومن خلال ابداء حساسية. سنكون صبورين ومتسامحين ونمد للمستوطنين الذين سيتم اجلاؤهم بما يلزم للتخفيف عنهم في محنتهم هذه".