لا شك في أن مهنة مصفف الشعر محاطة بجاذبية كبيرة جعلت من يتميّز فيها نجماً تسلط عليه الأضواء. وهذه هي حال الفرنسي آلان ديفير، رئيس هيئة"أنتر كوافير"مصففي الشعر في فرنسا وحوض المتوسط، وهو اتحاد يضم أفضل صالونات تصفيف الشعر الخاضعة لقواعد صارمة. وتمنح رئاسة الاتحاد لصالونات التي تستحق العضوية فيه درجات ونجمات أسوة بالفنادق والمطاعم الفاخرة. وأخيراً، دخل لبنان الاتحاد تحت رعاية آلان ديفير، بهدف تصنيف صالونات تصفيف الشعر اللبنانية حسب الخدمات المقدمة فيها واكتشاف مواهب محلية في هذا الميدان، قادرة على منافسة تلك المدرجة في اللائحة الدولية. وديفير هو صاحب أحد أفخم الصالونات في شارع"فوبور سانت أونوريه"الأنيق في قلب العاصمة الفرنسية. يقوم زائر صالون ديفير برحلة في عالم الأناقة والفخامة تبدأ مع المشروبات والمأكولات الخفيفة التي تقدم قبل أو بعد عملية تسريح الشعر، ولا تنتهي مع العامل المتخصص الذي يرافق الزبونة من لحظة وصولها إلى موقف السيارات حتى مغادرتها الصالة. برتوكول غير مثمر وفي حديثه إلى"الحياة"، قال ديفير أن:"زيادة عدد الصالونات الصغيرة يؤثر سلباً في الأداء الحرفي المتطور الذي تسعى الصالونات الكبيرة إلى المحافظة عليه. لذا كان من الضروري أن نؤسس هيئة تضم أصحاب الصالونات الجديرة بهذه التسمية، من أجل تسوية الوضع ومنح درجات إلى الصالونات حسب مدى فعاليتها واحترامها لزبائنها... عمر الاتحاد أكثر من عشرين سنة، إلا انه سابقاً كان يتحرّك وفق قواعد بروتوكولية بسيطة كإقامة الندوات والحفلات التي لا تفيد في شيء. أما اليوم، فالاتحاد وسّع نشاطه وضمّ لبنان وعدداً من دول حوض المتوسط التي تحتاج إلى تقدير المواهب الكامنة فيها، فنساعدها على الظهور وإثبات قدراتها على المستوى الدولي واستحقاق درجة تليق بنوعية الخدمة المقدمة في صالوناتها. ويضيف:"نقوم أيضاً بدورات تدريبية في فرنسا ودول أوروبية أخرى، ويحضرها لبنانيون ويونانيون واسبان وغيرهم من المصففين الراغبين في اكتشاف أحدث تطورات مهنتهم وتطبيقها في صالوناتهم المحلية". وأشرف ديفير على استعراض ضخم أقيم أخيراً في باريس وحضره عشرات المصففين والمبتكرين في ميدان الشعر. وصمم كل منهم تسريحة فوق رأس عارضة وذلك فوق المسرح وأمام حضور مكون من أهل المهنة ولكن أيضاً من الجمهور العريض الذي يشكل في النهاية زبائن صالونات تصفيف الشعر. وقد ارتجل اللبناني روجيه حاج بطرس تسريحة فنية للسهرة لفتاة تولت إيميه حاج بطرس ابتكار المكياج المناسب لوجهها... ولاقى عرضهما استحسان الجمهور. ويتحدث ديفير عن المرأة العربية، فترتسم على وجهه ابتسامة عريضة:"أنا أعرفها وهي تعرفني... صالوني يزخر باللبنانيات في كل شهور السنة... هذا عدا زيارتي الدورية لدولة الإمارات وللمملكة العربية السعودية حيث أصفف الشعر في مناسبات مختلفة لا سيما الأعراس". وأضاف:"أنا أقدر المرأة العربية وجمالها وذوقها الفريد في ما يتعلق باختيارها التسريحة المناسبة لشعرها، فهي فعلاً خبيرة في هذه الأمور لأنها تعرف سرّ جاذبيتها وأنوثتها".