سبحان مغير الأحوال"، هذا ما يصح قوله في تفسير"أجواء المصالحة"التي عمت أمس كتلة حزب ليكود"البرلمانية التي التأمت"للتشاور حول التطورات الحزبية الأخيرة واحتمال تبكير الانتخابات البرلمانية"، كما جاء على لسان زعيم الحزب رئيس الحكومة ارييل شارون الذي يلتقي اليوم زعيم حزب"العمل"عمير بيرتس للنظر في طلب الأخير تحديد موعد متفق عليه للانتخابات وسط توقعات باجرائها في آذار مارس أو أيار مايو من العام المقبل. وبعد نحو عامين من جلسات عاصفة لكتلة"ليكود"قصف خلالها الجناح المتشدد المتمردون شارون بألذع الانتقادات هددت بانقسام الحزب، سادت جلسة أمس"أجواء طيبة"حرص فيها جميع المتحدثين على توجيه انتقاداتهم الى زعيم"العمل"الجديد على خلفية قراره فض الشراكة الحكومية والذهاب الى انتخابات مبكرة. وبدا من تصريحات نواب"ليكود"أن فوز بيرتس بزعامة"العمل"فعل مفعوله فأحرجهم ولم يعودوا قادرين على اخفاء قلقهم من احتمال ان يقتنص بيرتس اصواتاً مؤيدة من أوساط الشرقيين، معتقل"ليكود"منذ عقود كثيرة. واعترف أحد النواب ان سائق سيارة أجرة أبلغه انه يعتزم التصويت ل"العمل"بعد ان صوت ل"ليكود"في الماضي، بسبب الاجندة الاجتماعية والاقتصادية التي يتبناها بيرتس الداعمة للشرائح الضعيفة، متهماً زعيم"العمل"باستلال"المارد الطائفي"من القمقم لاستمالة اليهود الشرقيين. وتحدث نواب آخرون عن قلق ناشطين ميدانيين من"الجهاز التنظيمي الرائع"لبيرتس وقيام مؤيديه ب"غزو"معاقل"ليكود". وانفلت النائب المتطرف عوزي لنداو في هجوم ضار على بيرتس ووصفه ب"فيدل كاسترو الجديد"و"البالون الفارغ". وعلى غير عادته لم يهاجم شارون، مدعياً انه سيقف وراء كل من يختاره الحزب زعيماً وداعياً رئيس الحكومة الى التعهد علناً ببقائه في"ليكود"بغض النظر عن نتائج الانتخابات على زعامة الحزب. واتهم رئيس الكتلة النائب جدعون ساعر حزب"العمل"باتخاذ"موقف غير مسؤول يمس الدولة واقتصادها"، في اشارة الى قرار زعيم الحزب الانسحاب من الائتلاف الحكومي. ودعا معظم المتحدثين الى رص الصفوف لمواجهة بيرتس والكف عن الاحتراق الداخلي ورأى أحد أقطاب المتمردين ميخائيل رايتسون وجوب طرح الخلافات الداخلية جانباً و"البحث عما يجمعنا ويوحدنا". وأصدرت الكتلة بياناً في ختام اجتماعها اعلنت فيه ان"ليكود موحد في مواجهة البرامج المتطرفة لعمير بيرتس التي تشكل خطراً على أمن الدولة واقتصادها". وأعرب البيان عن ثقة"ليكود"بتحقيق الانتصار في الانتخابات المقبلة. وجاءت جلسة"ليكود"بعد ساعات من نشر صحيفة"هآرتس"نتائج استطلاع للرأي في اوساط ناخبي"ليكود"أفادت بأن شارون يتقدم على منافسه على زعامة الحزب بنيامين نتانياهو ب19 نقطة. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان من شأن نتائج مماثلة قد تأتي بها استطلاعات طلب شارون اجراءها باعلانه البقاء في"ليكود"وان كان يفضل ان تنجح مساعي الوساطة لاقناع نتانياهو بسحب ترشيحه على ان يكون الثاني على لائحة الحزب الانتخابية. وطبقاً للمستجدات الأخيرة على الساحة الحزبية لم يتبق سوى الاتفاق على موعد للانتخابات المبكرة. وقال الأمين العام لحزب"العمل"ايتان كابل ان حزبه يفضل اجراءها في السابع من آذار مارس أو آخر شباط فبراير بينما رأى وزير الخارجية سلفان شالوم ان شهر آذار ملائم، مضيفاً ان ما من داعٍ الى معركة انتخابية"طويلة ومكلفة وسطحية تؤجج التوترات في البلاد"، محذراً من عواقب انقسام"ليكود الذي خسر في الماضي الانتخابات عندما كان منقسماً". وفي"العمل"نجح بيرتس في اخماد بذور تمرد عدد من أقطاب الحزب وافلح في خلق اصطفاف واسع يمنحه القدرة على مقارعة شارون اليوم وإرغامه ربما على تحديد موعد متفق عليه للانتخابات حاملاً في جعبته موافقة واسعة من أحزاب المعارضة لدعم مشروع قانون بحل الكنيست سيطرح على جدول اعمالها الاثنين المقبل، في حال لم يتفق وشارون. وعشية انعقاد مركز"العمل"الأحد لاتخاذ قرار بالانسحاب من الحكومة ارتفعت في صفوفه اصوات تدعو عجوز الحزب شمعون بيريز الى اعتزال الحياة السياسية، وعلا صوت معارضين لفكرة ضمان المكان الثاني لبيريز على لائحة الحزب الانتخابية.