أشادت الولاياتالمتحدة وبريطانيا أمس، بنجاح الاستفتاء على مسودة الدستور العراقي الذي أُجري أول من أمس. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال زيارة خاطفة الى لندن ونقلاً عن"تقديرات لأشخاص على الأرض ... يبدو أن ال"نعم"هي الفائزة على الأرجح وسنرى لاحقاً". الا أن رايس حرصت على ابداء الحذر، وقالت إنها لا تملك بعد أرقاماً حول نتائج الاستفتاء، موضحة أنها اتصلت هاتفياً بالسفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد. وأدلت رايس بهذه التصريحات قبل لقائها رئيس الوزراء توني بلير. وأشادت رايس بحجم الاقبال وخصوصاً مناطق العرب السنة حيث أكدت أن هناك زيادة كبيرة في المشاركة مقارنة بحجم المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في كانون الثاني يناير الماضي. واستشهدت وزيرة الخارجية الأميركية بتقارير مسؤولين في العراق، مؤكدة أن الحجم الاجمالي للاقبال كان 63 أو 64 في المئة، وهي نسبة أعلى من نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة. وسئلت رايس عما اذا كانت عملية التصويت ستقلل العنف، فقالت:"في نهاية الأمر، يجب هزم الأعمال المسلحة في طريقة سياسية. والعراقيون يلقون بثقلهم وراء العملية السياسية... وليس وراء العنف... ولذلك أعتقد بأن التصويت سيقلل العنف مع مرور الوقت". وصرحت رايس لشبكة"فوكس"الأميركية:"مهما كانت نتائج هذا الاستفتاء، فان الشعب العراقي استفاد من العملية السياسية للتعبير عن رأيه وهذا خبر سيء للارهابيين". وشددت الوزيرة على أنه"لم يبق للتمرد قاعدة سياسية"بعد مشاركة السنة في الاستفتاء، مضيفة أن"السنة انضموا الى هذه العملية السياسية الكبيرة. في نهاية المطاف هذا ما سيقضي على التمرد". وأشادت رايس بالقوات العراقية التي شكلت خط الدفاع الأول في مواجهة هجمات المسلحين على مراكز الاقتراع. وكان مستوى العنف خلال الاستفتاء أقل بكثير مما كان يخشاه المراقبون. لكن رايس توقعت أن يصعّد المسلحون هجماتهم في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية في كانون الأول ديسمبر المقبل. جاء ذلك في وقت وصف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الاستفتاء بأنه"خطوة كبيرة الى الامام"بالنسبة الى هذا البلد. وقال سترو:"مهما كانت النتيجة، انه الاستفتاء خطوة كبيرة الى الأمام على طريق عراق ديموقراطي نأمل في أن يكون سلمياً". وأضاف أن عملية التصويت أثبتت"توق العراقيين الى ممارسة الحقوق نفسها التي نمارسها نحن، أي الحقوق الديموقراطية، والى تحدي الارهابيين". وقدر سترو نسبة المشاركة في الاستفتاء بحوالي 60 في المئة من الناخبين المسجلين. الى ذلك، رحبت أستراليا بالاستفتاء على الدستور، واعتبرته"نصراً للديموقراطية ورفضاً للتمرد". وقال وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر إنه مسرور للمشاركة القوية في الاستفتاء، معتبراً أنه"من الجيد للغاية أن نرى الغالبية العظمى من العراقيين تتبن العملية السياسية الديموقراطية... انه نصر لعامة الشعب على المسلحين". وأضاف أن نسبة المشاركة في الاستفتاء تشكل رسالة الى المعارضين لقرار أستراليا المشاركة في الحرب على العراق، مؤكداً أن شيئاً"لن يتمكن من اقناع حكومتنا بأن تغير رأيها في أن علينا واجباً في دعم الديموقراطية في العراق". ومعلوم أن أستراليا الحليف القوي للولايات المتحدة، أرسلت حوالي 900 جندي الى العراق.