غيوم بسحنةٍ بشرية ملبدة ينذر بها طقس بغداد هذا اليوم 13/7/2005 في آخر نشرةٍ للأنواء الجوية. المضارع فخار مفخخ احذروا التصريف. في أزقة"الكرّادة" شرشف أبيض لروحٍ أحس برغبةٍ عارمةٍ للنوم على رصيف. الناس تُعوِلُ مثلُ رياحٍ في متاريس. أيها الهواء القرمزي أعني على الإصغاء لما تبوحُ به في هذه الليلة من تموز نسمات مكتنزة بحيوات وشرانق في حدائق السديم العراقي بغداد تُعرجُ بضع ساعاتٍ كل يوم الى المجرات، هيولى... وأهوال. سفريات عراقية أبوابٌ خشبيةٌ مقفلة لا تتسع الا لأعضاء المسافرين ... والإيمان أظافرُ طفلٍ تتعلق بقميص الفجر المتشظي فوق الحارات. أصدقاء الأمس في العراق أحراش تمد وعولها اليوم في كل اتجاه والكائن حوضٌ لأوكسيد العيش المركز. شارة مباغتة للمرور تحرف الطريق نحو السماء تخلطُ أجنحة الملائكة بأحذية العابرين وتعيدُ الكائنات الى سديمها. الأسلحة فاكهة مقشرةٌ لقبائل خرجت للتوِّ من مجاعاتِ التكوينْ. - من قال انَّ للعراق رافدين؟ - أشهد أننا لم نرَ شيئاً بعد! لن يتحول الرافدان الى معولين جبارين لهدم الحقيقة؟ ... أيتّها الأرضُ التي نحبُّ متى يكف تُرابُك عن التوغلِ في الأحداق في الأحلامِ وفي الدفاتر. أليفةٌ هي نسائمُ هذه الليلة الباردة ترى هل تربُطنا بها قرابة من لحمٍ ودم! كل يوم في منعطف الشارع يتحول الهواء بغتةً الى واجهة كنسيةٍ من الزجاج الملون لمشهد المذبحة. - ما أظن أديم"الأفق"إلاّ من هذه الأجساد... ماذا قلت يا أبا العلاءّ! * من ديوان تحت الطبع عنوانه"مقاطع عراقية".