أعلنت رومانيا أمس أن الفيروس الذي رصد في مزرعتين للدواجن في دلتا الدانوب جنوب شرق هو فيروس"أتش5أن1"نفسه الذي أودى بحياة 60 شهصاً في آسيا منذ 2003, ما يعني وصول هذا الفيروس الى أبواب أوروبا. وقال وزير الزراعة الروماني جورجي فلوتور إثر اجتماع لهيئة"قيادة مكافحة انفلونزا الطيور"إن"عزل الفيروس على عينات أخذت من بلدة غيامورليا دي غوس جعلنا نتأكد أنه من النوع القاتل، مشيراً الى"أننا ندرس الإجراءات الواجب اتخاذها لتعزيز منطقة الحماية حول البلدة". وأكد ناطق باسم المعمل البريطاني الذي أجرى الاختبارات المعملية على عينات انفلونزا الطيور الرومانية رصد آثار الفيروس الشديد العدوى. وقال إن اختبار العينات جارٍ لتحديد أصل الفيروس. ويأتي هذا التأكيد غداة رصد فيروس انفلونزا الطيور في بلدة ماليوتش التي تبعد 60 كيلومتراً عن غيامورليا دي غوس. نسخة مقاومة للدواء وفي باريس، رصد باحثون نسخة من الفيروس مقاومة لدواء"تاميفلو"الذي يعتبر العلاج الرئيس المتوافر حالياً لعلاج المرض، ويخزّن في العالم خشية انتشار وبائي. وقال الباحثون في مقال نشرته مجلة"نايتشر"العلمية البريطانية إن هذه النسخة عزلت في شباط فبراير الماضي لدى فتاة فيتنامية في الرابعة عشرة من عمرها. ويشتبه العلماء في أن الفتاة التي شفيت من المرض التقطت العدوى من أخيها وليس من طيور مصابة، وهي واحدة من ثلاث حالات أخرى يشتبه في إصابتها بالمرض من طريق شخص آخر وليس من طريق الاحتكاك بالطيور. واثر تحليل المكونات الوراثية لهذه النسخة، تبيّن أنها تعرضت لتحولات جعلتها مقاومة لدواء"اوزلتاميفير"الذي تسوقه شركة"روش"باسم"تاميفلو". غير أن تجارب مخبرية على حيوانات بيّنت أن الفيروس حساس إزاء دواء آخر هو"زاناميفير"الذي تبيعه شركة"غلاكسو - سميثكلاين"باسم"رلنزا". وأعلن فريق الباحثين الذي ترأسه يوشيهيرو كاواوكا من جامعة طوكيو وجامعة ويسكنسون في ماديسون:"مع أن نتائج البحث تستند إلى فيروس عثر عليه لدى مريضة واحدة، إلا أنها تفترض انه من المفيد كذلك تخزين كميات من الدواءين تحسباً من انتشار وبائي للفيروس". ويخفف دواء"تاميفلو"من أعراض المرض ومن مدته، وبالتالي من نسبة الوفيات التي يمكن أن تنجم عنه إذا ما تم تناوله في اليومين الأولين للإصابة. إجراءات وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت مجموعة إجراءات للحؤول دون تفشي الوباء، وطلبت من الحكومات الأوروبية تحديد المناطق الأكثر تعرضاً لخطر تفشي المرض فيها، والفصل بين الطيور الداجنة والطيور البرية الحاملة للفيروس المسبب للمرض. وجاء طلب المفوضية بناء على نصيحة خبراء في الصحة والطب البيطري في الاتحاد الأوروبي عقدوا اجتماعاً طارئاً في أعقاب تأكيد أن سلالة"إتش5 أن1"وصلت الى غرب تركيا. وأعلنت المفوضية الأوروبية في بيانها ان مزارع تربية الدواجن في أوروبا ربما يتعين عليها إبقاء الطيور داخل عنابر التربية في المناطق التي يزيد فيها خطر تفشي المرض مثل القريبة من المستنقعات والمناطق الأخرى التي ترتادها الطيور المهاجرة وهي الوسيلة الرئيسة لانتقال الفيروس. وذكرت المفوضية أنها تتابع عن كثب التطورات في تركيا وبلغاريا ورومانيا التي بلغها الوباء. وتقرر أن يزور فريق من خبراء الطب والمختبرات تابع للاتحاد الأوروبي تركيا وبلغاريا بين يومي غد والخميس المقبل. كما سيزور فريق آخر من ثلاثة خبراء رومانيا. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أن عاملين في المجال الطبي فحصوا تسعة أشخاص من بلدة تورغتلو في غرب تركيا للاشتباه في أصابتهم بانفلونزا الطيور بعد نفوق 40 من طيور الحمام. ولم ترد اي تقارير عن ظهور حالات إصابة بالمرض بين البشر في أوروبا ويعتقد الخبراء بأن الاحتمال الرئيسي لانتشاره بين الآدميين لا يزال يتركز في آسيا. وقال وزير الصحة الأميركي مايك ليفيت الذي يزور الدول التي ظهرت فيها انفلونزا الطيور في جنوب شرق آسيا إن فيروس"إتش5 ان1"يصيب الحيوانات بصفة رئيسية حالياً. ولمنعه من الانتقال إلى البشر، علينا أن نوقفه في الطيور". ورأى أن انتقال المرض من آسيا"مؤشر يثير القلق"وان العالم يتعين عليه بذل مزيد من الجهود للاستعداد لاحتمال تفشي المرض بين البشر.