اجتاحت اخطار وباء انفلونزا الطيور دول العالم، وبدت موجة فيروس"اتش5آن1"الفتّاك وكأنها دخلت منعطفاً مرعباً, خصوصاً مع اعلان لون دوك رئيس"منظمة الصحة العالمية"ان تحوّل الفيروس الى وباء يصيب البشر، بات حتمياً، لكن زمن حدوث هذا التحوّل لا يزال مجهولاً. راجع ص8 و17 وحض مسؤول من المنظمة في هونغ كونغ على تخزين دواء"تاميفلو"، ما اثار انتقادات واسعة من السلطات الصحية هناك. وتزامنت تلك التصريحات المقلقة مع اعلان اندونيسيا عن وفاة بشرية رابعة شاب عمره 21 سنة، يعمل في تربية الطيور، كما تزامنت مع فرض الاتحاد الاوروبي حظراً على استيراد الدواجن من كرواتيا، بعد تركيا ورومانيا واليونان والجبل الاسود. وتتجه المفوضية الاوروبية في بروكسيل الى فرض حظر شامل لمدة شهر على استيراد الدواجن من الخارج. وأكدت البرتغال خلوها من الفيروس، فيما حظرت اسبانيا تربية الطيور في مناطق البحيرات المكشوفة، منعاً لاختلاطها مع اسراب من الطيور المهاجرة. وتحدّت بؤر الفيروس في آسيا التي تعتبر المهد الرئيسي للوباء، جهود احتوائها، فإضافة الى الوفاة الاندونيسية الجديدة، ضرب فيروس"اتش5آن1"بقسوة في فيتنام حيث اكتشفت بؤرة جديدة للوباء وحوصرت. واعلنت الصين ان مئات الاوز البري نفقت امس, في موجة سادسة من هذا الوباء الذي تعتبر حاضنته طبيعياً. وصارت حال دول شرق آسيا وجنوبها شبيهة بوضعها ابان ضربة فيروس"سارس". ويكمن الفارق في اعتماد تلك الدول, خصوصاً الصين، الشفافية في بياناتها عن المرض، وكذلك بالنسبة الى الاجراءات المتخذة لمواجهته او احتوائه. وقادت السعودية جهوداً خليجية لمكافحة دخول الفيروس الفتّاك الى دول المنطقة، خصوصاً انها تقع على خط طيران الاسراب المهاجرة. وحظرت الرياض استيراد الدواجن ومشتقاتها من 20 بلداً. وتابع الاردن تنسيق جهوده في الوقاية مع اسرائيل، خصوصاً بالنسبة الى المسطحات المائية المشتركة بين الجانبين، والتي تعتبر محطة رئيسة في حركة الطيور المهاجرة. كما أكدت ايران ان الدواجن النافقة التي اكتشفت في اذربيجان اخيراً، لم تمت بأثر من فيروس"اتش5آن1"الذي يُسبب الموجة الحالية من انفلونزا الطيور.