قالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة ان انتشار فيروس انفلونزا الطيور القاتل إلى دواجن في مناطق على مشارف اوروبا زاد من فرص ظهور حالات اصابة بين البشر وينبغي ان يعد «دعوة للتعبئة». ودعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى تصعيد اجراءات المراقبة في الطيور والانسان بهدف الكشف سريعا عن أي ظهور آخر للمرض بعدما اكتشفت فيروس انفلونزا الطيور في تركيا ورومانيا. وأبلغ مايك ريان مدير عمليات الانذار والاستجابة بالمنظمة رويترز «ان ذلك يمثل دعوة للتعبئة بشأن الصحة البشرية. يجب ان نسرع العمل في كثير من البلدان فيما يتعلق بالجاهزية البشرية.» وأضاف الخبير الايرلندي «هذا ليس وقت الذعر.. انه وقت العمل.» وقالت المنظمة في بيان ان كل الادلة تشير إلى ان فيروس انفلونزا الطيور من سلالة (اتش 5. ان. 1) لا ينتشر بسهولة من الطيور ليصيب الانسان. ويقول خبراء ان سلالة (اتش. 5. ان. 1) آخذة في التحور بشكل تدريجي واعربوا عن مخاوفهم من ان تتوصل في النهاية إلى التغييرات التي تحتاجها لانتقال العدوى بين البشر. وقد يؤدي ذلك إلى وباء انفلونزا بين البشر يمكن أن يجتاح العالم خلال شهور وقد يسفر عن مقتل الملايين. وقالت المنظمة ان انتشار سلالة الفيروس (اتش.5.ان.1) في الطيور في مناطق جديدة مثير للقلق «لأنه يزيد من فرص حدوث حالات اصابات أخرى بين البشر.» لكن المنظمة حذرت أيضا من احتمال وجود أعداد متزايدة من «الانذارات الكاذبة» بخصوص اصابات محتملة بين البشر وذلك لأن «الأعراض المبكرة لعدوى (اتش.5.ان.1) تشبه أعراض كثير من أمراض الجهاز التنفسي الأخرى الشائعة.» وقالت وكالة أنباء الأناضول ان تسعة أشخاص في تركيا وضعوا تحت الملاحظة في مستشفى لاجراء اختبارات على دمائهم لاحتمال تعرضهم للاصابة بانفلونزا الطيور بعد نفوق عدد من الحمام الذي كانوا يمتلكونه. وقال ريان «من الجيد والمطمئن أن النظام في تركيا قادر على اكتشاف حالات الاصابة التي تتفق اعراضها مع هذا المرض.. لكن من المبكر القول بأنها حالات اصابة بشرية بانفلونزا الطيور.» وأضاف أن منظمة الصحة العالمية أرسلت مواد للمساعدة في التشخيص إلى كل من تركيا ورومانيا وقامت مؤخرا بتدريب خبراء في الفيروسات من كلا البلدين على تشخيص حالات بشرية مصابة . وتابع «اننا نتوقع انه ستكون هناك زيادة في الحالات المشتبه بها مع عمليات المراقبة المعززة.» وانتشرت سلالة (اتش.5.ان.1) من آسيا حيث قتلت 65 شخصا في أربع دول منذ عام 2003. وتأكد يوم الخميس وجود تفش لفيروس (اتش.5.ان.1) بين الطيور في مزرعة بتركيا. كما اكتشف فيروس انفلونزا الطيور في بط في رومانيا لكن المفوضية الاوروبية قالت ان النتائج حول ما اذا كان هذا الفيروس من السلالة (اتش.5.ان.1) أو أنه من سلالة غير قاتلة من المقرر ان تعلن غدا . وقالت منظمة الصحة العالمية ان الدول التي تتعرض لانتشار الفيروس في دواجنها ينبغي ان تتخذ اجراءات وقائية وخاصة أثناء عمليات اعدام الطيور المصابة وينبغي ان تراقب الأشخاص الذين يحتمل تعرضهم للاصابة بالفيروس أو الذين تظهر عليهم أعراض الحمى أو اعراض اصابة في الجهاز التنفسي. وينصح الأشخاص في البلدان المصابة بتجنب التعامل مع الطيور المهاجرة الميتة أو الطيور البرية التي تظهر عليها علامات المرض. والدواجن المصابة والأسطح والأشياء الملوثة بفضلاتها هي الوسيلة الرئيسية لنقل العدوى إلى البشر. وقالت المنظمة «ان خطورة التعرض للاصابة تصل إلى أعلاها خلال الذبح وازالة الريش والجزر واعداد الدواجن للطبخ». وأضافت أن الدواجن ينبغي أن تطهى بشكل جيد. وقال ريان «ما نرغب في رؤيته في كل بلد هو معايير صحية ومعايير أمان للعاملين في صناعة الدواجن. ينبغي الحفاظ على معايير النظافة والصحة العامة». الى ذلك، رصد باحثون نسخة من فيروس «اتش 5 ان 1» المسبب لانفلونزا الطيور مقاومة لدواء «تاميفلو» الذي يعتبر العلاج الرئيسي المتوافر حاليا لعلاج المرض ويتم تخزينه في العالم خشية انتشار وبائي. وقال الباحثون الدوليون في مقال نشرته مجلة «نيتشر» العلمية البريطانية ان هذه النسخة عزلت في شباط - فبراير 2005 لدى فتاة فيتنامية في الرابعة عشرة من عمرها. ويشتبه العلماء ان الفتاة التي شفيت من المرض التقطت العدوى من اخيها وليس من طيور مصابة. وهي واحدة من ثلاث حالات اخرى يشتبه انها اصيبت بالمرض عن طريق شخص اخر وليس عن طريق الاحتكاك بالطيور. ويعتبر دواء تاميفلو قادرا على التخفيف من اعراض المرض ومن مدته وبالتالي من نسبة الوفيات التي قد تنجم عنه اذا ما تم تناوله في اليومين الاولين للاصابة.