لم تنته فاعليات "مهرجان القرية العالمية" في عامها الثاني من دون ضجة، ولم يكن الحفل الذي وزع فيه القائمون على المهرجان جوائز للمشاركين أول من أمس الحدث الذي يصلح ليكون نهاية القصة التقليدية، لأن أموراً كثيرة حدثت، زادت من حرارة صيف عمّان اللهاب. في البدء، وقبل انتهاء الموعد الأصلي للمهرجان، لم يكن إعلان إدارة القرية على لسان المديرة التنفيذية علا المصري تمديد فاعليات المهرجان أسبوعين إضافيين، بأنه سيتحول إلى تجاذبات بين إدارة المهرجان ووزارة الصناعة والتجارة، ينتهي أمره بإصدار الوزير شريف الزعبي قراراً بإغلاق القرية أبوابها، بعد أيام من استمرارها في عملها بعد المدة المسموحة لها أصلاً. وقبل هذا القرار الوزاري كانت سرت إشاعات تفيد بأن المشروع سينتقل إلى البحرين، سرعان ما نفاه القائمون على المهرجان، مؤكدين أن القرية ستظل في الأردن ولن تغادر أرضها. لكن الكلام عن مستقبل القرية كثر، بخاصة بعدما بيعت الأرض التي تستأجرها القرية لإقامة فاعلياتها عليها لمصلحة مشروع "المدن الملكية" الذي سيحول الأرض الخالية في منطقة مرج الحمام جنوبعمان إلى مشروع تجاري ضخم يتضمن شققاً فخمة وناطحات سحاب. وكان وزير الصناعة والتجارة برر في تصريحات سابقة سبب إقفال القرية أبوابها في موعدها المحدد لأن "سلع المهرجان لا تخضع لأي رسوم أو ضرائب"، إضافة إلى أن الوزارة تلقت شكاوى من تجار أردنيين يدّعون فيها ان المهرجان ألحق الضرر بتجارتهم. وكان يتحتم على المهرجان لإبقاء أبوابه مفتوحة، الحصول على التراخيص اللازمة من وزارة الصناعة والتجارة، وهذا ما فعلته إدارة القرية أكثر من مرة، بحسب رئيس مجلس إدارتها أحمد المصري الذي أكد انها أرسلت أكثر من كتاب إلى الوزارة بهذا الخصوص، لكن الأخيرة أرسلت كتاباً رسمياً إلى المهرجان يرفض تمديد فترة المهرجان. وخاطب الوزير الزعبي محافظ العاصمة في شكل رسمي، مطالباً "إنهاء فعاليات المهرجان" في اليوم الأخير من الشهر الماضي، وهو اليوم الأخير المفترض للمهرجان. في هذه الأثناء، نظم ممثلون عن أجنحة الدول المشاركة اعتصاماً أمام رئاسة الوزراء طالبين لقاء رئيس الوزراء لعرض مطالبتهم بالتمديد، الأمر الذي اعتبرته رئاسة الوزراء من اختصاص وزارة الصناعة والتجارة. لكن ما يشاع عن السبب المباشر الذي دفع إلى إغلاق أبواب القرية في وجه زوارها هو خشية وقوع انفجارات ناجمة عن سيارات مفخخة في موقع المهرجان الذي كان يؤمه في الأيام العادية نحو 25 ألف زائر، وفي نهاية الأسبوع كان يفوق عدد الزوار الخمسين ألفاً. والنتيجة النهائية لهذه التجاذبات التي حدثت بين إدارة المهرجان ووزارة الصناعة والتجارة كانت رضوخ إدارة القرية لمطالب الوزارة وإنهاء المهرجان على وجه السرعة، وإقامة حفلة ختامية للمشاركين في فندق فخم في عمّان، وليس في موقع القرية كما كان مقرراً سابقاً، وكما حدث فعلاً العام الماضي. وكانت القرية بدأت فاعلياتها مطلع شهر تموز يوليو الماضي، وقد ضم هذا العام 23 جناحاً يمثلون 23 دولة، مصممة بأشكال هندسية تمثل رموزاً تعرّف الدول، وتحتوي مأكولات شعبية ومصنوعات يدوية تراثية، وفرقاً فولكلورية ومدينة ملاه ضخمة، إضافة إلى أن المهرجان قدم أمسيات غنائية كانت تقام نهاية كل أسبوع شارك فيها مجموعة من الفنانين مثل مروان خوري وميريام فارس، راغب علامة وائل جسار، شهيناز، وائل كفوري، وحسين الأعظمي وفرقته وسواهم. وأعلنت إدارة المهرجان أنها تلقت حتى الآن 38 طلباً لإقامة أجنحة ضمن الدورة الثالثة التي ستقام الصيف المقبل في مكان لم يحدد بعد في عمان، إضافة إلى أن المهرجان قد ينتقل خلال الشتاء إلى البحرين لإقامة فاعلياته هناك.